نصّب والي قسنطينة مساء الأحد، خلية يقظة لمتابعة التقلّبات الجوية والتدخل في الوضعيات الحرجة، حيث تواصلت صباح أمس، عمليات فتح الطرقات التي أغلقتها الثلوج المتراكمة في المرتفعات، في وقت جنّدت فيه شركة «سونلغاز» جميع الأعوان والفرق التقنية تحسبا للحالات الطارئة ورفعت مؤسسة «نفطال» إنتاج غاز البوتان إلى 17 ألف قارورة يوميا، كما لم يلتحق الكثير من التلاميذ والأساتذة بالمؤسسات التربوية، رغم أن الحركة المرورية قد سجلت انفراجا وعادت إلى طبيعتها.
وأورد بيان صادر عن مصالح ولاية قسنطينة، أن والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، قد نصب خلية يقظة ولائية لمتابعة التقلبات الجوية والوضعيات الحرجة، فضلا عن خلايا يقظة على مستوى كل الدوائر والبلديات، حيث سُخرت فرق تدخل على مدار الساعة لفتح الطرق والمسالك وإزالة الثلوج لتسهيل حركة المرور، خصوصا على مستوى النقاط السوداء، كما جندت جميع الإمكانيات والوسائل الضرورية. وجاء في البيان أن الخلية تتألف من مختلف المديريات التقنية على غرار الأشغال العمومية والموارد المائية والتجهيزات العمومية والتعمير والبناء، ومختلف المؤسسات الاقتصادية العمومية.
وشهدت طرقات مدينة قسنطينة خلال الساعات الأولى من الفترة الصباحية ليوم أمس، تشكل طبقة جليدية مع تراكم الثلوج فوقها، ما تسبب في عرقلة الحركة وتسجيل بعض حوادث الانزلاق، على غرار انزلاق مركبة حوالي الساعة الرابعة صباحا على مستوى الطريق الوطني رقم 5 واصطدامها بجدار محطة المسافرين، ما أدى إلى تحطيم جزء منه، ليتدخل بعد ذلك عمال مندوبية «التوت» لإزالة الحطام وإصلاح المشكلة.
ولاحظنا خلال الصباح أن مصالح البلدية قد قامت بغلق مؤقت لنفق الدقسي أمام المركبات، بعد ارتفاع منسوب المياه المتراكمة فيه نتيجة الثلوج، التي تواصل هطولها ابتداء من ما بعد ظهيرة أول أمس إلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس، لكن بشكل متقطع، وكثافة متفاوتة من منطقة إلى أخرى.
وذكر لنا سكان من حي جبل الوحش أنّهم لم يستعيدوا الحركة الطبيعية للمركبات إلا بعد العاشرة صباحا بعد إزالة الثلوج من الطريق الرئيسية وذوبان الجليد، في وقت أكد لنا فيه مندوب المندوبية البلدية الزيادية، نوري إريدير، أن آليات مؤسسة «بروبكو» قد تدخلت خلال الصباح على مستوى منطقة «تافرنت» من أجل إزالة الثلوج المتراكمة في المكان وإعادة حركة المركبات إلى طبيعتها، بينما ركزت عملية فك العزلة أول أمس على منطقة «كاف لكحل» التي عرفت تراكما كبيرا للثلوج نظرا لوقوعها في قمة عالية.
وأضاف نفس المصدر أن مصالح البلدية قد استمرت في فك الخناق عن الطريق من الثالثة صباحا إلى غاية ساعة متأخرة من المساء، خصوصا بعد توافد المواطنين على الحظيرة الطبيعية بجبل الوحش، أين علق الكثيرون منهم بسبب التساقط القوي للثلوج خلال تواجدهم بالمكان، ما استدعى من مصالح البلدية العودة إليهم عدة مرات.
وقد عرفت حركة المرور على مستوى الطريق السيار شرق غرب تعثرا خلال الصباح أيضا في منحدر سيساوي باتجاه عنابة، مثلما نشرت مصالح الدرك الوطني عبر منصة «طريقي»، كما دعت السائقين للحذر على مستوى الطريق السيار على مستوى إقليم بلدية قسنطينة باتجاه سكيكدة.
وقد شهدت بعض الطرقات عمليات رش للملح خلال الساعات الليلية أيضا، على غرار ما قامت به فرقة المناوبة للأشغال العمومية لدائرة عين عبيد، التي قامت بمساعدة مستعملي الطريق الذين انحرفت مركباتهم، كما سجلت انقلاب سيارتين على الطريق الولائي رقم 133.
من جهة أخرى، لم يلتحق الكثير من التلاميذ والأساتذة بالمؤسسات التربوية لليوم الثاني على التوالي بسبب الاضطرابات الجوية وهطول الثلوج، كما علقت الجامعات لليوم الثاني الاختبارات، على غرار عبد الحميد مهري التي أكدت في بيان لها أن الامتحانات ستستأنف اليوم الثلاثاء، في حين ذكر لنا أولياء أنهم فضلوا عدم اصطحاب أبنائهم إلى المدارس خوفا من عودة الثلوج القوية وغلق الطريق.
وبأعالي بلدية ابن باديس المتاخمة لمنطقة جبل الوحش، تواصلت أمس جهود فك العزلة عن حوالي 40 عائلة حاصرتها الثلوج التي وصل سمكها إلى حوالي متر، وذلك في كل من هداج وشنغر والبيار. وقال رئيس البلدية، حمزة قطيط، للنصر، إن التدخل شاركت فيه مصالح الأشغال العمومية، مؤكدا توفر الأسر المعنية على وسائل الطاقة وكذا المؤونة.
وببلدية زيغود يوسف، تم تشكيل خلية أزمة لمتابعة ورصد تطورات الوضعية في الأحياء والقرى، وتم وضع مخطط استعجالي، بتشكيل فرق مختصة في إزاحة الثلوج وفتح الطرقات داخل المدينة، بالإضافة إلى تدخل أعوان سونلغاز لإصلاح الأعطاب التي مست الشبكة الكهربائية مسببة انقطاعا للتيار على مستوى عدة مناطق على غرار حي زيغود موسى وتجزئة 24 فيفري ومشتة سيدي العربي، خاصة وأن حوادث سقوط الأشجار على الكوابل تزايدت بزيادة كثافة الثلوج وقوة الرياح.
وقام أعضاء المجلس البلدي ليلة الأحد، بمعاينة الطريق الوطني رقم 3، أين تم إعلام المتوجهين إلى عنابة وسكيكدة بسلك الطريق السيار عبر مدخل زيغود يوسف، بعد أن أُغلق الطريق على مستوى «الكنتور»، مع التأكيد على أخذ الحيطة والحذر.
وعززت مؤسسة «سونلغاز»، فرق المناوبة والتدخلات، حيث جندت أربعة فرق في استغلال الغاز، فضلا عن تسخير المقاطعة التقنية، إلى جانب وضع نفس الإمكانيات في مجال استغلال الكهرباء، أين تم تخصيص فرقة تقنية تحسيسية من طرف مديرية علي منجلي لأداء دور توعوي من خلال تقديم مختلف النصائح الاحترازية لاستعمال الغاز الطبيعي بشكل آمن. وقد دعت المديرية جميع السكان إلى الاحتياط والحذر عند استخدام الغاز، من خلال القيام بالترتيبات اللازمة.
من جهتها، رفعت مؤسسة «نفطال» من إنتاج قارورات غاز البوتان إلى 17 ألف قارورة يوميا مع بداية موجة البرد مع تجنيد فرقة إضافية، كما سخرت سائقي الشاحنات من أجل توزيعها، حيث وصل عدد القارورات الموزعة عبر ولاية قسنطينة إلى 6 آلاف يوميا، مثلما أكده لنا مدير مقاطعة الغاز بقسنطينة، محمد صدّار.
سامي .ح/ ص. رضوان/ حليمة.خ