سجل المجلس الشعبي البلدي، مساء أمس، بداية انفراج في الانسداد الحاد الذي عرفته البلدية منذ منتصف الشهر الماضي، حيث صادق كل المنتخبين على جدول أعمال الدورة غير العادية وسط ترحيب بهذه الخطوة من المجتمع المدني، الذي حضر بقوة إلى مقر البلدية، فيما أكد المير، أن كل الأعضاء قد أثبتوا أنهم على وعي تام بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
واستؤنفت أشغال الدورة غير العادية في حدود الساعة الرابعة مساء، بعد أن توقفت أشغالها لستة أيام بسبب الانسداد وغياب رئيس البلدية لأسباب صحية، حيث بدت بوادر الانفراج ظاهرة للعيان قبل دخول المنتخبين إلى قاعة المداولات خلافا للمرتين الماضيتين.
وحضر أربعون منتخبا للجلسة في حين وكل ثلاثة منهم زملاء لهم للنيابة عنهم في التصويت على مشاريع المداولات، حيث خير رئيس البلدية شراف بن ساري المنتخبين، بين التصويت على مشروع الميزانية فقط أو جدول الأعمال كاملا أو التصويت على كل المداولات ضمن الجدول نقطة بنقطة، قبل أن يدعو الحاضرين إلى الالتزام بالهدوء والتعبير عن أرائهم دون تجريح. وسجل المجلس حالة من الاحتقان قبل عرض جدول الأعمال للمصادقة، إذ سجل بعض السجال اللفظي والفوضى، لاسيما من طرف ممثلي لجان الأحياء الذين أبدوا غضبا كبيرا من الوضع، وحاولوا الضغط من أجل تمرير جدول الأعمال، وهو ما أثار حفيظة المنتخبين، الذين اعتبروا أن المجلس سيد، قبل أن يطلب رئيس البلدية من الحاضرين الالتزام بالهدوء كما منع أعضاء المجتمع المدني من التدخل. وذكر رئيس البلدية، في رده على مندوب المنظر الجميل هوام حسان، الذي طالب بتفعيل دور اللجان التي يجب أن تقترح وتطلع على المشاريع المقترحة والمعروضة للمصادقة، بأن كل المشاريع عرضت على المجلس التنفيذي الموسع، الذي حضره كل المنتخبين مستغربا هذا الانتقاد، قبل أن يرد المنتخب بأن المشاريع عرضت بعد استدعاء المنتخبين للدورة واطلاعهم على جدول الأعمال، ووجب تفعيل دور اللجان والمشاركة في اقتراح المشاريع متحدثا عن تقديم اقتراحات لم يؤخذ بها، وهو ما ذهب إليه المنتخب مسعي عبد الغني، الذي أكد أن القوانين واضحة بهذا الشأن. وعرفت الجلسة مداخلات عديدة، من المنتخبين، حيث قال نائب رئس البلدية المكلف بالممتلكات، شريف بزاز، أنه من غير المنطق أن يظل المجلس معلقا في حين أن الكثير من المداولات معطلة، مقدما مثالا بنتائج مزايدة للعديد من ممتلكات البلدية الصادرة شهر سبتمبر الماضي، إذ عرقل هذا التصرف الإمضاء، كما صرح، المصادقة على نتائج المزاد وبالتالي عدم استفادة البلدية من غلاف مالي معتبر من شأنه مثلما أكد، أن يسد جزءا من العجز المالي الذي تعرفه ميزانية البلدية.
وذكر نائب رئيس البلدية، المكلف بالإنجازات، عبد الحكيم لفوالة، أن مشروعا حيويا ما يزال معرقلا ويتعلق الأمر بمشروع إعادة الاعتبار لشارع طاطاش بلقاسم، الذي منح لمؤسسة كوسيدار بالتراضي البسيط نظرا للطابع الاستعجالي والخطر الذي يشكله على المكان، كما قال، إن أحد المقاولات شرعت في إنجاز أشغال الحفر على مستوى حي المالح تمهيدا لإنجاز شبكة الصرف الصحي غير أنه توقف لعدم تسوية وضعيته الإدارية إذ تسبب الأمر في عرقلة دخول وخروج التلاميذ إلى الابتدائية، مشيرا إلى أن هذه الوضعية سجلت في العديد من الأحياء، التي استفادت كلها من عمليات لإعادة شبكات الصرف الصحي. وطالب نائب رئيس البلدية، هشام بروال، رئيس البلدية بتقديم توضيحات قانونية عن شروع مقاولات تحصلت على مشاريع في الشروع في العمل دون حصولها على الوثائق، في حين أن أخرى لم تنطلق رغم أنها في نفس الوضعية، مؤكدا على ضرورة توضيح هذا التصرف غير القانوني للمواطن والمنتخبين على حد سواء، مطالبا بضرورة تفعيل دور كل اللجان دون استثناء مع تطبيق القوانين على الجميع دون استثناء. وقال رئيس البلدية، في رده « أتحدى أي شخص أن يثبت تهمة المحاباة في حقي» حيث أكد أنه عمل على إنهاء البيروقراطية للدفع بالمشاريع بدل تركها حبيسة الأدراج، فيما ذكر نائب رئيس البلدية المكلف بالإنجازات ، أن مقاولات لبت دعوة البلدية في الانطلاق في العمل قبل الحصول على أمر الانطلاق في الخدمة في حين أن عددا منها رفض العمل دون أمر بالأشغال وهو حال مشروعين لإنجاز ملعبين بحييين على مستوى المدينة وغيرها من الحالات، كما أكد بن ساري أن القانون لا يلزم بضرورة تمرير المشاريع المقترحة للمصادقة أمام اللجان. وبعد شد وجذب، حول كيفية المصادقة على جدول أعمال الدورة، تم عرض جدول الأعمال كاملا للتصويت، إذ صوت كل المنتخبين عليه، ، قبل أن يشرع في مناقشة مشروع الميزانية الأولية ومختلف النقاط المدرجة، وسط أجواء هادئة . لقمان/ق
