أحصت مديرية المصالح الفلاحية، بقسنطينة، تضرر أزيد من 58 ألف هكتار من أراضي الحبوب بسبب الجفاف الذي ضرب الولاية ومختلف مناطق الوطن في الموسم الفلاحي الماضي، كما تضرر 2906 منتج، فيما تقرر إعادة جدولة ديون الفلاحين المتضررين لدى بنك الفلاحة والتنمية الفلاحية على مدار 3 سنوات.
ونظمت أمس، مديرية المصالح الفلاحية، بولاية قسنطينة، أبوابا مفتوحة حول القطاع وذلك بمناسبة اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، حيث إن الهدف من هذا اللقاء، مثلما صرح مدير القطاع جمال بن شامة، للنصر، عرض مختلف المنتجات الفلاحية وإبراز مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني، رغم الصعوبات التي يعرفها مؤخرا بسبب التغيرات المناخية، حيث تقر لهذا العام برمجة الفعاليات تحت شعار الابتكارات التكنولوجية الزراعية في تطوير المجال الفلاحي، وقدرتها في مساعدة النشاط الفلاحي ومقاومة التغيرات البيئية.
ولفت المتحدث، إلى أن شعبة الحبوب تعد الأكثر استراتيجية، حيث إن المساحة الإجمالية لزراعة الحبوب تفوق 90 ألف هكتار، منوها باحترافية منتجي الولاية في تطبيق المسار التقني، والذي وصل إلى متوسط 40 هكتارا خلال فترة التساقطات المطرية، معترفا بوجود نقص في المساحات المسقية عبر الولاية.
وتم تقديم عروض من طرف المتدخلين في القطاع الفلاحي، على غرار ديوان الحبوب والبقول الجافة، فضلا عن ملبنة نوميديا وبنك «بدر» والغرفة الفلاحية وكذا الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، وغيرهم من المتعاملين، فيما أكد مدير الفلاحة، أنه وعلى مستوى المديرية ومختلف القطاعات المعنية وكذا الصندوق الجهوي وبنك «بدر» وديوان الحبوب والبقول الجافة، تم الاستعداد للتحضير للموسم الفلاحي المقبل وحملة البذر، حيث تم الانطلاق منذ قرابة الشهر في استلام ملفات الفلاحين الخاصة بالقرض الرفيق.
وصرح المسؤول، أن المديرية اتخذت كل الإجراءات لتطبيق قرارات الدولة، لمنح البذور والأسمدة للفلاحين مجانا، مبرزا أن الولاية تتوفر على البذور والأسمدة لإنجاح الموسم إذ أن البذور متوفرة على قدر يكفي لتغطية مختلف الطلبات ومن مختلف الأصناف التي يطالب بها المنتجون، مطالبا الفلاحين بتحضير أنفسهم للانطلاق في العملية.
وأكد المتحدث، أنه قد تقرر إعادة جدولة ديون الفلاحين لدى بنك التنمية والفلاحة الريفية، على مدار ثلاث سنوات، كما أكد إحصاء أزيد من 2906 فلاح متضرر من الجفاف من أصل حوالي 4 آلاف منتج للحبوب، في حين أن المساحة المتضررة تقدر بأزيد من 58800 هكتار، مشيرا إلى أن قرار مساعدة المهنيين على تجاوز أزمتهم في هذا الموسم قد صدر وسيتم تطبيقه، فيما تم تجميع قرابة 400 ألف قنطار لدى ديوان الحبوب والبقول الجافة بالولاية.
وسبق للأمين العام لوزارة الفلاحة، أن أكد من قسنطينة، أن الدولة ستعوض المزارعين في مجال الحبوب المتضررين من الجفاف عبر مختلف الولايات سواء من ميزانيتها أو من الصندوق الوطني للكوارث الفلاحية، إذ ستتم مرافقتهم لبعث هذا النشاط الاستراتيجي بكل المناطق المتضررة، كما أعلن عن إجراءات تتعلق بإعادة جدول ديون الفلاحين وتأجيل دفعها بالتنسيق مع البنوك الممولة ومنح البذور والأسمدة دون شروط لكل المهنيين.
وقد أحصت تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقسنطينة، تراجعا كبيرا في تجميع محصول الحبوب الشتوية بنسبة تزيد عن 70 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إذ لم يتم سوى تخزين ما يقارب 400 ألف قنطار هذا العام، كما سجل تناقص كبير في إنتاج البقوليات، فيما يتم العمل على تحديد مصير الحبوب المتضررة من مشكلة الإنتاش، والتي قد تصل إلى حدود 3 آلاف قنطار.
لقمان/ق