أفاد مدير التعمير والبناء والهندسة المعمارية بقسنطينة، أن مصالحه تمكنت من التكفل بمشاريع تهيئة وإنجاز لمختلف الشبكات لأزيد من 18 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ في ظرف عام، كما أكد أن الولاية قد استنزفت كل احتياطاتها العقارية، وأن عدم إعداد مخطط توجيهي للتعمير منذ أزيد من 20 عاما قد أعاق التوسع العمراني بها وحرمها من إنجاز مشاريع تنموية.
وذكر مدير التعمير والبناء، حكيم غمري في تصريح للنصر، أن المديرية وفي إطار مرافقتها للسلطات في إنجاز المرافق السكنية بالولاية تكفلت بتهيئة ما يزيد عن 18 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ في ظرف قياسي لم يتجاوز العام، وهو ما يعكس، بحسبه، حرص القطاع على إنجاز برنامج الدولة في مجال السكن.
ولفت المتحدث، إلى أن المديرية تتكفل بتهيئة الأقطاب العمرانية الكبرى فضلا عن بقية المشاريع، حيث قال إنها شريك فعال في إنجاز المشاريع المرافقة على غرار الربط بشبكات الغاز والكهرباء والمياه والتطهير، فضلا عن تهيئة الطرقات والأرصفة، مبرزا تكفل المديرية خلال العام الأخير بمختلف التجمعات الريفية والتي ظلت لسنوات دون تهيئة.
وأوضح أن مشاريع تهيئة المجمعات الريفية كانت متوقفة إذ كانت تعد النقطة السوداء الأكبر بالولاية، غير أنه شرع في عملية واسعة للتكفل بها بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، حيث أنه وعلى سبيل المثال، لم يتبق إلا القليل من التجمعات التي لم تهيأ على مستوى بلدية عين عبيد و كانت المشكلة في كيفية جلب الطاقة إلى إقليم البلدية، لكن تم إيجاد حلول لها والعملية حاليا، مثلما قال، في طور الإنجاز.
ولفت المتحدث، إلى تسجيل أكثر من 35 عملية لتهيئة المجمعات الريفية عبر الولاية، كما تحدث عن التكفل بالكثير من مناطق الظل في إطار برنامج رئيس الجمهورية لفائدة القرى والتجمعات النائية، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تستفيد هذه النقاط أكثر ابتداء من العام المقبل في إطار الميزانية السنوية لعام 2022، إذ تم تقديم العديد من اقتراحات المشاريع في هذا المجال.
وبخصوص حديقة باردو بوسط مدينة قسنطينة، واستكمال ما تبقى من الأشغال، أوضح السيد غمري، أن التهيئة الخاصة بالجهة اليمنى للحديقة قد استؤنفت مؤخرا، إثر انتهاء إنجاز مشروع حماية الجسر العملاق ومغادرة الشركة البرازيلية للموقع، كما أشار في رده على مشكلة الانزلاقات بالمكان، إلى أن نسبة معالجة المشكلة قد تجاوزت 80 بالمئة في حين أن المقاولة المنجزة تعمل على إتمام هذه الحصة وفقا للآجال المحددة.
وأكد أنه لم يتم إلغاء أي حصة من المشروع، بل العكس، فقد تمت إضافة حصص أخرى، على غرار إنجاز مسابح للأطفال، مشيرا إلى أن الولاية أعدت نظرية ومنهجية جديدة من أجل تحويل حديقة باردو إلى منتزه حقيقي يحتوي على مختلف المرافق وذلك لإضفاء حركية على المكان، لكنه أوضح أن الإشكال القائم حاليا يتمثل في منح تسيير الحديقة إلى مؤسسة، فضلا عن كيفية خلق نشاطات لجذب المواطن القسنطيني إلى المكان.
وتتربع حديقة باردو التي أنجزت في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، على مساحة إجمالية تتجاوز 14 هكتارا، حيث تمتد من حي باردو العتيق إلى غاية حواف وادي الرمال ومن جسر مجاز الغنم إلى غاية جسر سيدي راشد، علما أن هذا المشروع يستقطب عديد العائلات القسنطينية على مدار الأسبوع.
وبخصوص مشكلة التوسع العمراني وانعدام الأوعية العقارية لإنجاز مختلف المشاريع، أكد مدير التعمير أن قسنطينة تأخرت كثيرا في هذا المجال إذ أنها بحاجة إلى دراسات للمشاريع الكبرى لرسم التوجه السياسي والاقتصادي العام للولاية، التي تتطلب الآن إنجاز منشآت لإيجاد حلول لمشاكل الطرقات والمياه وغيرها من متطلبات الحياة اليومية.
وتابع محدثنا، أن المديرية أنجزت المخطط التوجيهي للتعمير وأنهت كل ما طلب منها بالتنسيق مع مكتب الدراسات العمومي «إيرباكو»، إذ تم رفع كل التحفظات المسجلة، لكنه ذكر بأنه يتأسف للاعتراض على هذا الملف من طرف المجلس الشعبي الولائي، وقال إنه يتمنى أن يرافق مصالحه في الوصول إلى أعلى مستوى، لأن الولاية تفتقر إلى الوعاء العقاري ما عرقل استفادتها من مختلف البرامج التنموية.
ولم تتمكن المجالس المنتخبة والولاة المتعاقبون على قسنطينة، من تحيين المخطط التوجيهي للتعمير، رغم تشبع الأوعية العقارية والنمو الديموغرافي الكبير الذي تعرفه الولاية طيلة العقد الأخير، حيث أن آخر تحيين للمخطط كان سنة 1998 والذي أصبح غير قادر على إيجاد حلول للعوائق المتصلة بتعبئة العقار، إذ استهلكت كل الاحتياطات الولائية في هذا المجال.
لقمان/ق
