أشرف وزير الموارد المائية والأمن المائي، طه دربال، أمس، على تدشين ومعاينة مشاريع بقطاعه بولاية باتنة، أبرزها انطلاق أشغال إنجاز محطتين لتصفية المياه المستعملة على مستوى مدينتي باتنة وبريكة، بالإضافة إلى معاينته لمخطط تحويل المياه الصالحة للشرب من حقل بلدية جرمة نحو مدينة باتنة، ووضع حيز الخدمة لمنقب مائي بقرية الغجاتي ببلدية وادي الشعبة ومعاينة 3 محطات لرفع المياه المستعملة بواسطة مضخات بمدينة بريكة.
واستهل وزير الري طه دربال زيارة العمل و التفقد لولاية باتنة، بمعاينة منقب عين السخون ببلدية جرمة، حيث تلقى عرضا و شروحات مفصلة حول تحويل المياه الصالحة للشرب انطلاقا من حقل جرمة نحو باتنة، وأكد خلالها الوزير، على عامل الاستشراف في تسيير قطاع الري وطمأن بتحسين الخدمة العمومية بالولاية تدريجيا مع دخول عدة مشاريع حيز الخدمة، وفي سياق متصل تطرق لعاملي التأمين و صيانة المعدات للحفاظ على ديمومة المنشآت من أجل تقديم خدمة عمومية للمياه ترقى لتطلعات ساكنة الولاية.
وقام الوزير في المحطة الثانية من زيارته بوضع حجر الأساس لإنجاز محطة تصفية المياه المستعملة لمدينة باتنة، مؤكدا على الدور الذي تلعبه محطات تصفية المياه المستعملة من خلال تثمين إعادة استعمال المياه المنتجة بهذه المحطات و استغلالها في شتى المجالات، وقال بأنها تعتبر ثروة حقيقية و هي نهج لا خيار عليه خاصة مع التغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر على غرار دول العالم، كاشفا عن إعداد دراسة لتطبيق تقنية المعالجة الثلاثية للمياه لاستعمالها في السقي الفلاحي كما يمكن أن تستفيد منها المناطق الصناعية القريبة من المحطة، ووجه طه دربال تعليمات الحرص على عاملي الوقت و الجودة في إنجاز مشاريع محطات تصفية المياه المستعملة و استغلالها أحسن استغلال باعتبارها أحد الخيارات الأساسية من خلال استعمال أنظمة سقي مقتصدة للمياه و المساهمة في الحركية الاقتصادية.
وأشرف الوزير في محطته الثالثة على وضع حيز الخدمة لمنقب الغجاتي ودعا خلالها المسؤولين المحليين إلى المحافظة على المكسب المهم من خلال الصيانة الدورية و التأمين، وخلال المحطة الرابعة بالولاية المنتدبة بريكة
قام وزير الري بوضع حيز الخدمة لثلاث محطات رفع للمياه المستعملة بقدرة دفع 50 لترا في الثانية ضمن المشروع المتمثل في المجمع الرئيسي للمياه المستعملة للولاية المنتدبة بريكة. وأكد دربال أن الولاية المنتدبة بريكة لديها آفاق واعدة من خلال إعادة إنجاز استثمارات تكميلية في قطاع الري خاصة في ميدان المياه المستعملة المصفاة.
وكان قد ستفاد قطاع الموارد المائية والري لولاية باتنة، من غلاف مالي يقدر بـ 500 مليار سنتيم لتوسعة محطة معالجة وتصفية المياه المستعملة وهو المشروع الذي أكد والي باتنة محمد بن مالك، على أهميته بعد قرار السلطات العمومية المركزية بإعادة بعثه، ورفع التجميد عنه، للحفاظ على المحيط البيئي وترشيد المياه واستغلالها في السقي الفلاحي فضلا عن محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه.
وظل مشروع محطة تصفية المياه، المزمع إنجازه بالمخرج الشمالي لمدينة باتنة يراوح مكانه، رغم أهمية المحطة في تصفية المياه المستعملة لمدينة باتنة والتخلص من العجز المسجل والقضاء على التلوث، حيث تصب المياه المستعملة غير المعالجة في وادي القرزي الممتد من باتنة إلى عين الزيتون بإقليم ولاية أم البواقي.
وأكد مواطنون على أهمية المشروع في إنهاء معضلة التلوث، خاصة وأن المدخل الشمالي لمدينة باتنة تنبعث منه روائح كريهة تمتد على مسافة كيلومترات، بسبب عجز المحطة الحالية عن معالجة المياه المستعملة، حيث تتجاوز نسبة العجز حسب مصالح ديوان وحدة التطهير 70 بالمائة كون محطة المعالجة لا تستوعب الكميات التي تصب فيها، وقد نجم عن هذا الوضع ظواهر سلبية منها لجوء فلاحين للسقي بالمياه القذرة من وادي القرزي.وقد عمدت السلطات العمومية، إلى تسجيل مشروع محطة تصفية جديدة بجوار المحطة الحالية بالمخرج الشمالي، بطاقة استيعاب تغطيتها تفوق 600 ألف نسمة في آفاق 20 سنة مستقبلا، لاستدراك العيوب المسجلة، بعد أن أنجزت المحطة المستغلة التي دخلت حيز الاستغلال في 2001 بطاقة لا تستوعب الكثافة السكانية لمدينة باتنة.
وأوضح المسؤول بوحدة التطهير بباتنة، أن الوحدة تتوفر على 3 محطات للمعالجة بكل من باتنة وآريس وتيمقاد وأخرى رابعة من نوع بحيرة على الهواء بقدرة تقابل عددا من السكان يتجاوز 289.800 نسمة.
وتضمن محطة باتنة معالجة المياه المستعملة بطاقة تعادل 200 ألف نسمة، بحيث تستقبل 19875 مترا مكعبا يوميا وتعالج أيضا وحدة التطهير، بالإضافة للمحطات الثلاث، المياه المستعملة عبر محطتي الرفع بكل من تيمقاد وشيدي بمروانة.
ويقدر إجمالي ما تعالجه محطات تصفية المياه المستعملة التابعة لوحدة التطهير باتنة، أكثر من 7 ملايين و411 ألفا و736 مترا مكعبا من مياه الصرف الصحي بالولاية.
يـاسين عـبوبو
