أحيت الأسرة الثورية بمعية السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني ببلدية بئر العاتر ولاية تبسة، نهاية الأسبوع، الذكرى69 لمعركة جبل «الزريقة» المتاخم للحدود التونسية، التي خاض فيها ثلة من المجاهدين معركة حامية الوطيس مع قوات الاستدمار الفرنسي، دامت يوما كاملا.
وفي كلمة لمندوب منظمة المجاهدين لدائرة بئر العاتر، المجاهد، بشير معيفي، خلال المناسبة عن هذه المعركة البطولية، أوضح أن انطلاقتها جاءت بعد قيام كوكبة من المجاهدين بحمل كميات من العتاد والسلاح والذخيرة والألبسة، لفائدة مجاهدي الثورة والعبور بها على الأقدام، حيث كانوا قادمين من قفصة التونسية نحو الجزائر، غير أن القوات الفرنسية اكتشفت تحركاتهم وسارعت لحشد العدة والعتاد من مراكزها المتواجدة في بئر العاتر، سوكياس وكذلك من المدن التونسية المتاخمة للحدود الجزائرية كقفصة، أم العرايس، الرديّف، تمغزة، بغرض القضاء على المجاهدين.
المعركة انطلقت بضراوة بين الطرفين، حيث تكبد فيها العدو خسائر بشرية معتبرة قدرت بـ60 قتيلا وعدد مماثل من الجرحى، في حين استشهد في هذه المعركة 19مجاهدا من مجموع 29، بعد أن نفدت الذخيرة عنهم وكان أبرزهم قائدا المجموعة وهما الشهيد «عمار بن سعيّد السنوسي» ونائبه الشهيد «بيزيد يوسف» المكنى بـ «يوسف لعديل» وقد تم دفنهما سويا بمكان المعركة في جبل الزريقة، كما استشهد البطل الشهيد، محمد الهمامي التونسي، الذي كان برفقة إخوانه المجاهدين الجزائريين، بعد أن ألقى بنفسه من علو شاهق، حتى لا يقع في الأسر بين يدي الجيش الفرنسي، فيما أسر عدد من المجاهدين، قامت قوات الاحتلال بنقلهم إلى سجن صفاقس في تونس، أين مكثوا به مدة من الزمن، ليتمكنوا من الفرار عبر قنوات الصرف الصحي والعودة إلى أرض الوطن والالتحاق بصفوف المجاهدين من جديد بمساعدة جبهة التحرير الوطني.
ع.نصيب