يرجح أن تعود إلى الحقبة الرومانية

مقبـــرة قـديمـــة تعرقــــل مشــروع ربــط بالشبكـــات بمدينــــة علـــي منجلــــي
عرقلت المقبرة الواقعة بالتوسعة الغربية للمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، والتي من المرجح أن تعود إلى الحقبة الرومانية المسيحية، عملية استكمال مشروع التهيئة والشبكات المختلفة، حيث توقفت الأشغال حاليا بمحيطها، رغم أنها اكتشفت قبل أزيد من ثلاث سنوات، فيما تؤكد مصالح مديرية الثقافة، بأنها لم تتلق أي تبليغ ولا تتوفر على أية معلومات عن الموقع.
وأفادت مصادر مسؤولة للنصر، بأن لجنة مكونة من المصالح التقنية لبلديتي الخروب وعين سمارة، فضلا عن ممثلين عن الدائرة والمؤسسات المنجزة لمشروع التهيئة، قد اجتمعت صباح أمس الأول بالموقع وتقرر إزالة جزء من المقبرة وتحويل الرفاة إلى مقبرة أخرى قريبة من المكان، مع الحفاظ على الضريح القديم وبعض القبور بالمكان وإحاطتها، لكنها سرعان ما تراجعت عن القرار، بسبب عدم حضور جميع الأطراف، لاسيما ممثلي مديرية الثقافة ومكتب التراث، كما أشارت مصادرنا إلى أن عدد القبور، قد تجاوز 100 ومن المرجح أن تعود إلى الحقبة الرومانية أوبداية الحقبة العثمانية.
وقد اكتشفت المقبرة قبل أزيد من أربع سنوات، وتسببت في توقف الأشغال بأحد المواقع المخصصة لإنجاز عمارة بثلاثة مداخل، و ذلك على مستوى التوسعة الغربية، حيث تم اكتشافها من طرف العمال الصينيين المتعاقدين مع المؤسسة الوطنية للترقية العقارية المكلفة بإنجاز مشاريع الترقوي العمومية بالمكان، و هو ما أدى إلى توقف جزئي بالمشروع آنذاك، قبل أن تفتح مصالح الدرك الوطني و دائرة الخروب تحقيقا بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية.
و أكدت مصادرنا، بأنه تم الاعتداء على بعض القبور وإزالتها من مكانها، وهو ما وقفنا عليه بعين المكان، حيث أن أشغال الحفر الخاصة بشبكات الصرف الصحي مست جزء منها، لكنها توقفت بسبب عدم مباشرة عملية نقل رفات المقابر، رغم إصدار قرار من مديرية الشؤون الدينية بضرورة نقل الرفات إلى المقبرة الجديدة الواقعة بذات المنطقة.كما أعاقت المقبرة إتمام إنجاز أشغال التهيئة والشبكات المختلفة، فضلا عن إنجاز مفترق طرق قريب من الطريق المؤدية إلى بلدية عين سمارة، فيما أكد رئيس دائرة الخروب الصادق سبيع بأنه قد تم تكليف رئيس بلدية عين سمارة بالأمر، دون أن يقدم أي توضيحات أخرى، مبررا ذلك بأن العملية ليست من اختصاصه، فيما أوضح مصدر مسؤول بأنه تم استدعاء جميع الأطراف لتنظيم خرجة ميدانية واتخاذ القرار المناسب في كيفية نقل الرفات.
من جهته أوضح مدير الثقافة لولاية قسنطنية، زيتوني لعريبي للنصر، بأن مصالحه لم تبلغ بالأمر و بأنه كان ينبغي، مثلما أكد، إبلاغها من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها، مشيرا إلى أنه وفي حال نقل وتحويل الرفات فإن القانون واضح وصريح في هذا الأمر، وسيعاقب كل من يقوم بالتعدي على هذه الآثار، إذ لا يمكن، كما يؤكد، أن تنقل إلى أي موقع آخر دون المرور والتحقيق من طرف مديرية الثقافة.
ويتربع الموقع على حوالي 500 متر مربع وهو عبارة عن مقبرة، فيها قبور من مختلف الأنماط و الأشكال والأحجام، كما عثرنا على قطع من الفخار بموقع التنقيب وضريح رجح أحد المختصين في الآثار، بأنه يعود إلى الحقبة الرومانية البيزنطية المسيحية. وقد اكتشف في السنوات الأخيرة بالمدينة الجديدة علي منجلي والخروب، العديد من المواقع القديمة، و التي تعود إلى حضارات كثيرة لاسيما الحضارة الرومانية العريقة، التي بقيت آثارها شاهدة على البشرية التي مرت على هذه المناطق، لكن غالبيتها ما تزال مهملة و منها ما تعرض لاعتداءات خطيرة.
لقمان/ق