الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

في ملتقى وطني بجامعة قسنطينة 2 : دعــــوات لحمايــــــة المـوروث العمرانــــي و استغلالـــه سياحيــــا

دعا باحثون في مجالات العلوم الإنسانية والعمران، إلى أهمية تعزيز الوعي بقيمة المعالم الأثرية و تراث العمران في الجزائر، وشددوا على ضرورة تكثيف الجهود لحماية هذا المخزون الحضاري الإنساني، و تعاون الفاعلين في مختلف المجالات لتثمين كنوز الجزائر، التي تحوز منطقة الشرق على جزء مهم منها.
وناقش أساتذة وباحثون، شاركوا في فعاليات ملتقى وطني موسوم بالعمران والتراث المعماري بمدن الشرق الجزائري، نظمه قسم الآثار ومخبر التاريخ بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، بجامعة عبد الحميد مهري، قسنطينة 02، أهمية هذا الموروث في التنمية السياحية مشيرين إلى أن ضرورة السعي لاستغلاله بشكل أمثل، مبينين بأن هذا الهدف يعتبر من أهم مقاصد الملتقى الذي جاء بتنسيق مع فرقة بحث التراث العمراني بمدينة عنابة، و تضمن محاور مختلفة أبرزها ما تحتوي عليه مدن الشرق من مقومات أثرية عمرانية قابلة للتوظيف سياحيا.
حملت الجلسة الأولى عنوان «واقع التراث المعماري في الشرق الجزائري الخصائص ومحاولات التثمين»، أما الجلسة الثانية فكانت حول تفعيل التراث المعماري في التنمية السياحية واستراتيجية الحفاظ عليه تبعتها أيضا جلسات افتراضية شارك فيها متدخلون من متحف سطيف، واندرجت تحتها مداخلات لأساتذة وباحثين تناولت جوانب عديدة تصب كلها في تثمين التراث المعماري لمنطقة الشرق الجزائري، وحمايته والحفاظ عليه فضلا عن التعريف به واستغلاله في السياحة، وقد استندت على معاينات من الميدان، من خلال عرض صور لمختلف المعالم الموجودة في الشرق الجزائري.
وبحسب رئيسة الملتقى، الأستاذة فهيمة رزقي، فإن الفعالية مهمة للتذكير بأهمية الحفاظ على الإرث المادي للإنسانية، وتحديدا التراث المعماري، الذي اعتبرته هوية للأمة وعنوانا لحضارتها.
وقالت، بأن الجزائر من البلدان التي تملك تراثا حضاريا قل نظيره، فضلا عن توفرها على مواقع ومعالم تؤرخ لحقب مختلفة وتؤكد على مكانتها التاريخية العريقة، لذلك ترى رزقي، بأن تسليط الضوء على هذا الإرث من قِبل الأساتذة والأثريين ضروري ومهم للتوعية بأهميته وتحديد نقاط قوته وضعفه، وذلك تفعيلا له ليستقطب السياح والزوار.
كما أضف رئيس قسم الآثار بكلية العلوم الإنسانية بقسنطينة، الأستاذ عبد الرحيم جديد، بأن هذا النوع من الملتقيات يحمل سياقا حيويا، لأنه يبرز أهمية الاستثمار في الثراء التراثي لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل من خلال استغلاله في السياحة الأثرية، وبالتالي تعزيز مكانة الجزائر في السياحة العالمية وتحقيق تنمية مستدامة.
وانتقدت من جانبها، الأستاذة ورئيسة مخبر تاريخ و تراث ومجتمع، نادية باهرة، الزيارات العشوائية التي تنظمها بعض المجموعات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، نحو مواقع أثرية اعتبرتها هشة ولا تصلح للجولات السياحية أساسا بسبب حساسيتها، كما أن هذه الآثار قد تتعرض للتخريب بسبب جهل سياح بأهميتها كما أوضحت، عارضة صورا تكشف عن تدهور حالة بعض المواقع على غرار، المحطات الصخرية الفنية، والمعالم الجنائزية، والرماليات.
وترى باهرة، بأن الموقع أولى من السياحة، وبالخصوص النوع غير المقنن، وأوضحت الأساتذة أنه من الأحسن ربط الزيارات إلى المواقع بزيارات للمتاحف وأن يتم ذلك تحت إشراف متخصص لحماية هذه الأثريات، عبر إدراجها ضمن مسار سياحي متعدد ومعلوم.
من جانبه أبرز الأستاذ مراد حديبي، من جامعة عبد الحميد مهري، قسنطينة 02، الأهمية التاريخية والأثرية لمدينة «تيجيسيس» الواقعة بقرية عين البرج بلدية العامرية، دائرة سيقوس، غرب ولاية أم البواقي وبحسب حديبي، فإن أهمية هذا الموقع تكمن في كونه مستقرا لمختلف الحضارات منذ عصر ما قبل التاريخ، وقد أُثبتت ذلك اللقى التي كشفت عنها الأبحاث الأثرية، إلى جانب العديد من الأدوات والحلي والحلزونيات التي تثبت أن هذا المكان يشكل فعلا مركز استقرار للإنسان.
وأفاد الأستاذ، بأن «تيجيسيس» مثلت نقطة التقاء لأهم الطرق بين إقليمي سيرتا وقرطاج في الفترة القديمة، وبين القيروان والمسيلة في الفترة الإسلامية، يضيف ذات المتحدث، بأن المنطقة معروفة في الفترة الرومانية بمراكزها التي اعتبرت من أهم القلاع الدفاعية التابعة لسيرتا وذلك لاحتلالها موقعا إستراتيجيا، وذكر قصر الصبيحي وسيلا وسيقوس.
ويرى، بأن تأثير العوامل البشرية ناهيك عن الطبيعية التي تكاد تقضي على المدينة، جعل من المهم عليهم كباحثين أثريين القيام بدراسات وتفعيل الإجراءات اللازمة لحماية الموقع والحد من هذه العوامل.
و في مداخلة حول الحماية القانونية للمدن التراثية طبقا للقانون 90 - 29، 98-04، للأستاذ عمر بلوط الأستاذ من جامعة قسنطينة 02، تم التأكيد على دور وزارة الثقافة الجزائرية في حماية التراث، وأفاد الباحث بأن الموروث الثقافي في الجزائر مهدد بعدة مخاطر قد تعرقل عملية انتقاله من جيل لجيل، مما يستدعي توفير الحماية القانونية لإيصاله للأجيال اللاحقة، لاسيما وأن حماية الممتلكات الثقافية والممتلكات التراثية من أهم القضايا التي اهتمت وتهتم بها الأمم قديما وحديثا، لاسيما تلك التي تملك أصولا حضارية تحدد عراقة مدنها.
إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com