تعرف ولاية قسنطينة، خلال اليومين الأخيرين، انتشارا واسعا للنقاط غير الرسمية لبيع أضاحي العيد، و ذلك على بعد 3 أسابيع من عيد الأضحى، في الوقت الذي لم تنصب فيه الأسواق التي عينتها السلطات المختصة، فيما تعد الأسعار المطلوبة من قبل الموالين و الوسطاء، مرتفعة جدا، و تتجاوز تلك المسجلة خلال الأعوام الماضية بحوالي 10 بالمئة، حيث وصل ثمن الخروف الملائم لعائلة عدد أفرادها متوسط، إلى 8 ملايين سنتيم.
و عاينت النصر أمس عددا من النقاط التي بدأ فيها نشاط بيع أضاحي العيد، بكل من مدينتي قسنطينة و الخروب، حيث لاحظنا وصول العديد من الموالين من ولايات مجاورة و أخرى بعيدة نوعا ما، على غرار أم البواقي و باتنة و الجلفة، و الذين اختاروا عدة مواقع لعرض مواشيهم، معظمها على حواف الطرق غير الرئيسية، و التي تربط بين قسنطينة و الخروب، أو بين هذه الأخيرة و المدينة الجديدة علي منجلي، حيث تعرف بكثافة الحركة المرورية على مستواها.
و بغض النظر عن ظروف عرض هذه المواشي، في الهواء الطلق و تحت أشعة الشمس، من دون أدنى رعاية و لأكثر من 20 يوما، غير أن الإقبال بدأ مبكرا على اختيار كباش العيد من طرف المواطنين المتلهفين لمعرفة الأسعار خلال هذه السنة، و لو أن أثمان الخرفان المعروضة، لن ترضي، بالتأكيد، طبقة كبيرة من أرباب العائلات.
على مستوى الأماكن التي زرناها، توقفنا عند مجموعة من الباعة الذين كانوا يعرضون مواشي مختلفة الأحجام، و عندما سألنا أحدهم عن سلعته، قال بأنه من مدينة عين ياقوت بولاية باتنة، و هو موال مختص في تربية الخرفان، و بالأخص أضاحي العيد، التي أكد بأنه يربيها لعدة أشهر و يسهر على تغذيتها، عن طريق الرعي و إطعامها بأنواع الحبوب مثل الشعير و الفرينة، مؤكدا بأن ثمنها يتراوح بين 45 ألف و 65 ألف دج، حيث كان يقسمها على أربع مجموعات، على أن يختار الزبون الخروف الذي يعجبه، و السعر غير قابل للتفاوض على حد تأكيد البائع، الذي يرى بأنه مناسب جدا.
و غير بعيد عن هذا المكان، وجدنا باعة أخرين، قالوا بأنهم وصلوا قبل يومين فقط، قادمين من ولاية الجلفة الشهيرة بتربية الأغنام و جودة اللحوم هناك، حيث أكدوا بأنهم اعتادوا على عرض سلعهم في هذا المكان، مع كل عيد أضحى، و منذ عدة سنوات، من دون حدوث أية مشاكل، على حد قولهم، أما عن الأضاحي، فلم تختلف أسعارها عن سابقتها، حيث تراوحت بين 52 ألف و 68 ألف دج، و لو أن باب التفاوض مفتوح، لتخفيض السعر المطلوب.
موالون يبررون الأسعار بارتفاع ثمن الأعلاف
و على مستوى منطقة البعراوية، التقينا بأحد الموالين المحليين، و قد أخرج أغنامه من الحظيرة ليعرضها على قارعة الطريق، و مع أن كباشه التي كانت ترعى في المكان، اختلط صغيرها مع كبيرها، غير أنه كان يجيب عن ثمن أي خروف بمجرد الإشارة إليه من بعيد، و قد وصل سعر أحسنها لـ 75 ألف دج، و عند استفسارنا عن سبب ارتفاع ثمنها لهذا الحد، قال الموال، بأن الأسعار زادت بحوالي 5 ألاف دج عن العام الماضي، مبررا ذلك بغلاء علف المواشي، كما أكد بأن خرفانه يتغذون على الشعير و الفرينة و الذرة، إضافة إلى الرعاية الصحية التي يؤمنها لهم، من خلال عرضهم على الطبيب البيطري، و كذا الأدوية التي تكلفه أموالا كبيرة، على حد قوله.
كما توقفنا عند باعة آخرين، تجاوز عدد الأغنام التي يعرضونها للبيع الـ 300 رأس، حيث قالوا للنصر بأنهم اعتادوا على التواجد بذات المكان، قبل كل عيد أضحى، قادمين من ولاية أم البواقي، حيث أشاروا إلى أن الأغنام التي يبيعونها من إنتاجهم، و لم يشتروها ليعيدوا بيعها، حسب ما أوضحوه، و قد قسموها لحوالي 6 مجوعات، يبدأ ثمنها من 35 ألف دج، لخرفان صغيرة يبدو أن عمرها لم يتجاوز 6 أشهر، فيما يرتفع ثمنها حسب حجمها، ليصل إلى 45 ألف دج، ثم 5 ملايين سنتيم، وصولا إلى 6 ملايين ونصف، و أكبرها يساوي ثمنه 8 ملايين سنتيم، مع العلم أن حجم أغلاها، مناسب لعائلة تتألف من عدد أفراد متوسط، أي 5 أو 6 أشخاص.
و للإشارة فإن إقبال المواطنين، و حسب ما لاحظناه، كان لمجرد الاستفسار عن الأسعار، وسط تردد في الشراء، خاصة أن الأسواق الرسمية لم تنطلق بعد، حيث يفترض أن تبدأ اليوم بقسنطينة، و يجدر التنويه أيضا، إلى أن جميع الباعة الذين التقينا بهم، أكدوا بأن الأسعار مرتفعة عن العام السابق، بحوالي 10 بالمئة، و قد تزيد أكثر، حسبهم، خلال الأيام المقبلة، مع تنامي نشاط الوسطاء و السماسرة، كما أن كل بائع تحدثنا إليه، أكد أن سلعته مضمونة، و لن تتعرض لحومها للتلف و التعفن، على غرار ما وقع للكثير من الأضاحي، خلال العامين الماضيين.
عبد الرزاق.م