استفادت ولاية قسنطينة من غلاف مالي قيمته 98 مليار سنتيم، لإعادة تأهيل المدارس الابتدائية والهياكل المرفقة لها عبر بلديات الولاية، وشدد الوالي على رؤساء البلديات من أجل الإسراع في ضبط قائمة المؤسسات التي هي بحاجة إلى عمليات إعادة التهيئة، فيما انتقد واقع الإطعام المدرسي وأمر بتنحية أحد المسؤولين فيه، بينما ذكر مدير التربية أنّ الهياكل التربوية تحتاج إلى 83 مليارا، من أجل معالجة مشكلتي الكتامة والتدفئة.
وانعقدت أمس جلسة عمل خاصة بإعادة تأهيل المدارس الابتدائية والهياكل المرافقة لها عبر بلديات الولاية، في إطار مساعي تحسين ظروف التمدرس، بعد الاستفادة من إعانة مالية من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بحوالي 98 مليار سنتيم، بحسب ما أوردته مصالح الولاية.
وقدم رؤساء البلديات، مقترحاتهم بشأن المدارس التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، وعلى ضوء ذلك شدد الوالي عبد الخالق صيودة، على الإسراع في ضبط القائمة النهائية لمباشرة الإجراءات الإدارية قبل نهاية الأسبوع، قصد إطلاق أشغال إعادة التأهيل المقرر إنجازها مع مراعاة الأولوية حسب احتياجات هذه المؤسسات على غرار أشغال الكتامة، المساكة، تصليح وتركيب وتبديل أجهزة التدفئة وتجهيز المدارس والمطاعم وأشغال الصيانة والترميم.
من جهة أخرى، وخلال مناقشة واقع قطاع التربية في أشغال دورة المجلس الشعبي الولائي التي تواصلت إلى مساء أول أمس، أمر صيودة مدير القطاع بتنحية مسؤول عن الإطعام بالمديرية بعد تطرق أحد المنتخبين إلى عدم دخول مطعم متوسطة هواري بومدين النصف داخلية ببلدية ابن باديس حيّز الاستغلال، رغم انتهاء الأشغال على مستواه منذ سنة 2019، كما عبّر عن انزعاجه من عدم إعلامه بالمشكلة من قبل.
وأوضح مدير التربية لخضر بركاتي بأنّ المطعم تمّ تجهيزه قبل الدخول المدرسي الحالي، ليبقى الإشكال متعلّقا بالغاز، الذي تصدر قنواته من مكان واحد ما يشكّل خطرا رغم وجود شهادة المطابقة، كما ذكر مدير التجهيزات العمومية أنّ المتوسّطة انتهت الأشغال بها منذ سنتين والتحفّظ المسجّل متعلّق بقنوات الغاز، مشيرا إلى أنّه تمّ منذ يومين الاتفاق على طريقة لمعالجة المشكلة.
ومن جهة أخرى ذكر الوالي أنّه من الضروري إيجاد حل لما وصفه بالتسيّب من قبل قائمين على وحدات الكشف والمتابعة بالمؤسسات التربوية، والذين لا يستكملون الدوام بشكل كامل، حيث قال إنّه سيعمل مع مديري التربية والصحة على تطبيق إجبارية تسجيل الحضور، مشيرا إلى أنّ المشتغلين في هذا المجال أغلبهم مؤطرون وأطباء نساء، وهم يعتبرون موظفين لذلك لابد من إكمالهم لساعات العمل بصفة عادية، مع التعامل بحزم من خلال توقيف المتخاذلين، كما انتقد توفّر بعض المؤسسات التعليمية على طاقم إداري بعدد كبير جدا وصل في ثانويات إلى 120 شخصا، في المقابل تعاني مؤسسات أخرى من نقص الطاقم المؤطر في علي منجلي وماسينيسا وبعض البلديات.
وتطرّق رئيس لجنة التربية بالمجلس، حميد باهولي، في تقرير حول واقع قطاع التربية بالولاية، إلى قاعات الرياضة غير المكتملة، على غرار ثانوية رابح بيطاط ببلدية مسعود بوجريو التي بُرمجت منذ 2006، بالإضافة إلى قاعة رياضة وملعب بثانوية حمادي مناصرية ببلدية الخروب لم يتم إنجازهما، وكذلك ثانوية دحدوح قطاف التي أنجزت القاعة على مستواها منذ 8 سنوات، لكنّها لم تدخل حيّز الاستغلال حسب باهولي بسبب خلل بسيط على حدّ تعبيره.
مدير التربية قدّر احتياجات القطاع لمعالجة إشكالية الكتامة بما يفوق 60 مليار سنتيم، وبإضافة إشكالية التدفئة تصل التكلفة إلى 83 مليارا، كما أكّد أنّه عمل على معالجة العمليات القديمة ومخلّفاتها، حيث تم تعديلها، مع محاولة استغلال ما تبقى من مبالغ على مستوى البرنامج القطاعي من أجل التكفّل بالنقائص العديدة المتعلّقة بهياكل المؤسسات.
وأضاف المتحدّث أنّ نقاط الضّغط المسجّلة في مرحلة التعليم الابتدائي، قد تقلّصت إلى 13، بعد أن كانت تقدّر بـ 21 نقطة قبل استلام الهياكل والمرافق الجديدة سواء ما تعلّق بالحجرات أو المؤسسات، بينما في الطور المتوسّط تمّ تسجيل 16 نقطة ضغط، بحيث عولجت 5 منها، وأكد بركاتي أنّه مع استلام هياكل جديدة ستتقلّص الأعداد في الطورين بشكل أكبر، أما في مرحلة الثانوي التي قال عنها مسؤول القطاع إنّها تعرف نوعا من الراحة في هذا الجانب، فتُسجّل 3 نقاط ضغط وهناك مرافق من المتوقّع استلامها خلال سنة 2024 ما سيساهم في القضاء على مشكلة الاكتظاظ.
إسلام. ق/ حاتم.ب