تحضّر لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، لتقديم اقتراح باستحداث مكتبات رقمية، فيما أظهرت الزيارات الميدانية التي قامت بها اللجنة لمختلف المكتبات، عديد النقائص سواء ما تعلّق بالمحتويات أو التجهيزات.
وذكر للنّصر، رئيس لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي الولائي، صهيب بن كماش، أنّه يتم التّحضير لتقديم اقتراح يتعلّق بوضع مكتبات رقمية على مستوى المكتبات الموجودة بإقليم ولاية قسنطينة، وذلك تماشيا مع التطوّر التكنولوجي الحالي، وفي ظل عدم الإقبال بكثرة على النسخ الورقية للكتب تبعا لما تمّ الوقوف عليه خلال الخرجات الميدانية.
ويأتي المقترح، بحسب بن كماش، بغرض إعطاء دفعة أخرى لهذه المرافق وعصرنتها لتواكب التطورات العلمية، على أن يكون المسعى بالتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة، مضيفا أنّ جهود الدولة الجزائرية فيما يتعلّق بالمكتبات واضحة وبارزة، إلّا أنّ التطلعات تتجه نحو مكتبات راقية تعكس صورة قسنطينة، باعتبارها مدينة العلم والعلماء، وهو ما يتجلى في اقتراح وضع مكتبات رقمية.
وأضاف محدّثنا أنّ لجنة الثقافة قامت بزيارة حوالي 23 مكتبة، في الفترة ما بين شهري ماي وجوان الماضيين، بهدف الوقوف على وضعيتها، حيث مسّت جانبي المحتويات والتّجهيزات، فمنها ما تمثّل في مكتبات بلديّة وأخرى مراكز ثقافية تتضمّن مكتبات بداخلها، فضلا عن بعض الهياكل الثقافية على غرار دار الثقافة مالك حداد وكذا قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، بالإضافة إلى المكتبة العمومية للمطالعة الموجودة تحت وصاية مديرية الثقافة وتتمتّع باستقلالية التسيير.
وكشفت الزيارات عن وجود مكتبات بالبلديات، تحتاج إلى التفاتة حقيقية يقول بن كماش، نظرا لوضعيتها الحالية، حيث يعرف بعضها تدهورا، ومن بين ما تمّ تسجيله من ناحية التجهيز احتواؤها على طاولات وكراس بعدد غير كاف أو في وضعية سيّئة، زيادة على النقص الكبير في الرّفوف والخزانات، وهو ما لا يتماشى مع تطلّعات ومتطلّبات الطلبة والتلاميذ والمقبلين على هذه المرافق بصفة عامة، كما تمّ الوقوف أيضا على نقص ملفت في أجهزة الإعلام الآلي بمختلف مستلزماته وانعدامها في نقاط أخرى، وهو ما يؤثّر على السير الحسن وتسيير المكتبات.
واستفادت المكتبات بوجه عام من حصة معتبرة من الكتب، ضمن عدّة صيغ للدّعم، منها ما جاء في إطار تلمسان كعاصمة للثقافة الإسلامية وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وأيضا عن طريق صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية سنة 2010، لكن في المقابل سُجّل غياب للكتب الخارجية المتعلّقة بالمنهاج الدراسي، رغم الإقبال الكبير عليها من طرف التلاميذ، بالإضافة إلى نقص في القواميس والمعاجم، كما أنّ الموجود منها قديم وغير مهيّأ، وهو وضع ينطبق على مختلف المكتبات، ويحتوي البعض منها على كتب تاريخية وأدبيّة تشهد وضعية مزرية، نظرا لعدم وجود خزانات ورفوف توضع عليها، إذ توضع في أماكن لا تليق بخصوصية الكتاب ولا المكتبة.
وفي المقابل قال ذات المتحدّث، إنّه تمّ الوقوف على وجود مكتبات نموذجية تستحق التشجيع والدّعم، على غرار المكتبة العمومية للمطالعة التي تعدّ واجهة مشرّفة في هذا المجال بقسنطينة، لاحتوائها على رصيد ثري يتجاوز 50 ألف كتاب وبعدد منخرطين يفوق 15 ألفا.
إسلام.ق
