سجلت مصالح الحماية المدنية رفض بعض ضحايا الاختناق بالغاز إحداث تغييرات على مستوى قنوات التهوية في منازلهم، رغم تسببها في تسربات كادت تودي بحياتهم، كما يقوم آخرون بأعمال إعادة تهيئة عشوائية ما يجعلهم عرضة للاختناق، فيما توفي العشرات بسبب اعتمادهم على وسائل تقليدية للتدفئة مثل إشعال الحطب.
وكشف المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، العقيد فاروق عاشور، على هامش الملتقى الجهوي الثالث بمقر المديرية بقسنطينة قبل أيام، أنه وقف خلال الخرجات الميدانية التي قادته إلى مختلف الولايات، على حقيقة أن بعض ضحايا الغاز، لم يقوموا بأي تغيير على مستوى مصدر الخطر، سواء تعلق الأمر بانعدام قنوات التهوية أو إصلاح مكان التسرب، موضحا أن أحد الأشخاص توفي أفراد من عائلته وآخر نجا رفقة أسرته الصغيرة من موت محقق، لكنهم لم يتعلموا من التجربة و استمروا في إغفال المشكل.
كما أكد المسؤول، أنه عاين حالات وفيات، استعمل فيها الضحايا الحطب كوسيلة للتدفئة دون تهوية المكان و كان ذلك على مستوى إحدى ورشات البناء، إذ وجدوا جثة هامدة بسبب استنشاقهم لغاز أحادي أكسيد الكربون القاتل، وغفلوا عن ضرورة تهوية الغرفة التي كانت تضمهم لضمان خروج هذا الغاز السام، وأضاف المتحدث أنه تفاجأ من بعض الحوادث الناجمة عن استخدام الضحايا لموقد «طابونة» وضعوا عليه دلو طلاء لتسخين المكان المغلق، وهو ما كلفهم حياتهم، مضيفا بأن أغلب حالات الاختناق تسببت فيها التغييرات الهندسية العشوائية على مستوى المنازل الجديدة، أين تعمد عائلات إلى تغيير مخططات البناء دون حذر ما يتسبب في إزالة قنوات التهوية نهائيا، فيما يقوم البعض بسد قنوات التهوية عمدا، وقد سجلت أيضا حالات قام فيها أصحاب السكنات بتوجيه قناة التهوية في الاتجاه المعاكس لحركة الرياح وهو ما أدى إلى عودة الغازات السامة إلى داخل السكن وكلها حالات أفرزت عددا من الوفيات، خصوصا على مستوى المجمعات السكنية الجديدة.
وأضاف المتحدث، أن المديرية العامة للحماية المدنية، تساعد بعض الشباب من أجل إنشاء جمعيات خاصة بأصحاب حرفة الترصيص، مهمتهم التكفل بأعمال الصيانة و إصلاح الأعطاب بسكنات المواطنين، عوض الاستنجاد بأشخاص لا خبرة لديهم أو ليسوا مختصين في هذا المجال، موضحا بأنه قام بعمليات تحسيسية لتوعية السكان في هذا الخصوص.
المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، ختم حديثه بالقول بأن مصالحه تعمل على تحسيس المواطنين وتبذل جهودا جبارة في سبيل وقايتهم من الاختناقات بالغاز، و المساهمة في تخفيض عدد الضحايا، معترفا أن المواطن الجزائري يفتقر للحس الكافي بخصوص الثقافة الوقائية.
حاتم/ب