استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية للأطفال بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، 20 مصابا بالتهاب السحايا خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، مع تسجيل حالات أخرى بمستشفيي ديدوش مراد و طب الأطفال بالمنصورة، وهو ما أحدث حالة طوارئ في مختلف المؤسسات الاستشفائية بالولاية، خاصة وأن عدوى هذا المرض الخطير تنتقل بسرعة.
النصر زارت صباح أمس مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي، حيث وجدناها تعج بالأولياء و أطفالهم المرضى الذين ظهرت على بعضهم أعراض حمى كانوا ينتظرون دورهم لتشخيص سببها من طرف الأطباء، أما في مصلحة طب الأطفال "ب"، فقد كانت جميع الأسرّة محجوزة، و أكدت لنا أستاذة استشفائية مساعدة بذات القسم، أن عدد الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب السحايا ارتفع بنسبة 30 بالمئة منذ أواخر شهر سبتمبر، فيما سجلت المصلحة 20 حالة في الأسابيع الماضية، وأضافت الدكتورة أن أعراض هذا الداء تختلف بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، و بين الأكبر سنا، موضحة أن أغلب الحالات التي تم استقبالها تخص الذين تجاوزوا 24 شهرا.
أما عن أعراض الإصابة بهذا المرض، فقد أكدت الطبيبة للنصر، أن المرضى الذين يفوق سنهم عامين، يظهر عليهم الداء بوضوح، ويكون تشخصيه سهلا، حيث تصاب الحالة بالحمى وتعاني من صداع على مستوى الرأس، كما تجد صعوبة في النظر باتجاه الأضواء، إضافة إلى التقيؤ المتكرر، أما الرضع فيصابون بنفس الأعراض إضافة إلى دخولهم في نوبات عنيفة، بسبب عدم تحمل أجسادهم للفيروسات أو البكتيريا.
وقالت الدكتورة إن المرض ينقسم إلى نوعين، أولهما يدعى التهاب السحايا البكتيري والثاني التهاب السحايا الفيروسي، ويمكن التفريق بينهما عبر تحاليل على مستوى النخاع الشوكي المتصل مباشرة بالمخ، كما أضافت أن أسباب الإصابة، تتمثل في التهاب على مستوى الأنف أو الحنجرة والذي يؤدي إلى التهاب السحايا، فيما ينتقل الفيروس بكل سهولة عبر السعال.
كما كشفت المتحدثة، أنها وبقية الجهاز الطبي يتفاجؤون من عدم قيام بعض الأولياء بإخضاع أبنائهم للتلقيح الذي يقي من الداء، حيث يُظهِر الدفتر الصحي للأطفال المصابين أنهم لم يخضعوا لبرنامج التلقيحات المعمول به، وهو ما يسهل من تعرضهم لالتهاب السحايا، بما أن جسمهم غير قادر على مقاومة الفيروس، وحسب المتحدثة فإن الأولياء يبررون موقفهم بأن أبناءهم يكونون مرضى خلال موعد التلقيح وهو ما يجعلهم يؤجلون تاريخه ثم يتحول التأجيل إلى تهاون.
وأوضحت المختصة، أنه و في حالة التأخر في علاج المرض فإن العواقب ستكون وخيمة، وقد تؤدي إلى الموت مباشرة، كما يتسبب التهاون في العلاج في إمكانية فقدان البصر أو السمع أو التعرض لتشوهات نتيجة التقرحات الحاصلة على مستوى المخ والتي تسببها الجراثيم، كما قدمت المتحدثة نصائح للمصابين أثناء علاجهم وتتمثل في ضرورة غسل اليدين و تغيير الأفرشة والأغطية المستعملة.
و أكدت المتحدثة أنه تم التكفل بكل الحالات التي استقبلتها المصلحة، موضحة أن الشفاء النهائي يستدعي مكوث المريض لأسبوع واحد على الأقل بالمستشفى، وهو ما عمل به الطاقم الطبي، حيث غادر كل المرضى وهم في صحة جيدة، كما وجهت الدكتورة نصيحة للأولياء بضرورة نقل الطفل إلى الطبيب في حالة تواصل تعرضه للحمى لأكثر من 3 أيام، عوض معالجته في المنزل عن طريق الأدوية وهو ما من شأنه أن يعقد حالته الصحية أكثر. من جهة أخرى، كشف مصدر طبي بمستشفى ديدوش مراد للنصر، عن استقبال حالتين مشكوك في إصابتهما بعدوى التهاب السحايا، حيث تم الإبقاء عليهما بالمستشفى إلى حين وصول نتائج التحاليل التي خضعا لها، كما أكد مصدر آخر من مستشفى طب الأطفال بالمنصورة، تسجيل عدة حالات وصل عددها إلى 7 في اليوم الواحد، إذ تم التكفل بها من خلال إبقاء كل المرضى بالمؤسسة الاستشفائية إلى غاية استكمال
العلاج.
حاتم/ب
طولقة في بسكرة
ارتفاع حصيلة المصابين بالتهاب السحايا إلى 30 طفلا
ارتفعت، أمس، حصيلة الأطفال المصابين بداء التحاب السحايا في طولقة غرب بسكرة، إلى 30 مصابا، منهم 27 حالة مؤكدة و 3 حالات يشتبه فيها، إلى حين ظهور نتائج التحاليل الطبية، استقبلتهم جميعا المؤسسة الإستشفائية زيوشي محمد، التي تكفل طاقمها الطبي بالمصابين و تم تقديم العلاج اللازم لتفادي جميع المضاعفات الصحية.
وأوضح مصدر طبي من ذات المؤسسة، بأن جميع الأطفال المصابين تتراوح أعمارهم بين الأسبوع الأول من ولادتهم و12 شهرا، ينحدرون أغلبهم من مدن الجهة الغربية، خاصة من طولقة، فوغالة ولغروس، ثبتت إصابتهم جميعا بذات الداء، بعد خضوعهم للتحاليل و الفحوصات الطبية اللازمة .
وبهدف التحكم الجيد في الوضعية المسجلة و الوقوف على مدى تحسن حالة جميع المصابين، تنقل، أمس، مدير الصحة بالولاية إلى المؤسسة الإستشفائية المذكورة وشدد على ضرورة التكفل الطبي الأمثل بجميع الحالات المسجلة، مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية و العلاجية، من خلال تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية لعلاج المرضى وذلك بعد إرسال لجنة طبية مختصة لمتابعة الوضعية الطبية لكافة المصابين.
وأثارت المخاوف من إمكانية ارتفاع الحصيلة خلال الساعات القادمة، من خلال ظهور حالات جديدة وسط الأطفال بالجهة الغربية من الولاية، حالة استنفار في أوساط مسؤولي القطاع الصحي والسلطات المحلية، التي أكدت على اتخاذها لجميع التدابير اللازمة بالتنسيق مع المصالح المختصة، منعا لانتشار الداء و تفاقم الوضعية الصحية بالمنطقة.
ع/بوسنة