يقع حي الأمل 710 مساكن بكاف صالح ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة، على مقربة من وحدة لإنتاج الخرسانة، ما يهدد السكان بالأمراض، فيما تطرح تساؤلات بخصوص الأرضية الفلاحية التي أنجز عليها الحي، بسبب نسبة الانزلاق العالية بها، ما أدى لتشققات في منازل فاقت قيمة بعضها المليار والنصف، و اضطر قاطنوها لعرضها للبيع بأثمان منخفضة.
يعتبر حي الأمل ، من التجمعات السكنية النظامية التي أنشئت في إطار تحصيصات الدولة عام 1994، لكن يبدو بأنَّه يعرف في الوقت الراهن، و بعد مرور أكثر من 25 سنة على بناء أول المنازل فيه، تدهورا واضحا في مجال المرافق والخدمات و كذا التهيئة.
عند الدخول إلى حي 710 مساكن، بكاف صالح، يشدُّ انتباهك عدد المنازل المائلة، وذات الجدران المتصدعة، حيث لم تعد صالحة للسكن بتاتا، وهو أول سؤال دفعنا لطرحه على الساكنة، وكان الجواب أنّ الانزلاق بدأ بعد فترة قصيرة من بيع الأراضي للملاك، وتشييد سكنات فخمة عليها، وكانت النتيجة صادمة، بعد ظهور انزلاقات شديدة تجلت بوضوح من خلال تشقق الجدران، وميلان الأساسات، وهذا راجع لخطأ تقني فادح في البناء بعد تحويل أرض فلاحية، حسب السكان المحليين، إلى وعاء عقاري لتشييد سكنات حضرية.
ملاك تنازلوا عن منازلهم بثمن بخس
واضطرَّ الكثير من الملاك لبيع سكناتهم، بثمن منخفض جدا، والرحيل بعيدا عن هذا الخطر، في حين لا يزال العديد منهم يقبعون تحت الأسقف المهدّدة بالانهيار على رؤوسهم في أية لحظة، لعدم وجود حلول متاحة بين أيديهم للرحيل، في حين وقفنا على حالة استعجالية لسيدة تعيش وحيدة بمنزل آيل سقفه وجدرانه للسقوط، ولا يطمئنُّ عليها سوى بعض الجيران، والبقية المتبقية تضع لافتة «للبيع» للخروج من هذه الورطة التي غرقت بها.
وأشار ذات المتحدثين لـ «النصر» إلى مشكل خطير آخر، وهو الكهرباء، نظرا لوجود بعض المنازل المربوطة بالكهرباء التي تزود المنطقة الصناعية، ولكون الضغط عال بها، فقد أدى ذلك إلى احتراق منزلين فيما سبق لهذا السبب، فيما أدى هذا الأشكال إلى اتلاف الأجهزة الكهرومنزلية لبعض السكان، الذين اعتبروا الأمر خطيرا، و يحتاج إلى فتح تحقيق بخصوصه.
وعود البلدية بشق طريقين مختصرين معلّقة
ثاني اهتمام طرحته جمعية حي الأمل، في لقاء ميداني بها بالمكان، هو شقّ طريق مختصرة نحو بلدية ديدوش مراد وسط، حيث يوجد حلان تمَّت مناقشتهما مع رئيس البلدية، الطاهر بوالشحم، دون تجسيد لحدّ الساعة، فبدل الالتفاف مسافة كيلومتر ونصف تقريبا، يمكن حسب أعضاء الجمعية، تعبيد مسلك يتوجه مباشرة إلى الحي المجاور وهو 104 شالي، حلّ كان سيفرح العمال والمتمدرسين بشكل كبير، ويقلص الرحلة إلى حوالي 400 متر، لا أكثر، على حد تأكيدهم، خصوصا لانعدام وسائل النقل التي تبلغ حي الأمل، ولا مخرج لدى الساكنة سوى المشي على الأقدام، صيفا وشتاء، في الظروف الجوية الصعبة، لقضاء حوائجهم، وبلوغ وجهاتهم.
وزيادة على هذا الطريق، يوجد مسلك آخر نحو المنطقة الصناعية بديدوش مراد، تمَّ اقتراحه على المجلس، أيضا، يربط أسفل التجمع السكني المذكور بمكان عمل المئات من المواطنين، ويكفي تجسيد جسر إسمنتي صغير أسفل السكة الحديدية، ليحلَّ الإشكال، غير أنَّ الخروج في الصباح الباكر أو ليلا لعبور حقل يمكِّن الوصول إلى المنطقة الصناعية، بالنسبة للذين فضلوا التوظيف بشركات خاصة وعمومية قريبة من منازلهم محفوف بالمخاطر، سواء لبعض محترفي اللصوصية والاعتداء على الأشخاص والممتلكات، و حتى الكلاب الضالة التي تتهدد الناس صباح مساء، وتخيف المارة والأطفال الصغار.
الجمعية اقترحت على «المير»، مرارا، على حد تأكيد أعضائها، إنجاز الطريق البسيط، من ميزانية البلدية وبمساعدة مقاولي الجهة، كونه لا يكلّف كثيرا، وستنفرج أزمة بإنجازه، و قد وعد شخصيا، حسب تصريحاتهم، في عدة مناسبات ومنها الحملة الانتخابية بتجسيد المشروع على أرض الواقع، لكنّه يبدو بأنه بقي حبيس الأدراج.
انعدام أماكن للعب و الترفيه
كما اشتكى المواطنون من غياب أماكن اللعب والترفيه، تسمح لأطفالهم بقضاء الوقت مثل أترابهم ببقية البلديات، والأحياء، حيث اقتصر المرفق الوحيد على أرجوحة مهترئة ولعبة للتزحلق، فوق مساحة غير مهيئة وخطيرة على الصغار، قال عنها المعنيون أنها خُربت من طرف مقاول قام بأشغال إعادة مدّ قنوات الصرف الصحي، وغادر دون تصحيح ما خرَّبه، فيما طرحت تساؤلات عديدة بخصوص تهيئة مساحة كحديقة عمومية ليجلس بها الشباب وكبار السن، والعائلات في المساء، غير أنَّ التجهيز اقتصر على كرسيّين حديديين صنعا بشكل غير متقن، وبعض شجيرات «الكاليتوس»، وكانت فاتورة الإنجاز «كبيرة»، و غير منطقية، حسب ما قاله محدثونا من السكان.
الصرف الصحي و غبار معمل الحصى يهدد صحة السكان
زيادة على ما ذكر، يتهدد الصحة العامة خطر الإصابة بأمراض، جراء المياه القذرة القادمة من الجهة العلوية، وتحديدا من العمارات والثانوية التي تقع أعلى حي الأمل، وبدل ربطها بشكل نظامي إلى شبكة تصريف مياه الصرف الصحي، تركت تتدفق بشكل عشوائي، حيث تنبعث منها الروائح الكريهة، و تنتشر بسببها الحشرات والزواحف، ما يهدد الأطفال أكثر من غيرهم بالأوبئة، زيادة على الأمراض المحتملة جراء وجود وحدة للخرسانة وتحويل الحصى، بالقرب من الحي .
وقال أحد أعضاء الجمعية، أن المجلس الشعبي البلدي لديدوش مراد، مطالب بالتحرك سريعا، للنظر في جملة المطالب، والتي على رأسها تهيئة الطريق وتوفير وسائل النقل، وشق طريقين مختصرين نحو الحي المجاور 104 شالي، وكذا نحو المنطقة الصناعية، وتحضير ملف يرسل لوالي الولاية بخصوص أصحاب السكنات المتشققة والمتضررة كثيرا جرّاء الانزلاق، والذي يعتبر حسبهم، خطأ تقنيا فادحا، و ذلك قبل سقوط أرواح، إلى جانب توفير مرافق اللعب والترفيه للأطفال.
لجنة بلدية مختلطة لرفع انشغالات المواطنين
بالمقابل، أكد رئيس بلدية ديدوش مراد، بالنيابة، صهيب بن جاب الله، بأنه تمَّ خلال الأيام الفارطة إيفاد لجنة مختلطة من ممثلي مختلف المصالح التنفيذية، للاستماع لمختلف انشغالات ساكنة حي الأمل 710 مساكن، بخصوص الطريق والكهرباء وشبكة الصرف الصحي والانزلاق، وغيرها، وستعدُّ تقارير بهذا الشأن، والنظر في البرامج القابلة للتجسيد من ميزانية البلدية، ورفع البقية للولاية من أجل إمضاء الوالي عليها، بمعية المدراء التنفيذيين، وبدء تحسين الخدمات وتجسيد المشاريع المنقوصة.
فاتح/ خ