تعرف العديد من التحصيصات السكنية القانونية الواقعة ببلدية قسنطينة، غيابا تاما للتهيئة، حيث تتحول مع بداية كل فصل شتاء إلى مناطق يصعب الدخول إليها، بسبب حالة المسالك الموحلة، ما يضطر البعض إلى هجر بيوتهم شتاء. و الملاحظ أن معظم التحصيصات السكنية الواقعة داخل تراب بلدية قسنطينة، تغيب عنها التهيئة الخارجية بشكل كلي تقريبا و بدرجات متفاوتة من حي لآخر، فمن خلال زيارة قادتنا إلى بعض هذه الأحياء وقفنا على حجم المعاناة التي يتكبدها السكان مع حلول كل فصل شتاء.
توجهنا إلى تحصيصات بمنطقة عين الباي منها "فيرمة بن شيكو" بحي سوناتيبا، و تحصيص حمروش محمود بحي بلحاج و كذا حي النخيل، كما زرنا منطقة الجذور الواقعة بين مدينتي قسنطينة و الخروب و التي تضم تحصيصات كحي بن عبد المالك رمضان، و بحي بوالصوف زرنا أرض بلعابد التي تضم تحصيصا سكنيا كبيرا أيضا.
و معظم هذه الأماكن تتشابه فيما بينها، حيث تضم بيوتا فخمة و فيلات قد يصل عددها في بعض التحصيصات إلى أكثر من ألف بيت، فيما يتجاوز تاريخ إنشاء معظمها 20 سنة، و تشترك هذه الأحياء من حيث غياب التهيئة، حيث أن الطرق بداخلها ترابية و غير معبدة تماما، كما أن الأرصفة منعدمة، و لا أثر للبالوعات و أنظمة تصريف المياه .
خلال تواجدنا ببعض هذه الأماكن، وجدنا صعوبة في التنقل داخلها، بالرغم من أننا كنا على متن سيارة جديدة، حيث وجد السائق صعوبة في عبور الحفر و البرك المائية المنتشرة عبر أرجائها، كما لم نتمكن من النزول من السيارة بسبب كثافة الأوحال.
تحدثنا إلى عدد من سكان حي حمروش بزواغي، فأكدوا لنا بأن سياراتهم تتعرض لأعطاب كبيرة بسبب حالة الطريق، موضحين بأن السكان الذين لا يملكون سيارات يضطرون إلى السير عدة كلمترات للوصول إلى بيوتهم، بسبب رفض سيارات الأجرة و حتى "الفرود" التوجه إلى داخل الحي، فيما قال سكان حي النخيل و "سوناتيبا" بأن تلاميذ المدارس يضطرون إلى وضع أكياس بلاستيكية على أحذيتهم لتجنب الأوحال.
أما سكان تحصيص بن عبد المالك رمضان بالجذور فأكدوا بأن بعض العائلات تضطر إلى مغادرة بيوتها خلال فصل الشتاء، بالنظر إلى الحالة الكارثية للطرق التي تغمرها الأوحال، طيلة أربعة أشهر، و يصبح من الصعب جدا عبورها حتى على السيارات، خاصة أن الحي تدخله الآليات و الشاحنات الثقيلة إلى بعض الورشات المقامة في المكان و تجعل من الطريق أكثر سوء.
فيما ذكر بعض الأطفال المتوجهين إلى المدارس بأنهم يعانون يوميا في طريق الذهاب أو العودة، و يضطرون يوميا إلى تنظيف أحذيتهم و ملابسهم، و يتعرضون إلى توبيخ أوليائهم و أساتذتهم.
و يطالب سكان هذه الأحياء، السلطات بضرورة تهيئة التحصيصات التي تعد قانونية مائة بالمائة، خاصة أنها استفادت من مد جميع الشبكات، و لم يعد يوجد حسبهم ما يمنع من تعبيد الطرق و انجاز الأرصفة.
وقد اتصلنا برئيس بلدية قسنطينة للحصول على معلومات حول مشاريع التهيئة وأسباب غيابها ،لكن المير المنصب حديثا أحالنا على أحد نوابه كونه لم يطلع بالشكل الكافي على كل الملفات ، غير أنه تعذر علينا الاتصال بالنائب رغم محاولاتنا المتكررة ليومين متتاليين.
عبد الرزاق.م
