كشف مدير الصحة بولاية سكيكدة عبد الناصر دعماش أن التحقيق الذي فتحته مصالحه بخصوص علاقة نشاط المنطقة الصناعية البترولية بتزايد مرضى السرطان لم يثبت وجود ترابط بين نشاط المنطقة و زيادة حالات الإصابة بالمرض.
و قال مدير الصحة في حديث للنصر أن التحقيق الذي أمر به الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته للمنطقة شهر جانفي 2014 لا يزال ساري المفعول، و تم التوصل من خلال الدراسة التي أطلقتها المديرية تحت إشراف فريق طبي يضم 50 محققا وأطباء وأعوان من شبه الطبي إلى تقييم أولي جعل مديرية الصحة «تستبعد تماما الخوف والهلع الذي يسيطر على المواطنين من فرضية بأن التلوث الذي تفرزه المنطقة الصناعية من غازات يكون السبب الرئيسي في تفشي مرض السرطان بالولاية»، و أضاف مدير الصحة «سجلنا أرقاما تقارب 650 حالة سرطان، و كانت أغلبية الحالات تتعلق بسرطان الثدي عند المرأة، ثم تأتي بعدها الأنواع الأخرى من السرطانات ، مثل سرطان البروستات القولون، وبعده الرئة». وذكرت مديرية الصحة أن الأرقام التي كشف عنها التحقيق في مراحلة الأولى تترابط مع المعدل الوطني والعالمي وبالتالي تسقط الفرضية التي تجعل التلوث الذي تفرزه المنطقة البترولية سببا في تزايد الإصابات بالمرض في سكيكدة، خاصة إذا علمنا أن الولاية تعتبر خضراء وهي ذات طابع فلاحي بالدرجة الأولى، ويحيط بمدنها غطاء جبلي أخضر يجعل سكان الولاية في صحة جيدة.
من جهة أخرى أشار مدير الصحة بأن الوزارة الوصية خصصت قرابة 20 مليار سنتيم للتكفل الأمثل بمرضى السرطان بالولاية، حيث تم فتح وحدتين لمرضى السرطان بكل من مستشفى عبد الرزاق بوحارة ومستشفى عزابة مع تجهيزهما بكل الوسائل الطبية و تأطيرهما بالأطباء المختصين، بالإضافة إلى التكفل بعملية العلاج بالأشعة والأدوية.
و بفضل ذلك لم يعد المرضى يتنقلون إلى عنابة و قسنطينة و أصبحوا يتلقون العلاج على المستوى المحلي، بالموازاة مع ذلك قامت المديرية حسب محدثنا بتكوين جراحين مختصين في جراحة السرطان، حيث و في ظرف سنة تم إجراء 400 عملية ناجحة.
كمال واسطة
