خلف الاضطراب الجوي المصحوب بالأمطار الغزيرة والرياح، ليلة الجمعة إلى السبت، تضرر عدة بلديات وأحياء بولاية عنابة، جراء ركود وارتفاع منسوب المياه وانسداد البالوعات في عدة محاور، مع السيول الغزيرة القادمة من مرتفعات جبال الايذوغ، ما استدعى تدخل مختلف المصالح لامتصاص المياه، بعد أن غمرت المياه الطرقات ومداخل السكنات والعمارات، خاصة على مستوى حي سيبوس والسهل الغربي، ما صعب على عائلات الخروج من منازلهم .
وحسب مديرية الري، فقد سجلت عشرات التدخلات من قبل مصالح مؤسسة التطهير، بالتنسيق مع البلديات والأشغال العمومية والحماية المدنية، بتجنيد جميع الفرق المختصة للتدخل في الفيضانات، مدعمين بشاحنات وعتاد لامتصاص المياه، نتيجة لارتفاع المياه في بعض النقاط، خاصة بحي سيبوس، السهل الغربي ووسط المدينة والبلديات الأخرى، لإزالة الانسدادات والقضاء على تراكمات مياه الأمطار .
وركزت مصالح البلدية تدخلاتها بحي سيبوس، على عدد من النقاط السوداء، شملت عدة شوارع، كما كذبت بلدية عنابة في بيانها الصادر، أمس الجمعة، الفيديوهات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول الفيضانات التي شهدها حي سيبوس واستخدام مواطنين زوارق نزهة للتجول بين الشوارع، معتبرة المشهد بالقديم ولا يعود للحي، كما اتهمت أحد المنتخبين في البلدية من حي سيبوس، بأنه هو من قام بنشر الفيديوهات.
كما تدخلت المصالح التقنية للبلديات خلال الساعات الأخيرة، مدعومة بمؤسسة ديوان التطهير، لجهر البالوعات وإزالة الانسدادات بعدة نقاط، منها حي الصفصاف، حيث ارتفع منسوب المياه بشكل كبير في المسطحات المائية وكذا مجاري المياه والأودية المتواجدة داخل النسيج الحضري جراء السيول الجارفة القادمة من جبال الايذوغ، التي أدت بدورها إلى الغلق المؤقت للعديد من الطرقات والأنفاق الأرضية بأحياء متفرقة، نتيجة لانسداد مجاري وقنوات المياه، بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الإيذوغ، ما تسبب في عرقلة حركة المرور بمداخل ووسط المدينة.
كما سجل انقطاع في التيار الكهربائي بعدة مناطق، نتيجة لقوة الرياح والأمطار الغزيرة وحسب مصالح شركة سونلغاز، فقد نجم هذا الانقطاع جراء تسرب للمياه إلى المحولات الكهربائية، حيث تم استكمال عمليات الإصلاح وإرجاع الطاقة في ظرف وجيز.
وفي السياق، أدى التساقط الغزير للأمطار، إلى توقف التزود بالمياه الشروب، بسبب تعكر المياه على مستوى سدي الشافية وماكسة بالطارف، حيث وصلت مدة انقطاع التزود بالمياه إلى نحو 10 أيام في بعض الأحياء، في حين تعمل الجزائرية للمياه على تجاوز مرحلة المعالجة على مستوى محطات ضخ المياه للخزنات، إذ تعرف فترة التساقط الغزير للأمطار، ارتفاعا في نسبة التعكر، ما يصعب عملية التوزيع، كما تسبب انخفاض منسوب المياه قبل تساقط الأمطار، في تراجع مستوى حشد السدود، ما انعكس سلبا على التموين والتوزيع، حيث يتم حاليا انتظار دخول محطة التحلية بالدراوش حيز الخدمة شهر فيفري، للتخفيف من الأزمة.
حسين دريدح