وقع انهيار جزء من الطريق المؤدي إلى السكنات بحي ساقية سيدي يوسف بقسنطينة ليلة أول أمس، بعد أشغال حفر قطعة أرضية لإنجاز برج سكني، حيث أثارت الحادثة هلعا بين السكان، الذين يتخوفون حاليا من سقوط عمود يحمل أسلاك كهرباء الضغط المتوسط، فيما أغلق المسلك أمام حركة المركبات.
وتفاجأ سكان الجهة العليا من ساقية سيدي يوسف حوالي العاشرة مساء بانهيار جزء معتبر من طريق المركبات المؤدية إلى داخل الحي انطلاقا من شارع جيش التحرير، حيث وقعت كمية كبيرة من الأتربة والسياج المعدني الذي وضعته المقاولة المكلفة بإنجاز مشروع برج سكني يضم 72 شقة ومحلات تجارية ومكاتب خدماتية، في حين تجمع المواطنون بالقرب من الورشة المحاذية لعمارة سكنية، قبل أن يتنقل إلى المكان مسؤولون من السلطات المحلية لمعاينة الحادثة. وتنقلنا إلى موقع الورشة خلال الساعات الصباحية، فوجدنا على مستواها مسؤولين من الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء ومديريات تنفيذية معنية، حيث قاموا بمعاينة الورشة من جهات مختلفة، في حين لاحظنا أن المنفذ إلى الحي مغلق بمتاريس معدنية.
ويلاحظ بموقع الانهيار وقوع كميات كبيرة من الأتربة وقطع ضخمة من إسفلت الطريق المخصص للمركبات، كما ظلت قطع أخرى من الإسفلت متشققة ومعلقة في الهواء على حافة الطريق، بينما بدت الحفرة المخروطية التي قامت المقاولة بتعميقها خلال الأشغال التي أنجزتها مؤخرا هوة سحيقة، ذكر لنا مصدر من فرقة المعاينة أنها تصل إلى 27 مترا، فضلا عن تجمع كمية من المياه أسفلها، وتم وصلها برؤوس أنابيب مضخة كهربائية من أجل تصريفها إلى خارج موقع ورشة الأشغال.
ولم نجد في المكان إلا بعض العمال، من بينهم عامل أخبرنا أنه يعمل بمقاولة البناء التي لم تشرع بعد في مهمتها، كما لاحظنا وجود لافتة تعرّف الترقية العقارية صاحبة المشروع وتحدد مدة الأشغال بـ36 شهرا، في حين جاء في اللافتة أيضا أن الأشغال تتم بناء على رخصة الأشغال رقم 107 الصادرة في 6 مارس 2023، في ظل مراقبة الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء.
وأوضح لنا مصدر ثان من القائمين بعملية المعاينة أن ممثلي المقاولة عزوا الانهيار إلى ركن حافلة على الطريق، فيما تحدث سكان العمارة عن تسجيل انضغاط للألواح الخرسانية بالأرضية المشتركة المحاذية للورشة منذ انطلاق الأشغال.
وذكر لنا مندوب المندوبية البلدية جبل الوحش، نوري إيريدير، أن مصالح البلدية وجهت عدة إعذارات للمقاولة القائمة بالمشروع في وقت سابق، فضلا عن صدور قرار بتجميد الأشغال في الورشة مؤخرا، فيما وجدنا داخل الحفرة آليتين، إحداهما نزلت إلى عمق الحفرة، بينما ظلت الثانية في موقع أعلى منها.
ولاحظنا في المكان أيضا قناة كبيرة للتزويد بمياه الشرب معلقة في الفراغ ومنحنية، فضلا عن قنوات صغيرة أخرى معلقة في الفراغ أيضا، بينما ذكر لنا سكان الحي أن انهيارا للتربة على الجهة المحاذية للممر المشترك بالعمارة قد سجل منتصف شهر سبتمبر الماضي، كما لاحظنا وجود آثار وضع رمل البناء في المكان، بينما صرح المندوب البلدي للنصر حينها أن المقاولة ستقوم ببناء جدار دعم قبل استئناف الأشغال، في حين يذكر أن المكان عرف العام الماضي حادثة غرق مراهق من أبناء الحي في بركة المياه المتجمعة في الحفرة.
من جهة أخرى، اشتكى سكان من قيام سائقي شاحناتٍ بتفريغ حمولات من الأتربة ومخلفات بمحاذاة حظيرة المركبات التابعة لعمارة واقعة عند تقاطع المخرج الخلفي من طريق «لابوم» وطريق سركينة، مؤكدين أن الأتربة تهدد بغلق المجرى المائي في حال هطول الأمطار وتدحرجها إليه، بعدما شملته عملية تهيئة.
سامي.ح