• الكرز بـ 250 دينارا و الفراولة بـ 50 دينارا
عرفت سوق الجملة بقسنطينة، انهيارا غير مسبوق في أسعار الفواكه، قدّره التجار بحوالي 50 بالمئة و أرجعوه إلى الإنتاج الوفير هذا الموسم، وسط توقعات بانخفاض أكبر، فلأول مرة منذ سنوات حضر الكرز على موائد الجزائريين محدودي الدخل، بعد أن كان «فاكهة الملوك»، حيث بيع لدى تجار التجزئة بأسعار وصلت إلى 250 دينارا للكيلوغرام، و هو الأمر نفسه بالنسبة للفراولة و الخوخ و المشمش.
وتواجدت النصر في سوق الجملة «البولغيون» بمنطقة الصناعية «بالما»، أين كانت جل المربعات مكتظة بصناديق الفواكه، حيث بيعت فاكهة «النيكتارين»
بـ 120 دج، فيما بلغ ثمن البيضاء منها 170 دج، أما سعر الخوخ فقد أكد التجار أنه يختلف من نوع إلى آخر ويتراوح ما بين 60 إلى 180 دج.
و تراوح سعر الكرز أو «حب الملوك» كما يعرف محليا، ما بين 240 دج إلى 550 دج في سوق الجملة، وذلك وفق الجودة والنوعية من خلال انقسامها إلى 3 أنواع لكل واحد ثمنه الخاص به، وعلمنا من التجار أن الإقبال على هذه الفاكهة أصبح كبيرا جدا مقارنة بما كان عليه الحال قبل نحو شهر، مضيفا أنه لم يسبق له أن باع الكرز بأقل من 700 دينار للكيلوغرام في السنوات الماضية، حتى بالنسبة للنوعية الرديئة.
وتراوح سعر فاكهة خوخ «بوطبيقة» البيضاء ما بين 120 إلى 150 دج، أما العادي فبيع بـ 100 دج، فيما بلغ ثمن الزعرور ما بين 150 إلى 200 دج، في حين أن فاكهة البرتقال التي كانت تتوفر في بعض المحلات فقط، كان سعرها 120 دينارا خاصة وأن موسم جنيها يكاد ينتهي. و قد عرف الليمون ارتفاعا حيث بلغ ثمن الكيلوغرام منه 250 دج.
البطيخ الأحمر الذي يكثر الطلب عليه صيفا، تراوح سعر الكيلوغرام منه ما بين 15 إلى 25 دج، أما ثمن البطيخ الأصفر «المرحوم» فكان بين 50 إلى 60 دج، في حين بيع النوع الأحرش «كانطالو» بما بين 35 و 40 دج، وأكد أحد التاجر أنه يجلب سلعته من الولايات الغربية و الجنوبية بسبب نقص الإنتاج في ولاية قسنطينة.
وبلغ ثمن الجملة للكيلوغرام الواحد لفاكهة الفراولة 50 دج، حيث يتم جلبها من ولاية جيجل حسب أحد الباعة، الذي أكد أن هذا الثمن مرشح للانخفاض أكثر في قادم الأيام، بسبب الإنتاج الوفير لهذه الفاكهة التي تعتبر المفضلة للعديد من العائلات، مضيفا أن الطلب عليها كبير جدا هذه الأيام، أما الموز فتراوح سعره ما بين 140 إلى 160 دج، و التفاح فكان ثمنه ما بين 400 إلى 600 دج وهي منتجات مستوردة.
«الانخفاض لم يحدث منذ حوالي 50 سنة»
وقال أحد التجار في سوق «بالما» والذي كان طاعنا في السن، أنه يعمل في هذا المجال منذ أزيد من 50 سنة، و لم يسبق له طيلة هذه المدة وأن باع مختلف الفواكه بأسعار مماثلة وبجودة على غرار الموسم الحالي، مضيفا أنه كان يخجل من الزبائن أثناء بيعهم للثمار بسبب رداءة المنتوج. و قدّر تجار جملة تحدثنا إليهم، نسبة الانخفاض المسجلة هذه الصائفة بـ 50 بالمئة، متوقعين أن تنهار الأثمان أكثر في قادم الأسابيع.
أحد التجار الذي ذكر بأنه يأتي بمنتجاته من أسواق الجملة في العاصمة على غرار سوقي الكاليتوس و بوفاريك و كذا من ولاية البليدة، أوضح بأن المنتوج هذا الموسم كان كبيرا وغير متوقع، ما جعل الأسعار منخفضة انطلاقا من المصدر أي من الفلاح.
وحسب المتحدث فإن مختلف مزارع قسنطينة لم تعد مصدرا لتموين التجار بالمختلف الفواكه، حيث أصبح حجم الإنتاج بالنسبة لبعض المناطق المعروفة بالثمار على غرار حامة بوزيان وعين عبيد، لا يلبي حاجيات السوق المحلية بالولاية، ما يجبرهم على التنقل إلى ولايات الوسط، لجلب الخوخ بمختلف أنوعه، و»حب الملوك» وغيرهما، أما البطيخ الأحمر فيتم شراؤه إما من الغرب الجزائري على غرار ولاية تلمسان أو من الولايات الجنوبية.
ثمار مرمية والمحلات لم تستوعب حجم السلع
و لاحظنا في مختلف زوايا سوق الجملة بالمنطقة الصناعية «بالما»، انتشار كميات هائلة من البطيخ الأحمر و الأصفر إضافة إلى بعض الفواكه في المزابل ووسط الطرقات، حيث سألنا أحد التجار عن سبب رميها، فرد أن السوق لم يعد يعرف إقبالا كبيرا من طرف تجار التجزئة الذين يفضلون سوق الجملة بشلغوم العيد، بحجة أن الثمن على مستواه منخفض بحوالي 5 دج لكل كيلوغرام، وبالتالي تبقى الثمار مكدسة لمدة ما يؤدي لتفلها، خاصة مع الحرارة المرتفعة.
كما قامت النصر باستطلاع أسعار الخضر في سوق الجملة وكانت تنافس الفواكه في بعض الأحيان، حيث بلغ ثمن الجزر 45 دج و «الجريوات» 65 دج والفلفل الأخضر 80 دج والبطاطا 42 دج أما الشمندر «البيطراف» فبيع بـ 40 دج.
«تاكلوا قاع»!
أما أسعار التجزئة الخاصة بالفواكه في سوق بومزو بوسط مدينة قسنطينة، فقد كانت في المتناول حتى أن رواق بيعها كان الأكثر اكتظاظا مقارنة بالأروقة الأخرى، حيث كان التهافت كبيرا على فاكهة الفرولة التي تباع مقابل 70 دج، أما المشمش فتراوح ثمنه ما بين 100 إلى 160 دج، فيما تراوح سعر «حب الملوك» ما بين 250 إلى 450 دج و600 دج للنوع الأكثر جودة، أما الموز فبيع بما بين 150 إلى 220 دج. كما أن ثمن ثمرة خوخ «بوطبيقة» و»نيكتارين» البيضاء تراوح ما بين 180 إلى 350 دج، أما سعر التفاح فكان بين 500 إلى 700 دج لتكون هذه الفاكهة هي الاستثناء من خلال سعرها المرتفع.
وتعمد أحد التجار في سوق بومزو إغراء الزبائن من خلال تعليق لافتة مكتوب عليها «تاكلوا قاع»، في إشارة إلى انخفاض أسعار الثمار المعروضة للبيع في محله، أما ثمن الخضر فقد كان مماثلا لأسعار الفواكه وأحيانا يفوقها، حيث تراوح بالنسبة للطماطم ما بين 65 إلى 100 دج، أما الفلفل الأخضر فوصل سعره إلى 120 دج، و الجزر و «الجريوات» إلى 100 دج.
حاتم/ب