استفادت المؤسسات الصحية بقسنطينة، من 230 إطار شبه طبي تخرجوا حديثا في 9 تخصصات، من المعهد الوطني للتكوين العالي لشبه الطبيين، وهو ما من شأنه أن يخفف من حدة العجز المسجل بالمستشفيات والعيادات العمومية، في حين تسجل المؤسسات والمصالح المتخصصة في الولادة عجزا كبيرا في أطباء النساء والتوليد وذلك بسبب القانون الذي يمنع توظيف أطباء الخدمة المدنية في الولايات الكبرى، فضلا عن الهجرة نحو القطاع الخاص.
وأفاد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الصحة، أمير عيدون، أنه قد تم أمس الأول الخميس، توجيه المتخرجين حديثا من المعهد الوطني للتكوين العالي للشبه الطبيين المجاهد لحمر عبد القادر بقسنطينة، نحو المؤسسات العمومية الصحية و الاستشفائية عبر مختلف بلديات ومناطق الولاية، وذلك بعد أن تلقوا تكوينا علميا متخصصا رفيع المستوى، إذ تمت العملية على مستوى ذات المؤسسة بإشراف من مدير القطاع.
و جرت، عملية التوجيه، وفق المتحدث، في ظروف حسنة وسط إجراءات تنظيمية محكمة و شفافية تامة من طرف اللجنة المكلفة بالعملية، مشيرا إلى أن توجيه المتخرجين يخضع لمعيار معدلات المسار الدراسي للطلبة الذين سيسمح لهم بمزاولة حياتهم المهنية في القطاع الصحي العمومي، كما أن التوجيه نحو المؤسسات الصحية يخضع أيضا ،بحسب ما قال، لاحتياجات كل مؤسسة صحية وذلك من أجل تعزيز النشاط شبه الطبي على مستوى مختلف المصالح الصحية.
واستفادت المؤسسات الصحية من 230 إطار شبه طبي موزعين على 9 تخصصات ، حيث تم وفق المكلف بالإعلام، توجيه 133 شبه طبي في رتبة ممرض للصحة العمومية، و 7 مختصين في التغذية، فضلا عن 9 متخصصين في العلاج الطبيعي و الفيزيائي، وكذا 28 مشغل أجهزة التصوير الطبي و 17 مخبريا للصحة العمومية، بالإضافة إلى 10 مساعدين اجتماعيين للصحة العمومية و 5 مساعدين طبيين للصحة العمومية.
واستفادت مصالح التوليد عبر الولاية، من 19 قابلة وجه غالبيتهن إلى مؤسستي سيدي مبروك والمستشفى الجامعي، وهو ما من شأنه أن يحسن التكفل بالحوامل لاسيما وأن الولاية تعرف نقصا كبيرا في هذا المجال، كما لفت محدثنا، إلى أنه لم يتم توجيه أعوان رعاية الرضع وكذا مساعدي جراحي الأسنان.
ونال المستشفى الجامعي حصة الأسد من شبه الطبيين بـ 40 إطارا كما استفادت المؤسسة المتخصصة في طب النساء بسيدي مبروك من 19 شبه طبي ، في حين وجهت البقية ما بين المؤسسات العمومية الاستشفائية المتخصصة والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية، مع منح الأولوية للمؤسسات التي تسجل عجزا في شبه الطبيين.
ووفق ما تحصلنا عليه من معلومات من مصادر مطلعة بقطاع الصحة، فإن مستشفيات قسنطينة، لاسيما المستشفى الجامعي تعرف نقصا كبيرا في شبه الطبيين، رغم التوظيف السنوي لعدد معتبر من المتخرجين، حيث يتطلب سد النقص توظيف على الأقل ما يزيد عن 5 آلاف شبه طبي في مختلف التخصصات، من أجل سد العجز المسجل كما ذكرت مصادرنا أن العجز يظهر جليا في ضمان المداومات الليلية فضلا عن العطل السنوية.
وفي نفس السياق، تسجل مصالح الولادة بقسنطينة، نقصا فادحا في عدد الأطباء المتخصصين، حيث أصبح مستشفى الخروب دون أطباء متخصصين بعد أن كان يتوفر على طبيبتين إحداهما فتحت عيادة خاصة، في حين تعتمد عيادة التوليد بسيدي مبروك على طبيبة رئيسية واحدة تضمن 16 مناوبة شهريا ، ما تسبب في حالة كبرى من الضغط، فيما يتوفر المستشفى الجامعي على 3 أطباء فقط يعانون من ضغط كبير طيلة أيام الأسبوع.
وذكر رئيس لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، يعقوب ثابت، أن مصالح الولادة لم تستفد من أي عملية توظيف لأطباء أخصائيين، منذ فترة كما أنها تعاني من هجر نحو القطاع الخاص، حيث قال إن الوزارة تمنع توظيف الأطباء في إطار الخدمة المدنية بالولايات الكبرى، وهو ما تسبب في تسجيل العجز المسجل بالولاية، مؤكدا أن المجلس سيرفع طلبا إلى مختلف الجهات المختصة من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تسببت في معاناة للحوامل.
لقمان/ق