يعيش الآلاف من المواطنين بالوحدة الجوارية 16 في المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة أزمة نقل حادة و يشتكون من تدهور التهيئة الحضرية، فموقعها الجغرافي فوق هضبة بأقصى المدينة جعل منها مرقدا كبيرا تنعدم به المرافق الخدماتية والإدارية، كما طغت صورة الإسمنت والردوم والمشاهد البائسة على المكان، الذي يتجاوز عدد قاطنيه سكان بلدية في الولايات المجاورة.
مرت أزيد من 6 سنوات على إعمار الوحدة الجوارية 16، حيث تم إنجاز ما يزيد عن 3 آلاف وحدة سكنية بصيغة الاجتماعي فوق هضبة عالية تقع أقصى الشمال الغربي للمدينة، تحيط بها تلال خالية من الشمال، أما من الغرب فتوجد الوحدة الجوارية 14 في حين تقابلها من بعيد الوحدة 15 إذ تفصلها عنها هكتارات من المساحات الشاغرة وأطنان من الردوم و مخلفات البناء.
و يقول سكان هذه الوحدة الجوارية إن عددهم يتجاوز 10 آلاف نسمة، وهو رقم يفوق عدد سكان بلديات لولايات مجاورة، حيث ذكر محدثونا، أن مشاكل أحيائهم القديمة لاحقتهم إلى الحياة الجديدة، التي اعتقدوا أنها ستكون أحسن حالا من سابقتها، لكنهم مثلما قالوا، صادفوا مشاكل أصعب من سابقتها، كما أكدوا أن الوحدة عبارة عن مرقد كبير، إذ أنها مهجورة طوال اليوم ويعود إليها سكانها من أعمالهم مساء فقط.
ويؤكد بعض سكان الوحدة الجوارية 16 الذين قدموا من أحياء مختلفة من المدينة الأم قسنطينة على غرار «رود براهم»، المنية و وادي الحد، أنهم يواجهون يوميا مشاكل جمع النفايات ورفعها من طرف مؤسسة النظافة المكلفة، التي أصبحت تجد صعوبة كبرى في تلبية متطلباتهم، حيث وقفنا على تدهور في محيط أحياء الوحدة من ناحية النظافة، وهو ما قدم صورة سلبية عن مختلف أجراء التجمعات السكانية.
اختفاء للمساحات الخضراء
و تدهورت وضعية التهيئة الحضرية بشكل كبير، حيث إن المساحات الخضراء التي أنجزت قبل سنوات عند تدشين الحي اختفت من المشهد العام وتحولت إلى فضاءات تحيط بها الردوم و الأوحال، فيما خربت الألعاب وانتزعت من مكانها بحجة أنها تتسبب في الإزعاج وتثير الشجارات، حيث قال أحد السكان إن طريقة وضعها وسط الحي وأسفل العمارات اضطرت قاطني الأحياء إلى نزعها من مكانها تفاديا لإحداث الضجيج.
و في جولتنا عبر مختلف التجمعات السكنية، لم تقع أعيننا على شيء جميل باستثناء بعض محاولات غرس الأشجار ببعض المساحات الشاغرة، حيث أن مختلف الأجزاء تشهد تدهورا كبيرا و حتى طلاء البنايات لم يسلم من التدهور، في حين وقفنا على تحويل مساحات مشتركة إلى ورشات حدادة أو إلى مكان لتربية الدجاج، فيما اقتلعت أجزاء من الأرصفة و خربت بعض أبواب العمارات.
وتصادف يوم زيارتنا للحي، مع تساقط الأمطار، حيث وقفنا على تشكل برك وأوحال، في حين أكد لنا سكان تسجيل انسداد للبالوعات من حين لآخر، حيث أن عمليات الصيانة لا تجرى إلا في مناسبات قليلة جدا، في حين يلجأون إلى صيانتها بأنفسهم في حال تسجيل أي اختلالات.
محلات مهجورة
ويعد النقل من أبرز المشاكل اليومية لسكان الوحدة الجوارية 16، حيث أن عدد حافلات النقل العمومي التي تمر على الحي قليل جدا في حين أن مدة الانتظار بين حافلة وأخرى قد تصل إلى 3 ساعات، وفق تأكيد السكان، ليكون «الفرود» وسيلة النقل الوحيدة إلى مختلف وجهات المواطنين اليومية، كما ذكروا لنا، أن العمل على هذا الخط يتوقف ليلا لاعتبارات أمنية حيث أن الطريق المؤدي إلى الوحدة الجوارية 16 خال كما أن نقص خدمات الإنارة العمومية يجعل السائقين يعزفون عن العمل فيه، مشيرين إلى أن نشاط الأجرة يكاد يكون منعدما.
و وقفنا على نقص كبير في المحلات التجارية، حيث أن بعض التجمعات يفتقر إليها، إذ أن محلات «أوبيجيي» الخلفية مهجورة ولا تستغل إلا جزئيا من طرف بعض الناشطين في الحدادة و إصلاح السيارات، في حين أكد لنا سكان أن موقعها البعيد عن المجمعات السكنية كان سببا في العزوف عن استغلالها من طرف التجار، لتكون النتيجة إنشاء أكواخ وأكشاك بالعديد من المواقع.
و يطالب سكان الوحدة الجوارية 16، بتوفير مختلف الخدمات و المرافق الترفيهية بالحي، حيث قالوا إنه قد تم إنجاز ملعب جواري واحد لكنه لا يكفي لكل الشباب، و طالبوا بمزيد من هكذا مشاريع، كما أكدوا على ضرورة توفير النقل سواء العمومي أو الخاص لفك العزلة عن التجمعات السكانية.
وأكد محدثونا، على ضرورة إنجاز دار شباب على الأقل لاحتواء فئة الشباب، التي قالوا بأنها تعيش بين مطرقة البطالة وسندان الانحراف، حيث أصبحت هذه الفئة، مثلما قالوا، مستهدفة من طرف مروجي السموم والمخدرات بكل أنواعها، كما دعوا إلى تكثيف دوريات الأمن لاسيما خلال الفترة الليلية.
و قد حاولنا الحصول على توضيح من طرف مسؤولي البلدية لكن لم نتمكن من ذلك، حيث أن المندوب المكلف بتسيير الوحدة قد جمدت مهامه مؤقتا بسبب ترشحه للانتخابات، في حين أن رئيس بلدية الخروب لم يرد على مكالمتنا الهاتفية. لقمان/ق