عرفت مخابر خاصة بقسنطينة إقبال العشرات من المواطنين، من أجل الكشف عن فيروس كورونا، بعد شروعها في تقديم هذا النوع من التحاليل مباشرة بعد ترخيص الحكومة بذلك.
وجابت النصر بعض مخابر التحاليل في قسنطينة، من أجل الوقوف على ظروف العمل والإقبال عليها من طرف الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، بعد أيام من ترخيص الدولة للمخابر الخاصة بالكشف عن كوفيد 19، وتنقلنا إلى مخبر «ابن سينا» في وسط مدينة قسنطينة أين لفت انتباهنا توجه عدد معتبر من المواطنين نحو مدخل البناية.
صعدنا الطابق الأول بالعمارة أين يوجد المخبر، لنتفاجأ بتشكيل حوالي 10 أشخاص لطابور يمتد إلى سلالم العمارة، توغلنا قليلا لمعرفة سبب هذا التزاحم، وعلمنا أن كل المعنيين يستفسرون إن كان المخبر يقوم بتحاليل الكشف عن فيروس كورونا، ليتم توجيههم من طرف موظفين بالمخبر يرتدون بدلات خاصة إلى فرع المخبر بحي آخر.
توجهنا بعدها على المخبر المعني، لنجد عددا معتبر من المواطنين يقفون مقابل المخبر وعلامات الارتباك والقلق بادية على وجوههم، فيما كان عدد كبير من المركبات مركونة على حافتي الطريق ما تسبب في ازدحام مروري بذات المسلك، فيما تجمع أشخاص أمام مدخل المخبر.
وقفنا بمحاذاة المتزاحمين، وعلمنا أنهم قدموا للخضوع لفحوصات الكشف عن فيروس كورونا، حيث كان في الاستقبال شاب يرتدي لباسا واقيا، وكان يدون أسماء وتواريخ ميلاد المعنيين، كما يسألهم عن تواريخ ظهور الأعراض، وحسب إجابات المعنيين فإن جلهم ظهرت عليهم الأعراض خلال الأيام الأخيرة، فيما اشترط المدون أن يخضع كل مشتبه فيه للتحاليل في حالة ظهور الأعراض عليه قبل أسبوع على الأقل، معللا ذلك بأن النتائج تكون صحيحة بعد أسبوع من ظهور علامات الفيروس على الإنسان.
وتعمد المخبر فصل قاعتي الانتظار، من خلال وضع المشتبه في إصابتهم بالفيروس في قاعة منفردة، فيما يتوجه الراغبون في الخضوع لتحاليل أخرى في القاعة المحاذية، ولاحظنا أن أفراد الطاقم الطبي العامل يرتدون بدلات للحماية ، تحول دون انتقال العدوى إليهم، فيما كان كل المواطنين يرتدون كمامات.
جلسنا قليلا أمام المخبر، وشاهدنا أن بعض الأشخاص مرتبكون وهم في انتظار حصولهم على النتائج، حيث يتم مناداتهم لمنحهم صفيحة ورقية تثبت الإصابة من عدمها، فيما كانت بعض العاملات في المخبر تتنقلن إلى مركبات بعض المواطنين من أجل نزع عينة من الدم دون تنقل المعنيين.
وقال لنا أحد العاملين في المخبر، أن نتائج التحاليل تمنح في نفس اليوم، وأحيانا تؤجل إلى اليوم الموالي في حالة ما إذا كان عدد التحاليل كبيرا، موضحا في نفس السياق أن المخبر يقوم بحوالي 200 تحليل للكشف عن فيروس كوفيد 19 على الأقل يوميا، مضيفا أن عدد المقبلين على المخبر في تزايد ، كما أكد أن بعض الحالات لا تظهر عليها الأعراض ولكن يتضح أنها مصابة بالوباء، وأضاف أن ثمن التحليل يقدر بـ2500 دج.
توجهنا بعدها إلى مخبر في حي سيدي مبروك السفلي، أين وجدنا الحركة شبه منعدمة ، ما جعلنا نستغرب الأمر، لنستفسر من إحدى العاملات، والتي أخطرتنا أن المخبر الثاني الواقع في حي سيدي مبروك العلوي يقوم بتحاليل الكشف عن كورونا، توجهنا مباشرة إلى المخبر المعني ومررنا في طريقنا على مخابر تقع في نفس المنطقة، واتضح أنها لا تقوم بتحاليل الكشف عن هذا الوباء.
وصلنا إلى المخبر المعني، ولفت انتباهنا عدد المركبات الكبير المركونة بالطريق، فيما كان عون الأمر يقوم بمنح أوراق بها أرقام، ورغم أنه كان منهمكا في منح كل شخص رقمه إلا أنه أخبرنا أن المخبر أنهى عملية أخذ التحاليل الخاصة بفيروس كورونا، لأنه يعمل في الفترة الصباحية فقط، فيما تخصص المسائية في منح النتائج لأصحابها.
دخلنا المخبر الذي كان يعج بالعاملات اللاتي كن يرتدين ملابس خاصة، فيما كان خاليا من المواطنين، وكان في استقبالنا الطبيب المكلف بإجراء التحاليل على مستوى المخبر، حيث قادنا إلى الغرفة التي يتم العمل فيها على كشف التحاليل، ولاحظنا وجود آلة مخصصة لهذا الغرض، فيما وجدنا أخرى صغيرة تستعمل في الكشف اليدوي.
وأكد الطبيب المشرف على تحاليل كشف كوفيد 19، أنه لا يمكن التفريق بين الحالات المشتبه فيها، والتأكد من الإصابة من عدمها إلا بعد إخضاعها للكشوفات، موضحا أن بعض الحالات تظهر وكأنها في صحة جيدة، فيما لا يقدر بعض المشتبه في إصابتهم على السير، وأضاف المتحدث أن مخبره يعمل على حوالي 45 إلى 50 كشفا يوميا، وحدد سعر الكشف مقابل 2500 دج، مختتما حديثه عن عدد المتوافدين على المخبر في تزايد مستمر خلال الآونة الأخيرة.
حاتم/ب