أعلنت مديرية الثقافة والفنون لولاية قسنطينة أمس، عن الصفقة الخاصة بإتمام عملية إعادة الاعتبار للجامع الأخضر وملحقاته بقلب المدينة، حيث توقفت منذ فترة طويلة دون أن تتجاوز نسبة تقدم الأشغال في ورشتها 15 بالمئة، كما فسخت الصفقة مع المؤسسة المنجزة من قبل.
ويأتي الإعلان عن طلب العروض الوطني المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا متأخرا، بالنظر لالتزام مديرية الثقافة والفنون لولاية قسنطينة بالإعلان عنها يوم 2 نوفمبر، خلال زيارة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة إلى الورشة يوم 28 أكتوبر الماضي، حيث بعث المشروع بعد أن فسخت صفقة الإنجاز مع المؤسسة التي كانت مكلفة بإنجازه ودخل التجميد إلى جانب ورشات ترميم أربعة مساجد بالمدينة القديمة وأعيد رفعه عنها. وقد منحت المديرية مدة 21 يوما لتحضير العروض، التي يشترط فيها أن تكون المقاولة المتقدمة للاستفادة من الصفقة حائزة على شهادة حسن التنفيذ لمشروع مماثل وألا تقل عن خمس سنوات، على أن يكون المشروع بقيمة مليار سنتيم أو أكثر.
ولم تتجاوز عملية ترميم الجامع الأخضر نسبة 15 بالمئة، رغم أنها مندرجة في إطار مشاريع برنامج تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث خصص لعملية الإنجاز ما يقارب 6 ملايير و800 مليون سنتيم، فضلا عن مليار سنتيم للدراسة، حيث عرض مكتب الدراسات خلال الزيارة الماضية تفاصيل مما تتطلبه عملية دعم الجامع وإعادة الاعتبار له، إذ يتكون من المسجد المخصص للصلاة والمدرسة والقسم الذي يضم الأضرحة، في حين يقوم الجزء الأول على إزالة الطلاء من سطح جدران المئذنة، إذ نبه على ضرورة أن تتم بصورة متأنية وحذرة.
وأورد تقرير مكتب الدراسات مجموعة من النقاط حول طريقة التعامل مع المفاصل بين البلاطات، فضلا عن ضرورة وضع المساند الخشبية للعوارض بالنظر إلى أن الهيكل الحامل للبناء على مستوى الباحة المرصوفة قد تعرض لأضرار كبيرة بفعل مرور الزمن، ما قد يجعل أي تدخل يزعزع استقراره، في حين يحدد التقرير مواصفات المساند الخشبية بسمك 7 سنتيمترات وعرض 20 سنتيمترا، أو باستعمال المساند المعدنية. وحدّد مكتب الدراسات في تقريره الذي عرض على وزيرة التضامن خلال زيارتها، ضرورة استعمال صفائح ألياف الكربون من أجل دعم الأقواس عوضا عن استعمال الفولاذ.
وقد سبق أن تطرقت النصر إلى عملية ترميم الجامع الأخضر بوسط المدينة، حيث أمر رئيس الجمهورية في وقت سابق بالتكفل ببعث عملية إعادة اعتبار المسجد المشيد في عام 1743 في العهد العثماني، في حين ذكر لنا من قبلُ، مصدر مطلع أن التعديلات التي أدرجت على المحلات الواقعة أسفل المسجد ويستغلها خواص منذ عقود قد أثرت على هيكل البناء، بعد أن قام بعض التجار بحذف جدران حاملة للبناية خصوصا في محلات القصابة، كما أنه تبين بعد الشروع في الإنجاز أن الميزانية المالية المرصودة لها غير كافية، وأكد حينها أن العملية معقدة وليست بسيطة. ويُذكر أن الجامع الأخضر لم يخضع لأي عملية ترميم منذ إنجازه قبل 277 سنة.
سامي.ح
