تم تخصيص 34 مليار سنتيم، لمشروع توسعة عيادة سيدي مبروك لأمراض النساء والتوليد بقسنطينة، حيث من المنتظر أن يتم استلام هذه المنشأة التي تتوفر على 75 سريرا في الثلاثي الأخير من العام المقبل، علما أن المؤسسة تعرف ضغطا رهيبا ونقصا فادحا في الأطباء، إذ تتوفر على طبيبة استشفائية وحيدة، تشرف على 95 مقيما، فيما استفاد مستشفى طب وجراحة الأطفال من 19 إطارا طبيا ما سيمكن من إعادة فتح مصلحة طب الأطفال الكبار التي أغلقت منذ قرابة العامين.
وأفاد مدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة سيدي مبروك، التي تضم عيادة النساء والتوليد، فضلا عن مستشفى طب وجراحة الأطفال، مصطفى قربوع في لقاء بالنصر، أنه وفي إطار تحسين الخدمات المقدمة للمرضى، تم إعادة تفعيل نشاط أربع قاعات عمليات في عيادة التوليد ومثلها في مستشفى طب الأطفال، إذ كانت في السابق شبه معطلة، في حين تم ،مثلما أكد، إصلاح الكثير من التجهيزات وتفعيل وتحديث مصلحة الأشعة في طب الأطفال، مع إصلاح السكانير و توفير جهاز إيكوغراف جديد.
وتابع المتحدث، أنه سيتم في الأيام القليلة المقبلة، إعادة فتح مصلحة طب الأطفال الكبار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 15 عاما، حيث استفادت المؤسسة من 19 ممرضا جديدا ما من شأنه أن يبعث الحياة في المصلحة، التي كانت مغلقة منذ سنتين بسبب نقص الطواقم شبه الطبية، علما أن عدد الأطباء كاف كما أن التجهيزات متوفرة.
وأضاف مدير المؤسسة المتخصصة، أن كل الاحتياجات التقنية، تم توفيرها للأطباء والمرضى على حد سواء بدءا من المخبر، وصولا إلى تدعيم مصلحة الإنعاش الطبي بالمنصورة، التي ستتدعم هي الأخرى بالممرضين، كما ذكر أن عيادة التوليد استفادت، من قابلتين، علما أن المؤسسة تتوفر على عدد مقبول من هذه الفئة للأطباء المتخصصين، كما تم تكوين ممرضتين بمستشفى البير من أجل الاشتغال على جهاز الماموغراف ، في حين تم تطبيق كل الإجراءات التي أقرتها الوزارة الوصية، لتحسين الخدمات على مستوى الاستعجالات سواء في المنصورة أو في سيدي مبروك. وبالنسبة للجراحة بالمنظار فقد تم إجراء الكثير من عمليات «المرارة» للأطفال فضلا عن استئصال أورام الرحم بهذا الجهاز لدى فئة النساء، حيث تعد مؤسسة نموذجية وجهوية في هذا المجال فقد أصبحت مثلما أكد، مقصدا من مختلف ولايات الوطن، علما أن إجراء هكذا عمليات لدى الخواص يكلف مبالغ معتبرة.
ومازالت عيادة التوليد تعرف نقصا فادحا في الأطباء المتخصصين، حيث تشرف طبيبة استشفائية رئيسية « بورفيسور» على تأطير 95 طبيبا مقيما في حين تتوفر المؤسسة على 3 أطباء متخصصين مساعدين، لكن واحدة منهن قدمت استقالتها مؤخرا، ليتبقى فعليا بحسب محدثنا، طبيبتان فقط.
وذكر المتحدث، أن المؤسسة تستعين أيضا ببعض الأطباء الخواص المتعاونين، الذين يتكفلون بتغطية المناوبات طواعية من أنفسهم، حيث يضمنون العديد من المداومات في الشهر، كما أكد أن طبيبا أخصائيا طالما يقدم مساعدات للمؤسسة وكلما تم الاستعانة به «وجدناه»، مشيرا إلى أن المؤسسة استعانت بالأخصائيين الخواص العام الماضي فقط في الفترة الحرجة التي مرت بها ، قبل أن يؤكد بأن الولادات الشهرية تتجاوز 580 حالة، كما يتم التكفل بالحوامل من مختلف الولايات الشرقية.
وتعتمد المؤسسة، في إطار تحسين التكوين على التطبيب عن بعد، وذلك لتفادي دخول كل الأطباء المقيمين دفعة واحدة إلى قاعة العمليات ، حيث تم وضع كاميرات موصولة بقاعة التدريس مع إمكانية الحديث أوالتدخل من طرف الأستاذ المشرف أو الأطباء المقيمين الذين بإمكانهم الاطلاع على كيفية سير الجراحة وإجراء العمليات، مشيرا إلى أن هذه التقنية مكنت من الاقتصاد في اللباس والعدوى ، كما تمكن أيضا الاستعانة في تقنيات المحاضرات عن بعد علما أنه قد تم تجهيز قاعتي عمليات بهذه التقنية الحديثة.
وبالنسبة لمشروع التوسعة، الذي عرف تأخرا كبيرا في الإنجاز واختلالات طيلة السنوات السابقة، فقد ذكر المتحدث، أن الأشغال انطلقت شهر فيفري الماضي على أن يتم إنجاز المشروع الذي يتوفر على 75 سريرا، بعد 20 شهرا، مؤكدا أن المقاولة أكدت أن الأشغال ستنتهي قبل انتهاء الأجال التعاقدية، مضيفا أنه سيتم فتح تطوير مصلحة للمساعدة على الإنجاب بالمنشأة الجديدة، من خلال خلق نشاط التخصيب خارج الرحم، إذ سيتم توفير تجيهزات وقاعة خاصة بذلك، فضلا عن مصالح أخرى و 4 قاعات عمليات.
وأضاف المتحدث، أن المبلغ الإجمالي المخصص للتوسعة يتجاوز 60 مليارا، حيث تم استهلاك 30 مليارا في الأشغال الكبرى خلال المرحلة الأولى، في حين تم تخصيص 34 مليارا أخرى لإنهاء المشروع، مضيفا أنه سيتم اقتناء التجهيزات الطبية فور الانتهاء من الأشغال، كما لفت إلى أن الوزارة، فضلا عن المدير الولائي للقطاع يتابع سير المشروع الذي تجاوزت نسبة إنجازه الحالية 70 في المئة، مؤكدا أنه يعد مكسبا للولاية ومن شأنه أن يحسن الخدمات والتكفل بالحوامل إذ سيرتفع العدد الإجمالي للأسرة إلى 175 سريرا ،وهو ما سيجعل منها قطبا جهويا .
وتعرف عيادة التوليد في السنوات الأخيرة، نزيفا في الأطباء المتخصصين، حيث أن 5 أطباء على الأقل غادروا المؤسسة خلال السنوات الأخيرة بسبب الضغوطات، التي تعرضوا إليها والعراقيل الإدارية والتكوينية التي واجهتهم، وهو ما حال دون تكوين أطباء استشفائيين خلال هذه الفترة، إذ ظلت طببية استشفائية واحدة تشرف على التأطير والحماية القانونية للأطباء المقيمين.
وأكد أطباء وشبه طبيون للنصر، أن الوضع الحالي، للمؤسسة والضغط الذي تعرفه، يرغم المتخصصين على مغادرة القطاع العام ، حيث مازالت تسجل التحويلات العشوائية من الولايات المجاروة رغم توفرهم على أطباء ، إذ أن زملاء لهم في نفس الاختصاص يحررون رسائل توجيه من أجل استقبال الحوامل وهو ما يعد ،بحسبهم، أمرا غير مقبول.
لقمان/ق