يضطر يوميا العشرات من سكان حي الإخوة عبّاس بقسنطينة، إلى عبور جسر خشبي مصنوع بطريقة تقليدية من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى من وادي الحد، حيث طالبوا بإنجاز معبر معدني، في حين يعانون من مخلفات هدم الأكواخ القصديرية وانتشار القمامة.
وزرنا المكان المسمى بأرض جاب الله، بالقرب من الملعبين الجواريين الجديدين اللذين أنجزا مؤخرا فقط، حيث يعبر سكان الحي إلى الضفة الأخرى من وادي الحد على جسر تقليدي، مصنوع بمجموعة من الأخشاب المسنودة على مكعّبات خرسانة كبيرة تستعمل في إنجاز قنوات التطهير.
وأخبرنا السكان أن العشرات منهم يتنقلون يوميا إلى الضفة الأخرى، التي تضم بعض المزارع، وبينهم أطفال يقصدون المدارس وشيوخ، كما أن المواشي تمر عبر هذا الجسر، الذي لاحظنا أن الألواح المستعملة للمرور عليه متآكلة في العديد من أجزائها، وهي ليست أكثر من بقايا أبواب ونوافذ وخشب صناديق الأسماك وثلاث أعمدة خشبية طويلة.
وأكد لنا محدثونا أن مياه الوادي قد هدمت الجسر وجرفته خلال الاضطراب الجوي الذي أدى إلى ظهور سيول كبيرة في عدة نقاط من الولاية قبل فترة، في حين يعاني سكان نفس الحي من عدم اكتمال مشروع الرصيف إلى غاية مدخل الطريق المؤدي إلى الملعبين الجواريين، فضلا عن أن أحد المرفقين يتطلب تجديد العشب، كما أن المسلك الذي يستعملونه غير معبد تماما، وتحيط به أكوام من مخلفات عمليات الهدم التي مسّت الأكواخ القصديرية التي كانت منتشرة بقوة في الموقع، كما لاحظنا وجود أبقار وبعض المواشي التي تعود ملكيتها لأشخاص ما زالوا يستغلون بعض الأكواخ، بالإضافة إلى أصحاب المزارع الصغيرة الواقعة على الضفة الأخرى، المؤدية إلى حي القمّاص.
من جهة أخرى، يطالب سكان الحي بإجراء حملة لتنظيف ضفتي الوادي للحد من فيضان المياه عند الهطول القوي للأمطار، فقد عرف جزء من الجهة السفلى من الوادي عملية مماثلة في الأسابيع الماضية، بالقرب من المكان الذي كانت توجد فيه المذابح الفوضوية وتم هدمها من طرف مصالح البلدية من قبل، في حين أكد محدثونا أن العملية تتطلب آليات وعتادا لإزاحة الأتربة والرّدوم، التي تؤثر على مجرى المياه. وحوّل الكثير من الأشخاص الموقع إلى مكبّ للقمامة أيضا، حيث يلاحظ على ضفاف الوادي وبمحيطه، وجود الردوم، كما أوضح لنا السكان أنّ أشخاصا من خارج الحي يتخلصون منها في المكان.
سامي.ح