تحوّلت بلدية عين عبيد بولاية قسنطينة خلال الأيام الأخيرة التي تتزامن مع بداية حملة الحصاد والدرس، إلى وجهة لأصحاب آلات الحصاد القادمة من ولايات شرقية ضربها الجفاف، حيث يستفيد من خدماتها فلاحون يسعون للإسراع في الحصاد تجنبا للحرائق وسط الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
و أصبح أصحاب آلات الحصاد المحملة بالتبن وشاحنات نقل المحصول إلى مخازن تعاونية الحبوب، يعرضون خدماتهم على الفلاحين للمساهمة في حملة الحصاد، وذلك بركنها في الفضاء المفتوح الموجود على يمين المدخل الشرقي لمدينة عين عبيد، في انتظار تلقي طلبات.
وقدمت هذه الآليات من ولايات شرقية على غرار سطيف و برج بوعريريج إضافة إلى المسيلة وأم البواقي، وهي مناطق ضربها الجفاف ولم تُجر بها حملة الحصاد باستثناء مساحات بسيطة تم جمع منتجاتها بسرعة.
و أكد أحد القادمين من البرج أنه اضطر إلى خوض هذه المغامرة لتحسين المداخيل وتسديد أقساط البنك، فمعظم آلات الحصاد الجديدة المكيفة حصل عليها أصحابها في إطار القرض الرفيق على المدى المتوسط، فيما قال آخر إن سعر الآلة الواحدة يتجاوز المليار سنتيم، إذ يتم استغلال هذا العتاد لتغطية مصاريف العائلة في ظل غياب مردود فلاحي هذا الموسم.
و قال لنا أحد المزارعين بعين عبيد ممن احتاجوا إلى خدمات آليات حملة الحصاد، إن حقوله تمتد على قارعة الطريق وقد اضطر إلى طلب خدمات الآلات القادمة من الولايات المجاورة خوفا من حدوث حرائق مع استمرار الارتفاع في درجات الحرارة، لأن مالكي العتاد المحلي يبدأون بحقولهم.
ويتم احتساب مقابل عملية الحصاد عن كل ساعة، فالقنطار من القمح يكلف مبلغا يصل إلى 5000 دينار للساعة الواحدة، إضافة إلى قيمة ربط الحزمة الواحدة والتي تحدد لاحقا بما يتوافق مع الموسم والوفرة. وعادة ما يتم تسليم مستحقات هذه الخدمات بعد أن يستلم المستفيد منها مقابل محصوله من تعاونية الحبوب والبقول الجافة في نهاية الموسم وهو اتفاق يجري مسبقا. ص. رضوان
