تشتكي 67 عائلة تقطن بحي بولقرع في مدينة قسنطينة، من تدهور وضعية منازلها جراء تحرك التربة، إلى جانب انتشار القمامة و غياب التهيئة.
الحي يقع بمنطقة الكيلومتر الرابع وقد وصلنا إليه مرورا بطريق الشهيد حملاوي، أين تفاجأنا بمنظر النفايات المرمية على طول المدخل الرئيسي تحديدا قرب المحور الدوراني الذي يربط المنطقة بحيي الدقسي و سيدي مبروك.
التقينا في المكان برئيس جمعية هذا الحي المعروف محليا باسم «الديبونو»، حيث ذكر أن عشرات العائلات تقطن بالمنطقة منذ سنة 1963، و ذلك وسط ظروف مزرية في ظل انتشار القاذورات و كذلك الردوم الناجمة عن انهيار جدران بعض المنازل.
و يتطلب الولوج إلى البنايات المتضررة، العبور بأحد أبواب الحي الثلاثة الواقعة بين دكاكين إصلاح السيارات والمنازل، حيث يقود كل باب إلى مجموعة من العائلات التي تقطن بالجهة السفلية للحي، وهي مسالك مخصصة للأشخاص فقط دون المركبات، لانعدام معبر معبد يقود إليها، عدا السلالم الضيقة المنجزة من طرف المواطنين، والتي يصعب النزول أو الصعود بها لضيقها، حيث لايتجاوز عرضها المتر.
سكان بولقرع حذروا من انهيار المنازل على رؤوسهم في أية لحظة، بسبب تحرك التربة الذي تشهده المنطقة منذ سنوات، والذي تأزم أكثر حسبهم، بفعل مرور المركبات ذات الوزن الثقيل التي اتخذت من مدخل الحي الرئيسي منفذا خلال أوقات الازدحام الخانق.
و لاحظنا أثناء تواجدها بالمنطقة تشقق أساسات المنازل و كذا انفصال غالبية الجدران عن بعضها بمسافة قاربت 30 سنتيمترا، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى تثبيت أسقف بيوتهم التي فقدت دعائمها الإسمنتية، بأعمدة خشبية وأخرى حديدية كحل مؤقت يمنعها من السقوط.
و لجأ سكان البيوت الهشة التي زارتها النصر، إلى سد فتحات الجدران و الثقوب بقطع من القماش و البلاستيك، و ذلك لمنع دخول الهواء البارد إلى الداخل، كما تمت تغطية أسقف الآميونت بقطع كبيرة من النيلون و تثبيته ببعض الحجارة و العجلات، كي لا تتسرب مياه الأمطار إلى داخل المنازل.
و ناشدت العائلات المعنية، السلطات المحلية و والي قسنطينة، بالتدخل الفوري من أجل وضع حد للمعاناة التي يمرون بها، و إدراجهم ضمن ملفات السكن الهش و ترحيلهم من البيوت الآيلة للسقوط و الانهيار في أية لحظة، على حد تعبيرهم.
رميساء جبيل