يعرف موقع ألف سكن «عدل 2» بالتوسعة الغربية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، انعداما تاما للنقل ومختلف الخدمات فضلا عن أماكن رمي القمامة، حيث حذر سكان من تكرار نفس الاختلالات المسجلة بحي 2150 وحدة، الذي شهد سقوطا لطفل في بالوعة كاد على إثره أن يفقد حياته وهو ما دفع بمواطنين إلى تنظيم وقفة احتجاجية، فيما قدم والد الضحية شكوى لدى مصالح الأمن.
و ذكر مستفيدون جدد من برنامج 1000 وحدة «عدل 2» المستلم منذ نحو شهرين، أن الموقع يفتقد إلى النقل العمومي والخاص، إذ أن سكان الحي يضطرون للجوء إلى سيارات «الفرود» في حين أن القمامة قد غزت المكان من جراء عدم تحديد نقاط الرمي وعدم تدخل البلدية والقائمين على تسيير المقاطعة على رفعها، و هو ما حول الموقع إلى ما يشبه المفرغة العمومية.
و حذر قاطنو الموقع الجديد، من تكرار التجربة «السيئة» لتسيير موقع 2150 مسكن بذات الموقع، حيث طالبوا وكالة عدل «بتحمل مسؤولياتها» كونهم يدفعون كل الأعباء المالية المترتبة عن الاستفادة، كما أكدوا على ضرورة تسيير الحظيرة السكنية وفق ما تقتضيه القوانين، من خلال وضع مخططي نقل وتسيير للنفايات، فضلا عن توفر التجهيزات المرافقة.
و نظم أمس، سكان حي 2150 سكن عدل 2 بالتوسعة الغربية وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة التركية التي أنجزت المشروع، حيث أكدوا أن طفلا في العاشرة من العمر نجا من موت محقق إثر سقوطه قبل أيام، في بالوعة صرف صحي تمت تغطيتها بورق من الكرتون الذي تم طلاؤه، مشيرين إلى أن الطفل تعرض لجروح متفاوتة الخطورة، مطالبين بفتح تحقيق مستعجل بشأنها و محاسبة المتسببين في هذه الحادثة الخطيرة.
و أكد السكان، أن الحي يعرف اختلالات كثيرة، حيث ذكروا أن نوعية المصاعد رديئة جدا وغالبيتها لا يشتغل وحتى إن اشتغلت فإنها سرعان ما تتوقف، كما أن بعضها تسبب في حوادث كادت على إثرها تسجل «كوارث» تودي بحياة السكان، كما تحدثوا عن سوء إنجاز للتهيئة والشقق التي وجدوها كما قالوا في وضعية سيئة جدا.
و ذكر محدثونا، أن مؤسسة «جيست إيمو» و رغم تحصلها على مختلف الأعباء المالية، إلا أنها «تخلت عن عملها» تحت مبررات مختلفة، كما أكدوا أن السلالم والأجزاء الداخلية لم تنظف منذ استلامهم للشقق نهاية جويلية من العام الماضي.
و شبه السكان الموقع بمناطق الظل، فهو يفتقد بحسبهم إلى الأمن ومختلف المرافق التجارية، كما أنهم يستنشقون روائح كريهة من المفرغة القريبة من الموقع، في حين تحدثوا عن سوء إنجاز للكتامة وأسقف العمارات، فضلا عن «رداءة» إنجاز شبكات الكهرباء والغاز، مضيفين أن الكلاب الضالة تحاصر الحي من كل المواقع.
و قد نقل قاطنو الموقع انشغالاتهم إلى مدير الشركة التركية، قبل أن يلتقوا بالأمين العام للولاية الذي كان في زيارة للتوسعة الغربية رفقة مدير السكن، حيث تم الاستماع إلى الشكاوى المقدمة من طرف رئيس الجمعية، قبل أن يكلف مدير السكن بالتنقل اليوم إلى الحي لحصر الانشغالات والمشاكل المطروحة لإيجاد حلول لها.
و اشتكى المستفيدون من برنامج عدل بالتوسعة الغربية، من تزايد حوادث السرقة بالحي، فضلا عن حالات الاعتداء بالموقع الذي تنعدم به الإنارة العمومية، كما تحدثوا عن مظاهر للآفات الاجتماعية وترويج المخدرات بالعمارات و بالقرب من المتوسطات و المدارس بسبب عدم قدرة السلطات على تسييرها و وضع حراس بها.
و احتج أيضا، مكتتبون ببرنامج عدل 2 بالرتبة، حيث نظموا وقفة أمام عمود كهربائي “عجزت الجهات القائمة” عن إزالته منذ أشهر مثلما أكده ممثلو المكتتبين، حيث قالوا إنهم وبعد الاحتجاج تقرر إزالته من الموقع اليوم حتى يتسنى لمؤسسة سونلغاز أن تشرع في أشغال جلب الكهرباء من قرية “الحلوفة”، مشيرين إلى أن هذا الشطر من المشروع يعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز.
و لا توحي طريقة سير الأشغال داخل الموقع بإمكانية تسليم للسكنات في شهر سبتمبر المقبل، حيث أكد المكتتبون أن المؤسسة الصينية لم ترفع التحفظات من شقق حصة 1500 وحدة التي انتهت بها أشغال التهيئة ،كما أن تسليم 5 آلاف شقة شهر أكتوبر يعد ضربا من المستحيل بحسب تعبيرهم، إذ أن وتيرة الورشة تسير بشكل ضعيف جدا في حين لم يتم إلى الآن إبرام العقود بين مؤسسات المناولة و وكالة عدل.
و أكد ممثل المكتتبين عمار مقناني، أنه يتم كل يوم ثلاثاء تنظيم خرجة ميدانية مع مدير السكن للوقوف على تقدم الأشغال، قبل أن يطالب القائمون على المشروع المتأخر بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه المكتتبين الذين ينتظرون منذ أزيد من 7 سنوات، في الوقت الذي وزعت سكنات مواقع انطلقت بها الأشغال بعد موقع الرتبة.
لقمان/ق