تضررت العديد من مؤسسات الترقية العقارية، فضلا عن الشركات التي تنشط في مجال البناء والتجهيزات بسبب جائحة كورونا كما فقدت مناصب شغل، فيما يراهن الصالون الوطني لتقنيات البناء الحديثة على بعث مختلف نشاطات هذا القطاع من خلال التعريف بها والعمل على إبرام اتفاقيات شراكة بين مختلف الفاعلين.
واحتضن، أمس فندق ماريوت بقسنطينة، فعاليات الصالون الوطني الأول للبناء والتكنولوجيات الحديثة في مجال البناء، حيث أشرف الوالي أحمد ساسي عبد الحفيظ على افتتاح فعالياته بمشاركة قرابة 50 مؤسسة، كما استمع المسؤول لانشغالات مسيري الشركات وتعرف على العروض التي سيقدمونها طيلة 4 أيام.
وشارك في الصالون العديد من مؤسسات الترقية العقارية، حيث أجمع ممثلوها على تراجع كبير في التداولات العقارية ما تسبب في ركود كبير في مجال بيع الشقق، حيث أوعزوا الأمر إلى تداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على هذه السوق وهو ما اضطرهم إلى إقرار تخفيضات في الأسعار، لكن الإقبال ظل ضعيفا.
وعلى سبيل المثال، فإن مؤسسة ترقية عقارية بقسنطينة، لم تستطع أن تبيع سوى 60 بالمئة من الشقق رغم أنها جاهزة منذ عامين، وهو حال ترقية عقارية أخرى لم تستطع إقناع الزبائن بالتقدم لشراء شقة رغم أن المشروع انطلق منذ عامين، حيث أشار صاحبها إلى أن الطلب ضعيف جدا ولا يمكنه بهذه الطريقة أن يواصل المشروع، الذي قال بأنه يتوفر على تجهيزات عصرية وسيشيد بطرق بناء حديثة.و سجل ركود أيضا في بيع أثاث المطابخ العصرية، كما اشتكى أيضا عارضو مختلف مواد البناء سواء المؤسسات العمومية أو الخاصة، من ركود كبير في السوق بسبب الجائحة وتراجع الاستثمار العمومي بالدرجة الأولى والخاص بدرجة أقل، لكنهم ذكروا أن الوضع بدأ يتحسن تدريجيا، في حين أبدى كل المتعاملين الذين تحدثنا إليهم تخوفات من وضعية السوق التي وصفوها بالغامضة.
وشكل سوق التكنولوجيات والتطبيقات الإلكترونية الاستثناء، حيث قال مسير شركة مصغرة إن نشاطه تطور بشكل كبير خلال الجائحة من خلال إنشائه لمواقع وتطبيقات إلكترونية تتعلق بالبناء والهندسة المعمارية، فضلا عن تطبيقات تتعلق بالبيع الإلكتروني، مشيرا إلى أن هذا التطور سمح له بتشغيل عدد إضافي من الشباب بمؤسسته.
وذكر منظم الصالون، صالحي محمد سيف الدين وهو مسير مؤسسة مصغرة متخصصة في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن الهدف من هذه الفعاليات هو التعريف بأهمية التكنولوجيات الحديثة في البناء، حيث قال إن الدول المتطورة لا تبتعد عنا كثيرا في هذا المجال الذي تستطيع الكفاءات الجزائرية أن تطوره أكبر.
ولفت المتحدث إلى أن الصالون كان مبرمجا بقسنطينة منذ عامين لكنه أجل بسبب جائحة كورونا، حيث قال إنه تم جمع حوالي 50 شركة من القطاعين العام والخاص لتقديم عروضها مع تنظيم أيام إعلامية بكل المنتجات من طرف خبراء في مجال البناء والهندسة المعمارية كما سيتم، مثلما أكد، إمضاء العديد من الاتفاقيات بين مختلف الفاعلين والمشاركين.
وتابع المتحدث، أن المشاركين قدموا تخفيضات بالبيع بالنسبة للترقوي الحر فضلا المؤسسات الخاصة بإنجاز المطابخ الحديثة، وذلك لاستمالة أكبر عدد من الزبائن، كما أشار إلى وجود ركود كبير في مختلف مجالات البناء بسبب جائحة كورونا، حيث أن الهدف من الصالون كما قال يكمن في إعادة بعث كل النشاطات وإضفاء حركية اقتصادية جديدة.
ولفت منظم الصالون، أن العديد من الشركات تمتلك قدرات هائلة، لكنها لا تبرز في الميدان بسبب اختلالات في الاتصال والتعريف بمنتجاتها، فعلى سبيل المثال أبرز المتحدث أن الكثير من المؤسسات الوطنية متحكمة في تقنيات البناء المضادة للزلازل، كما تتوفر أخرى على تطبيقات إلكترونية تسهل نمط العيش بالأحياء والمنازل، مستدلا بتطبيق محلي يمكن الأشخاص من التحكم في تجهيزات البيت بواسطة الهواتف الذكية، لكن مثلما قال، فإن مشكلة التسويق حالت دون التعريف بالابتكارات الوطنية.
وذكر والي قسنطينة في تصريح لوسائل الإعلام، أن الصالون يعد فرصة للتعرف على كل التجارب والخبرات في مجال البناء الحديث، لكن الأهم مثلما قال، هو الوقوف على أهم التقنيات الحديثة في البناء والتكنولوجيات الجديدة التي تمنح المواطن الأمان داخل مسكنه، فضلا عن التقنيات التي تحافظ على البيئة والمحيط وتلك التي تسمح أيضا بتحسين الأسعار ، مشيرا إلى أن هذا النشاط يعتبر نافذة لجميع الفاعلين والمتعاملين الاقتصاديين للتعرف على ما هو موجود على المستوى الوطني والمحلي.
لقمان/ق