أطفــال يحوّلـــون نافــورة حديقـــة باردو إلى مسبــــح
تحوّلت نافورة المياه بحديقة “باردو” بمدينة قسنطينة، إلى مسبح فوضوي لعدد كبير من الأطفال الذين يقصدونها يوميّا رغم المخاطر، في حين تستمر السباحة في نافورات المياه الأخرى والبِرك.
ولاحظنا خلال الساعات المسائية، بأن حديقة “باردو” التي افتتحت منذ بضعة أسابيع فقط، تحولت إلى مقصدٍ للكثير من المواطنين، ومن بينهم العشرات من الأطفال ، الذين يتجهون إلى نافورة المياه المنجزة في الجهة السفلية من الحديقة على شكل مدرّجات مسرح مفتوح، تنساب عليها المياه إلى غاية حوض صغير يمتلئ عن آخره.
ويقوم الأطفال بالسباحة في هذا الحوض، غير مبالين بخطر التعرض لإصابات من جراء ذلك، كما أن بعضهم يصعدون المدرجات ويقفزون منها إلى المياه، ما قد يؤدي إلى اصطدام رؤوسهم بأرضية الحوض المائي أو بصنابير النافورة. وأوضح لنا مواطنون بأن الأطفال المَذكورين يأتُون مِن عدّة أحياء قريبة من الحديقة، على غرار حي “باردو” وجنان الزيتون ووسط المدينة، فيما لاحظنا مساء الأحد الماضي، أنه قد تم قطع المياه عن النافورة.
وتتكرّر بالنافورات المنجزة في السنوات الماضية نفس الظاهرة في كل صيف، فعلى مستوى نقطة الدوران المقابلة لمستشفى أمراض الكلى بحي الدقسي، عاد الأطفال إلى السّباحة في مياهها، رُغم أنها ليست نظيفة، فضلا عن خطورة المكان، خصوصا وأنّ الصغار يفرّون أحيانا عند رؤية مصالح الأمن، ما يعرضهم لخطر الصدم من السيارات.
وقد سُجِّلت حوادثُ مماثلة في السنوات السابقة على مستوى نفس المكان، أما بوسطِ المدينة، فيقصدُ الأطفالُ ساحة دنيا الطّرائف من أجل اللّهو في نافورات المياه المنجزة بالجهة السّفلى، في إطار مشروع إعادة الاعتبار لهذه السّاحة ضِمن برنامج عاصمة الثقافة العربية.
والتقينا ببعض الأولياء بالقرب من نافورة حي الدّقسي، حيث جلبوا أطفالهم للّعب بالقرب منها، في حين أوضحوا لنا بأن مشكلة نقص مرافق الترفيه في المدينة تدفع الصغار إلى القدوم إلى المكان المذكور من أجل السباحة، خصوصا وأن الكثير من العائلات لا تملك الوسائل لنقل أبنائها إلى البحر عدة مرات خلال فترة الصيف.
ويلجأ بعض الأطفال والمراهقون إلى السباحة في البرك والتجمعات المائية رغم خطورة الأمر، على غرار التجمع المائي الواقع بمدخل مدينة عين سمارة، في حين رفعت العديد من الجهات تحذيرات من السباحة في هذه الأماكن. وقد اختلف الأمر خلال السنة الجارية على مستوى المساحة الخضراء بحي زواغي بعد أن توقفت مياه النافورة، ولم يقصدها الأطفال الذين كانوا يتنقلون إليها من عدة مناطق على غرار المدينة الجديدة علي منجلي. وتجدر الإشارة إلى أنّ ولاية قسنطينة تعرف مشكلة نقصٍ في المسابح العمومية، خصوصا على مستوى البلديات البعيدة عن عاصمة الولاية.
سامي.ح
