كشفت رئيسة مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية أم البواقي، الدكتورة، حاكم أمينة، أمس، أن مصلحة الوقاية بمعية اللجنة المختلطة نجحت في السيطرة على انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي «أ» عند الأطفال المتمدرسين، خاصة بعد تسجيل عديد البؤر للإصابة بالمرض عبر عديد بلديات الولاية.
وأضافت المتحدثة أن التحاليل المخبرية على العينات المرفوعة للمياه، انتهت للتأكيد بأن عديد الصهاريج بالمدارس وكذا ببعض السكنات هي السبب وراء انتشار المرض، الذي انخفضت مؤخرا حالات الإصابة به، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أسابيع.
وأشارت المتحدثة في لقائها بالنصر، أن مصلحة الوقاية بمديرية الصحة بأم البواقي أحصت خلال السنة المنقضية ارتفاعا وتزايدا في عدد الإصابات بمرض التهاب الكبد الفيروسي «أ»، أين تم تسجيل 293 إصابة بالمرض عبر 29 بلدية بالولاية، وبينت المتحدثة بأن مرض التهاب الكبد الفيروسي «أ» من بين الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وهو من بين الأمراض ذات التصريح الإجباري، أين ينتقل عن طريق المياه الملوثة عبر الميكروبات والطفيليات التي تعيش في الماء وكذلك عن طريق الفيروسات، إضافة إلى إمكانية انتقال المرض عند استهلاك مياه ملوثة من خلال الطهي بها وكذا عبر الغسيل، وعادت المتحدثة للبؤر التي عرفت تسجيل إصابات بالمرض بالولاية، مؤكدة بأن مصلحة الوقاية سجلت عديد الإصابات عبر المدارس الابتدائية، وأغلب الإصابات سجلت وسط الأطفال المتمدرسين، وأوضحت المتحدثة بأن التحاليل المخبرية التي أجريت على عينات من المياه، انتهت للتأكيد بأن بعض المؤسسات التربوية مياهها غير صالحة للاستعمال كما أن بعض العينات ببعض المؤسسات أشارت إلى سلامة المياه، كما أثبتت التحاليل انتقال المرض عبر المياه المتواجدة بعديد سكنات الأطفال المتمدرسين وجلهم يتمدرس في الابتدائيات والمتوسطات وانتشار المرض يعود للاحتكاك الكبير بين أطفال هاته الفئة.وأشارت رئيسة مصلحة الوقاية بأنه وبعد تأكد تسجيل حالات للإصابة بالمرض، بادرت مصلحة للوقاية للتصريح بالإصابات على مستوى اللجنة الولائية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والحيوان، وتم بعدها الشروع في برمجة خرجات ميدانية ضمن لجان مختلطة ضمت ممثلين عن عديد القطاعات، أين تم معاينة مدارس ومنازل المصابين وكذا المحيط الذي يقطن به المصابون، وتم في خضم الخرجات تقديم توجيهات مع التدخل الآني في عديد الحالات، مع إعداد تقارير دورية توضع على مستوى أمانة اللجنة الولائية والتي ضمن جل التوجيهات والنصائح المقدمة وشملت خرجات اللجان المختلطة المؤسسات التربوية ودور الحضانة والمنازل وكل الأماكن التي تعرف تجمعا للمواطنين، وأكدت المتحدثة بأن الحالة اليوم مستقرة، مع تسجيل بعض الحالات التي لا تزال تحت المتابعة، ونظمت مصلحة الوقاية تزامنا والخرجات الميدانية للجان المختلطة حملات تحسيسية عبر وسائل الإعلام والمساجد وهي الحملات التي استهدفت تلاميذ المؤسسات التربوية والطواقم الإدارية والتربوية، أين لعبت دورا كبيرا في تراجع أرقام الإصابات وأضافت المتحدثة بأن هذا المرض تتم مراقبة ظروف انتشاره للحد من ظهوره دوريا مع بداية موسم الاصطياف وكذا عبر مطاعم الرحمة قبل افتتاحها عشية شهر رمضان الفضيل، للوقوف على ظروف النظافة ونوعية المياه المستعملة، إلى جانب مراقبة محلات بيع المثلجات والمسابح وكذا المحلات التي تعرف إقبالا وتوافدا للعائلات.
من جهة أخرى وفي سياق ذي صلة احتضن أمس ديوان والي أم البواقي، اجتماعا للمجلس التنفيذي للولاية والذي تضمن جدول أعماله، عرض ملف الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوان، أين قدم الوالي عدة تعليمات دعا من خلالها لضرورة المتابعة الجدية لهذا الملف، بالتنسيق مع جميع القطاعات المعنية على غرار الصحة والسكان والمصالح الفلاحية والموارد المائية والبيئة والتجارة والبلديات، من خلال تكثيف عمليات التفتيش سواء على مستوى المدارس الابتدائية، أو الإقامات الجامعية وكذا دور الحضانة، وتم كذلك التأكيد على تفعيل دور مكاتب الصحة، إلى جانب اعتبار نظافة المحيط هي الحل الوحيد للقضاء على الأمراض المتنقلة عن طريق المياه أو الحيوان، ودعا الوالي رؤساء البلديات تحت إشراف رؤساء الدوائر لبرمجة حملات نظافة واسعة على مستوى جميع بلديات الولاية، بالتنسيق مع كافة الشركاء الذين لهم إمكانيات وعتاد للقضاء على النقاط السوداء وذلك كل يوم سبت، إلى جانب الحرص على الشروع الفوري في إحصاء التجار الناقلين للمياه الصالحة للشرب عبر الصهاريج وتتبع مصادر الحصول على المياه، والسهر على نظافة الأقبية على مستوى العمارات.
أحمد ذيب