نظمت أمس، محافظة الغابات بقسنطينة، تظاهرة على مستوى غابة جبل الوحش لفائدة أطفال وجمعيات بيئية، تحت شعار «الماء مصدر حياة الطيور»، وأكد خلالها المختصون أن التقلبات المناخية وانخفاض منسوب المياه بالحواجز المائية والبحيرات، أثرت على الحركة الموسمية للطيور المهاجرة.
وعلى هامش الفعالية التي نظمت في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة، صرح المحافظ الرئيسي للغابات و رئيس الشبكة الوطنية لمراقبة الطيور في الجزائر بقسنطينة، عيسى فيلالي، للنصر، أن العديد من أنواع الطيور المهاجرة في انخفاض مستمر في جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب التقلبات المناخية التي شهدتها السنوات الأخيرة، والتي أثرت على حركتها الموسمية.
وذكر الخبير أنه تم إحصاء أكثر من 5 آلاف عابر من الطيور المهاجرة عششت بقسنطينة هذه السنة، وأكثر من 100 نوع من الطيور، مشيرا إلى أن المنطقة تسجل سنويا أنواعا نادرة يتم رصدها بالصدفة، وأضاف المتحدث، أنه ينبغي تكثيف الحملات التحسيسية في سبيل الحماية الفعالة لهذا الصنف الهام من الطيور، مشددا على ضرورة تجنيد جميع الجهات المعنية وبذل كافة الإمكانيات البشرية والمادية للحفاظ عليها.
وأوضح فيلالي، أن المسطحات المائية المقدرة تقريبا بـ 20 والموزعة عبر مختلف مناطق الولاية، كانت تعتبر مواقع راحة وتعشيش لمختلف سلالات الطيور المهاجرة والعابرة التي تتنقل على رواق الهجرة بين أوروبا وإفريقيا، مشيرا إلى أن غالبية هذه البحيرات جفت بسبب تذبذب سقوط الأمطار.
وتجدر الإشارة إلى أن النشاط انطلقت فعاليته من أمام الحاجز المائي بجبل الوحش بالبحيرة الخامسة، ونظم تحت شعار «الماء مصدر حياة الطيور»، تعبيرا عن أهمية هذه المادة الحيوية، كون استنفاد أنظمة المياه الطبيعية أثر على السلالات المهاجرة التي تفقد مصادرها المائية ومناطق تكاثرها، ويتعرض العديد منها لخطر الانقراض، أو يجبرن على تغيير أنماط هجرته عن طريق الاستقرار في المناطق الشمالية الأكثر برودة.
وقد تضمن برنامج التظاهرة، حملة تنظيف على مستوى الحاجز المائي بجبل الوحش بالبحيرة الخامسة، كما قدمت للزوار لمحة عن مختلف أنواع الطيور المهاجرة التي تحط بقسنطينة كل سنة، كاللقلق، اللحام، أبو ملعقة، البط، والهدهد، وكذا الأنواع النادرة التي تم رصدها خلال السنوات الأخيرة على غرار طيطاوان المرقع القادم من أميركا والذي خرج عن سربه بسبب الرياح، كما شارك في هذا اليوم مختلف القطاعات والجمعيات البيئية ورياض الأطفال.
لينة دلول