تحتل نسبة الإصابة بفيروس كورونا الناتجة عن سلالة «دلتا» الهندية نسبة 70 بالمئة من النتائج الإيجابية لاختبارات «تفاعل بوليميراز المتسلسل» التي تجريها ملحقة معهد باستور بولاية قسنطينة، فيما وصل معدل عدد عينات المرضى التي تستقبلها يوميا إلى 400 منذ بداية جويلية.
وذكر مدير ملحقة معهد باستور بولاية قسنطينة، البروفيسور فضيل خليفة، في اتصال بالنصر يوم أمس، أن عدد العينات الواردة إلى مخبر الملحقة وصل إلى معدل 400 يوميا منذ شهر بداية من جويلية بعدما لم يكن يتعدى الأربعين إلى خمسين عينة، مضيفا أن حوالي تسعين بالمئة من نتائج الكشف عن الإصابة باختبار «تفاعل بوليميراز المتسلسل»، المعروف برمز «بي سي أر»، إيجابية.
وأشار البروفيسور إلى أن الملحقة لا تجري اختبارات التسلسل الوراثي لجينوم الفيروس من أجل الكشف عن السلالات المتحورة من فيروس كورونا، لكنها تحول العينات المشتبهة إلى مخبر باستور بالعاصمة أين يجرى هذا النوع من التحاليل، كما أكد أن سبعين بالمئة من النتائج الإيجابية عبارة عن إصابات بالسلالة المتحورة الهندية المعروفة بتسمية «دلتا».
ونبه نفس المصدر أن سلالة «دلتا» سريعة الانتشار، موضحا أن النتائج على مستوى الملحقة كانت تكشف في الأشهر الماضية عن إصابات بسلالة «ألفا» البريطانية والسلالة النيجيرية، قبل أن تكتسح الهندية الإصابات، بعد أن هيمنت نتيجة سرعة انتشارها، مشيرا إلى أن الفرق بينها وبين البريطانية يكمن في أن شحنتها الفيروسية تمثل عشرة أضعاف مقارنة بالأخرى.
وأضاف نفس المصدر أن الأمر الملاحظ على سلالة «دلتا» على مستوى الشرق أنها تصيب الشبان بكثرة؛ أي أن الفيروس لم يعد يستهدف المسنين بالدرجة الأولى من حيث الخطورة. أما عن إمكانية تطور سلالة محلية من فيروس كورونا في الجزائر، فقد أكد البروفيسور أن هذا الأمر غير قابل للتوقع، حيث يتوقف تحوّر الفيروس على مدى انتشاره وسرعة وقوع ذلك.
واعتبر البروفيسور خليفة أن الحل الوحيد لمواجهة الفيروس في الوقت الحالي يكمن في التلقيح من أجل كبح تمدده بين المواطنين، وشرح أن الفيروس ينحسر كلما توسعت رقعة التطعيم، لكنه حذر من التخلي عن إجراءات الوقاية الأساسية، على غرار وضع الكمامة والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي وغسل اليدين، بعد أخذ اللقاح، لافتا إلى أن مفعوله المناعي لا يكتمل إلا بعد انقضاء فترة تقارب الأسبوعين من أخذ الجرعة الثانية، كما صرح أن أطباء الولايات الشرقية الذين يتواصل معهم في إطار عمله يؤكدون له أن جميع المصابين الذين يعانون من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن الإصابة، على رأسها الصعوبات التنفسية، لم يأخذوا اللقاح المضاد لكوفيد-19.
وشدد محدثنا على ضرورة تشجيع المواطنين على التطعيم الذي يحمي من المضاعفات الخطيرة للإصابة، بينما نفى بشكل قاطع تسببه في أي نوع المشاكل الصحية، مضيفا أن فئة المشككين في اللقاحات ومروجي الدعايات حولها موجودة منذ اختراع أول لقاح في التاريخ، بينما أشار إلى أن الإصابة السابقة بالفيروس لا تعني أن الشخص منيع من الإصابة مجددا، حيث أوضح أن المرضى السابقين الذين انقضى على شفائهم 3 أشهر يحتاجون إلى جرعة واحدة من اللقاح على الأقل لتحصين أنفسهم، بينما أكد تسجيل حالات لأشخاص أصيبوا بفيروس كورونا ثلاث مرات، خصوصا الذين تعرضوا لإصابات خفيفة من قبل، بحيث «أن أجسامهم لم تطور كمية كبيرة من المضادات المناعية»، مثلما قال.
وذكر البروفيسور خليفة أن عينات المصابين أصبحت ترد إلى الملحقة من 4 ولايات شرقية هي كل من سوق أهراس وميلة وقالمة وتبسة، فضلا عن مستشفى البير بقسنطينة الذي يرسل ما بين 10 إلى 15 عينة يوميا، في حين أصبحت الولايات الأخرى تعتمد على مخابرها الخاصة.
وأضاف محدثنا أن الملحقة ما زالت تجري الاختبارات في مخبر الأبحاث البكتريولوجية التابع لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بعلي منجلي، لكنه أكد أن فكرة إنجاز ملحقة جديدة مزودة بمخابر للتحاليل الفيروسية والبكتريولوجية وغيرها، قد أصبحت أمرا مطروحا بعدما أثبتت الجائحة الحاجة الملحة إليها.
سامي.ح