برمجت مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية قسنطينة فتح أكثر من 12 ألف مقعد تكويني عبر مؤسساتها خلال دورة فيفري لعام 2023، حيث اعتمدت مخططا بيداغوجيا جديدا يقوم على تحيين التخصصات مع المقومات الاقتصادية والثقافية للولاية وتلبية الاحتياجات الواقعية، في حين يؤكد مدير القطاع أنه يصب في إطار تجسيد سياسة الحكومة، داعيا الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين إلى بذل الجهد لإنجاحه.
وعقدت مديرية التكوين والتعليم المهنيين يوم أمس، اجتماع اللجنة الولائية للشراكة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين من أجل عرض مخطط التكوين لدورة فيفري 2023 على مستوى المركز الوطني لتكوين مستخدمي الجماعات المحلية بجنان الزيتون من أجل دراسته وإثرائه، ثم المصادقة عليه، حيث أكد فيه مدير التكوين والتعليم المهنيين لولاية قسنطينة، محمد طراد، أن عدد مقاعد التكوين والتعليم المهني المبرمجة للفتح لدورة فيفري المقبلة مقدر بـ12467، بينما أكد أن المخطط الجديد اعتمد على تصور جديد يقوم على التماشي مع المقومات الاقتصادية والثقافية لولاية قسنطينة، وتلبية الاحتياجات الواقعية للاقتصاد سواء على مستوى الولاية أو حتى بالنسبة للولايات المجاورة.
وحث المسؤول جميع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين الذين حضروا اللقاء على العمل على تنفيذ مخطط التكوين وإنجاحه، في وقت استحسن فيه ممثل مديرية الفلاحة الحصة المعتبرة من المقاعد التي وجهت لتخصصات الفلاحة، مؤكدا أن ولاية قسنطينة تتسم بحركية كبيرة في هذا المجال.
من جهته، قال مدير الفرع الولائي للتشغيل، لقمان مسعودان، إن التخصصات التي كانت مطلوبة قد أدرجت في المخطط الجديد، بينما أوضح مدير النشاط الاجتماعي، عبد القادر دهيمي، أنه تم مؤخرا دمج أربعة أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار النسبة الخاصة بهم، كما استحسن حصة التكوين الممنوحة لهم ضمن مخطط فيفري 2023.
وأكد مدير التكوين والتعليم المهنيين لولاية قسنطينة، في تصريح لنا، أن مخطط التكوين الخاص بدورة فيفري 2023 يعتبر تجسيدا لسياسة الحكومة وتوجيهات وزير القطاع ووالي ولاية قسنطينة، حيث أوضح نفس المصدر أن الولاية ظفرت بأحد عشر تخصصا جديدا، من بينها الصناعة الصيدلانية والطاقات المتجددة والسياحة.
وأضاف نفس المصدر أن مخطط التكوين الحالي يشهد ارتفاعا محسوسا بنسبة 200 بالمئة مقارنة بالدورة السابقة، مشيرا إلى أن دورة فيفري استدراكية، لكنها اعتبرت رئيسية من أجل التكفل بجميع الراغبين في التكوين.
ودعا المسؤول جميع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين إلى الانخراط في مسعى تغيير الخريطة التكوينية لولاية قسنطينة، فضلا عن إدراج المهن التي تشهد عزوفا بعد أن أضحت مهددة بـ«الانقراض»، مثلما قال، خصوصا في مجال الصناعات التقليدية، حيث تم إحياء عدة تخصصات في هذا المجال ضمن مخطط التكوين لدورة فيفري 2023. ونبه المسؤول أن المديرية قد أعدت عروضا تتماشى مع طبيعة الولاية كقطب فلاحي وصناعي، فضلا عن تماشيها مع المتطلبات التي تخدم الاقتصاد الوطني في مجالي الأمن الصحي والغذائي.
من جهة أخرى، قال مدير التكوين المهني إن الطاقة النظرية للمؤسسات التكوينية بالولاية مقدرة بحوالي 7600، بينما أوضح أن المعهد الجديد الموجود ببلدية زيغود يوسف سيتم فتحه بمجرد صدور مرسوم الإنشاء الخاص به، مؤكدا أنه سيعزز طاقة الاستيعاب بثلاثمئة منصب بيداغوجي و120 سريرا، حيث سيخصص جزء منه للتكوين في المجال الفلاحي، فضلا عن التخصصات التي يحتاج إليها الاقتصاد على المستويين الجهوي والولائي. وذكر نفس المصدر أن التفكير جار في الوقت الحالي من أجل فتح تخصصات جديدة مستقبلا في مجالي الصناعة شبه الصيدلانية والصناعات البيطرية.
سامي.ح