كشف رئيس بلدية الخروب بقسنطينة، عن استهلاك مدارس ابتدائية كميات من المياه تفوق قيمتها 50 مليون سنتيم في ظرف 3 أشهر، ليضيف أن مصالحه قررت عدم تسديد الفواتير «المبالغ فيها» كما طالب مدراء المؤسسات التربوية بـ «تحمّل مسؤولياتهم».
وقال بوبكر بوراس للنصر، إنه تفاجأ من القيم الخيالية الخاصة بفواتير استهلاك بعض المدارس الابتدائية للماء، والتي تتراوح قيمتها ما بين 15 إلى غاية 56 مليون سنتيم في الثلاثي الواحد، وأوضح «المير» أن هذا الأمر يعني عشرات المؤسسات الواقعة في بلدية الخروب وخاصة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ممثلا بمدرسة نايلي صالح والتي وصلت الفاتورة الخاصة بها خلال الثلاثي الثاني من سنة 2019، إلى 56 مليون سنتيم، حسب رئيس البلدية.
واعترف المتحدث أن بعض الهياكل الإدارية الرياضية والدينية تستهلك المياه بطريقة مفرطة، ولكنها لم تصل حسبه، إلى حد بعض المدارس الابتدائية، موضحا أن عشرات المؤسسات أرسلت فواتير بقيم تتجاوز 40 مليون سنتيم، وهو أمر «غير مقبول»، كما أكد أنه من «غير المعقول» أن يصل الاستهلاك إلى هذه الدرجة، مضيفا أنه استفسر عن قيمته ببعض الاكماليات بالخروب وتفاجأ بأن إحداها تضم أكثر من 1200 تلميذ ولكنها تسدد 2 مليون سنتيم فقط كل ثلاثي، و هو ما استدعى إيفاد لجنة بلدية للتحقيق في هذا الأمر.
وأضاف المسؤول، أن اللجنة وقفت على بعض الخروقات لمدراء ابتدائيات في علي منجلي، حيث قاموا وفق تأكيده، بربط سكناتهم الوظيفية بقنوات المياه، لتقع الفاتورة على عاتق البلدية وهو أمر «ممنوع» حسبه، حيث ذكر أنه طالب المعنيين بوضع عدادات تكشف قيمة الاستهلاك، كما أضاف أن ذات اللجنة وجدت أن مدرسة بوحلايس لخضر تسقي المواطنين عبر حنفية مربوطة خارج الابتدائية، فيما تتم فوترة الاستهلاك على حساب المصالح البلدية.
و أضاف «المير» أن قيمة الفواتير لا تنخفض حتى في العطل على غرار الصيفية، رغم توقف الدراسة و خلو المؤسسات التربوية من العاملين والموظفين والأساتذة والتلاميذ، وهو ما جعله «يشك» في حقيقة قيمة الفواتير، كما قال إن بعض قيم الاستهلاك لا تتغير في كل ثلاثي على غرار مدرسة بن عيمرة محمد والتي تستهلك حوالي 13 مليون سنتيم كل 3 أشهر.
و دعا بوراس مدراء الابتدائيات إلى تبليغ المصالح المعنية في حالة حدوث تسربات، مضيفا أن البلدية وجدت نفسها مطالبة بتسديد مبالغ خاصة بالأشغال لما كانت المؤسسات التربوية عبارة عن مشاريع، رغم أنها، كما قال، مسؤولة عن الاستلام والاستغلال وليس الانجاز.
وشدد المتحدث، على أن البلدية لن تتكفل بتسديد الفواتير الخيالية والمبالغ فيها، مطالبا مدراء الابتدائيات المعنية بتحمل مسؤولياتهم، و موجها نداء إليهم بضرورة ترشيد النفقات حتى تكون قيم الفواتير عقلانية ومنطقية حسبه، ليؤكد في الأخير بأن مصالحه تخصص 20 مليار سنويا أي ما يمثل 10 بالمئة من ميزانيتها، للإنفاق على المؤسسات التربوية، وبأنها لا تعاني ماديا ولكنها في نفس الوقت ترفض أن تكون طرفا في تبديد المال العام، حسب بوراس.
من جهة أخرى، أوردت أمس صفحة بلدية الخروب بموقع «فايسبوك»، أن اجتماعا انعقد الخميس الماضي بحضور رئيس بلدية الخروب و مدير التربية ورئيس الدائرة ومفتشي المقاطعات ومديري المدارس الابتدائية و المؤسسات العمومية البلدية، و كذا النائب المكلف بالإدارة والعلاقة مع المواطن و رئيس لجنة التربية و رئيسة مكتب الإعلام والاتصال، و ذلك لعرض مطالب مديري الابتدائيات من أجل تحسين ظروف التمدرس.
والتزم رئيس البلدية حسب المصدر ذاته، بتجهيز حوالي 600 طاولة وحصة إضافية في الأشهر القادمة، كما أكد على وجوب تحيين الخريطة التربوية من أجل تحديد آلية مستقبلية لتحديد احتياجات المدارس المكتبية، و وعد بإعادة النظر في توزيع العمال المهنيين حسب حاجة المدارس و إجراء عملية توازن بين المؤسسات، مع إمكانية البحث عن موارد بشرية خارج محيط الابتدائيات وتوجيهها نحو المدارس، وكذا معاينة ومراقبة السلع المقدمة من طرف الممون مع ملاحظة نوعيتها، إضافة إلى برامج دورية للمؤسسات العمومية البلدية من أجل القيام بأشغال الصيانة المتمثلة في إصلاح زجاج النوافذ والأبواب.
حاتم/ب