نجت 5 عائلات بشارع رحماني عاشور « باردو» بوسط مدينة قسنطينة، من موت محقق إثر انهيار جزء كبير من البناية القديمة التي يعيشون بها في ساعة مبكرة من يوم أمس، حيث قضت ليلتها في العراء بعد أن أصبح أفرادها دون مأوى إذ طالبوا الوالي بالتدخل العاجل لإيجاد حلول استعجالية.
الحادثة وبحسب ما قاله لنا سكان من البناية رقم 97 الواقعة أسفل حي "باردو" وقعت عند الثالثة صباحا، حيث سمع صوت قوي يشبه دوي الانفجار، إثر انهيار جزء كبير من السقف والحائط الخارجي للبناية، فضلا عن غرفة ومطبخ يقع بالطابق الأرضي في حين تحطمت التجهيزات المنزلية والأجهزة الكهرومنزلية وردمت وسط والحجارة الكبيرة والحطب والقرميد المهترئ.
وتحولت الجدران المنهارة إلى كتل من الطين إثر التسربات المائية الكبيرة التي مست كل أجزاء البناية التي أنجزت قبل أزيد من 150 عاما وفق ما قاله سكانها، كما وقفنا على انهيارات ونحن نتجول بالمكان الذي شيد بلبنات من الحجارة و الطين، في حين قال لنا أحد السكان إن المبنى مهدد بالانهيار الكلي في أي لحظة، إذ لا يوجد مكان آمن إلى درجة أن قطة سقطت بعد أن كانت فوق جزء من المبنى الذي لم يتحمل ثقلها.
وانهار الجدار الخارجي للطابق الأول بشكل كلي حيث بدت الغرفة بكل تجهيزاتها وكأنها في الشارع، في حين وجدنا بفناء المنزل ثلاجة وأواني وآلة طبخ تحت الردوم، فيما أشار سكان أن صاحبة المنزل ولحسن الحظ اتجهت إلى بيت أختها التي توفيت أمس الأول، وإلا فإن مصيرها كان سيكون الموت إثر سقوط غرفتها بشكل كلي.
وغادرت العائلات الخمس منازلها في حدود الثالثة صباحا، وفق ما صرح به من تحدثوا إلينا، حيث ظلت في العراء إلى طلوع النهار، أين اتجه بعضها إلى بيوت الأقارب، فيما لم تغادر عائلة رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة الموقع، حيث قالت زوجته إنها مكثت مرغمة رفقة أسرتها بالمكان إذ لا يوجد ملاذ يلجأون إليه، في حين وجدنا أفراد عائلة أخرى داخل سيارة بعد أن أخرجوا بعض أغراضهم المنزلية.
وتنقلت الحماية المدنية والفرقة التقنية للبلدية والشرطة العلمية والقضائية، للمكان، حيث تم قطع التيار الكهربائي فضلا عن التموين بالغاز لتفادي خطر الانفجار، حيث وجدنا عدادات كهرباء وغاز مرمية على الأرض، في حيت ظهرت تشققات عميقة في كل المنزل، كما أكد سكان أن الانهيارات بدأت خلال الهزة الأرضية الأخيرة التي مست ولاية سكيكدة قبل أن تسجل حادثة ليلة أمس. وأكد قاطنو البناية، أنهم من سكان الحي القدامى ولم يستفيدوا من قبل من السكن رغم إحصائهم في عام 2010 واستفادة المئات من قاطني باردو، حيث قالوا إن "غرباء عن الحي تحصلوا في عدة مناسبات على سكنات وتم إقصاؤهم من كل عمليات الترحيل دون أي سبب"، كما قالت سيدة إنها قابلت الوالي السابق بوضياف الذي أشرف على عمليات الترحيل الكبرى التي مست الشارع، وراسلت الولاة الذين خلفوه لكن دون جدوى.
أحد السكان الذين هجروا البناية في الصباح قال إنه يعمل حارسا بإحدى المؤسسات ولم يستطع الالتحاق ببيته مبكرا ولحسن الحظ فإن أفراد عائلته نجوا من موت محقق، في حين ذكر آخرون أن مالك أحد البيوت المنهارة قد تعوّد رفقة أبنائه وعائلته على الجلوس في المطبخ المنهار مشيرين أن سقوطه في ساعة مبكرة جنبهم الخطر، قبل أن تطالب العائلات بضرورة ترحيلها بعد أن وجدت نفسها دون مأوى في هذا عز البرد.
وتجدر الإشارة، إلى أن العديد من المباني بالمدينة القديمة فضلا عن حي عوينة الفول قد تعرضت لانهيارات جزئية إثر الاضطرابات الجوية الأخيرة.
لقمان/ق
