تعرف إحدى البنايات الواقعة على مستوى شارع مسعود بوجريو بوسط مدينة قسنطينة، وضعية جد متدهورة، فقد تشققت جدرانها و تساقطت أجزاء من أسقفها، فيما يعيش بعض السكان تحت خطر الانهيار في أية لحظة، ما يهدد بكارثة حقيقية.
البناية رقم 3 بالشارع المذكور، يعود تاريخ إنجازها على غرار جميع البنايات الواقعة في ذات المكان، إلى نهاية القرن الـ 19 و بداية القرن الـ 20، خلال الفترة الاستعمارية، حيث تبدو واجهتها الخارجية سليمة، كما أنها نظيفة، بعد أن تم طلاؤها قبل سنوات قليلة، خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
غير أن هذا الاعتقاد يتغير بمجرد الولوج إلى داخل هذه العمارة، حيث تظهر أثار انهيار السلالم، و باتت المواد الأولية القديمة التي بنيت بها الأسقف، و التي يبدو بأنها من خشب العرعار، ظاهرة للعيان، فيما تلاشت أجزاء كبيرة منها و تساقطت، أما حالة الطابق الأول و الثاني، فهي أكثر تدهورا، حيث عمد الملاك، إلى تثبيت الجدران و الأسقف بسقالات خشبية، لمنع سقوطها، و عوضوا الأرضيات المنهارة بألواح خشبية مؤقتة.
و قد دخلنا إلى بيت أحد المستأجرين، و الذي يقطن رفقة عائلته الصغيرة و عمته، إذ بدا وضع المنزل في حالة متقدمة من التدهور، فالشقوق تملأ جميع الجدران، و حجمها كبير حيث يمكن لشخص أن يدخل يده عبرها، أما الأرضية فكانت متهالكة، و بها ثقب كبير، يمكن من خلاله رؤية الطابق السفلي بوضوح، فيما قام مستأجر المنزل بتغطيتها بألواح خشبية، مع منع أبنائه الصغار من المرور فوقها، و هو متخوف طول الوقت من تعرض أحدهم لحادث، كما أن معظم الأرضية تبدو آيلة للسقوط.
و عن سبب عدم مغادرته للمنزل رغم هذه الوضعية الكارثية، قال المعني بأنه ينتظر حصوله على سكن لائق، خاصة أنه أودع ملفا في هذا الشأن منذ سنة 2012، كما قام على حد تأكيده بمراسلة جميع الهيئات المعنية، التي هي على علم بوضعيته، حسب ما أوضحه لنا، مناشدا السلطات من أجل التدخل و منحه منزلا في أقرب فرصة ممكنة، قبل وقوع ما لا يحمد عقباه، كما أكد بأن وضعيته المادية، لا تسمح له باستئجار منزل في مكان آخر في الوقت الراهن.
بالمقابل فقد أوضح ملاك البناية، بأنهم يجرون ترميمات من أجل إعادتها إلى حالتها الطبيعية، مؤكدين بأنهم طالبوا المستأجر بإخلاء المنزل الذي كانت تستغله عائلته منذ سنوات طويلة، و أضاف المتحدثون بأن المعني رفض مغادرة المنزل، حتى يقوموا بترميمه، على غرار باقي الشقق داخل البناية، و التي أكدوا بأن الأشغال جارية على مستواها، مع العلم أن العمارة يقطنها عدة سكان آخرين، رغم ما تشكله وضعيتها المتهالكة من خطر داهم على حياتهم.
عبد الرزاق.م