بعد سنوات طويلة تراوحت بين التوقف التام وتذبذب الإنتاج، عاد مركب الطماطم الصناعية، الواقع ببلدية «بومهرة أحمد» شرقي قالمة إلى العمل من جديد، معلنا عن بداية مرحلة جديدة تعتمد على التطوير وتنوع الإنتاج، وخلق الثروة ومناصب العمل بحوض ديموغرافي كبير، يعاني من البطالة وتراجع فرص الشغل.
وبالرغم من انتهاء موسم جني الطماطم الصناعية بحقول قالمة منذ 5 أشهر تقريبا، مازالت أقسام المركب تعمل دون انقطاع، معتمدة على الطماطم القادمة من ولايات الجنوب الكبير، كأدرار ووادي سوف وبسكرة، وغيرها من مناطق زراعة الخضر بالولايات الصحراوية التي تقود ثورة زراعية حقيقية، تعد بإنهاء أزمة الغذاء في البلاد.
وقال كمال بن قيراط، مسير المركب للنصر،»:يبدو أن سنوات الغلق وتذبذب الإنتاج قد ولت إلى غير رجعة، المركب يديره مستثمر جديد يملك خبرة كبيرة في مجال الصناعات الغذائية، معدات المركب تتجدد باستمرار لتطوير الإنتاج وتنويعه، اليوم ننتج الطماطم الصناعية والهريسة، وقريبا سنمر إلى منتجات غذائية أخرى، بينها مربى الفواكه، نستقبل كميات كبيرة من طماطم الصحراء في شكل مادة أولية ثلاثية التركيز، لم نعد نعتمد على طماطم قالمة والولايات المجاورة فقط، ذهبنا بعيدا إلى الصحراء، لنشجع المزارعين هناك ونضمن لهم التسويق على مدار العام، هذا المركب دعم كبير لقطاع الزراعات الغذائية المحلية والوطنية».
على بعد 3 كلم تقريبا شرق بومهرة أحمد، ومن الطريق الوطني 20، يمكنك مشاهدة مداخن المركب وهي تبعث بالبخار الساخن وسط أجواء شتوية باردة، هنا يعمل ما لا يقل عن 40 عاملا على مدار الساعة لإنتاج الطماطم ثنائية التركيز، و»الهريسة» من الفلفل الحار الذي غطى مساحة واسعة من الأراضي الزراعية بقالمة هذا الموسم.
قبل سنوات مضت، كان المكان موحشا مغلقا أمام منتجي الطماطم الصناعية بقالمة، ومن حين لآخر يستأنف نشاطه باحتشام ثم يتوقف من جديد، واليوم يقول المشرفون عليه بأنهم عازمون على إنهاء حقبة طويلة من التعثر والاستجابة لتطلعات المزارعين والسلطات الولائية التي تعمل على إحياء المصانع المغلقة، والوقوف إلى جانب المستثمرين الحقيقيين، في مختلف قطاعات النشاط.
وقد تم بناء مركب الطماطم الصناعية ببلدية بومهرة أحمد بقالمة بين سنتي 1983 و1987، في إطار البرنامج الوطني لدعم وتطوير الصناعات الغذائية في البلاد، واستمر المركب في النشاط حتى سنة 1999، حيث توقف تماما وأغلق أبوابه حتى 2009 حيث عاد للنشاط من جديد، ومنذ ذلك الحين ظل التذبذب والتوقف المؤقت بين موسم وآخر هو الوضع السائد حتى 2021، حيث بدأت مؤشرات الانفراج تلوح في الأفق، عندما استرجعت ولاية قالمة واحدا من مصانعها المغلقة في كل مكان، وعادت الحياة من جديد إلى مركب الطماطم الصناعية ببلدية بومهرة أحمد بقدرة إنتاجية تبلغ 600 طن في اليوم الواحد من الطماطم المحلية، وطماطم الجنوب الكبير، مستقبل الزراعة الوطنية.
فريد.غ
