خصصت مصالح ولاية قسنطينة 4 ملايير سنتيم لتهيئة الطريق الولائي رقم 2 الرابط بين مدخل المنية على الطريق الوطني رقم 27 وحي صالح باي، حيث يعاني السكان من تدهور وضعيته التي أدت إلى كثرة حوادث المرور وعزوف سائقي الأجرة عنه، في حين يطالبون بإنجاز الإنارة العمومية على مستواه لتسهيل حركتهم خلال الفترة الليلية.
ويعاني سكان حي صالح باي، المعروف باسم «الغراب» من تدهور الطريق الولائي رقم 2 الذي يربطهم بالطريق الوطني رقم 27 عند مدخل المنية، حيث أكدوا لنا أنهم طالبوا بإعادة الاعتبار له عدة مرات من قبل، موضحين أن وضعيته أصبحت تسبب حوادث مرورية متكررة في عدة مقاطع منه، على غرار انقلاب المركبات، خصوصا مع تضرر الجسور الصغيرة المنجزة عليه وكثرة المنعرجات، فضلا عن غياب دعائم الحماية على جانبيه. ويمتد طريق الغراب على مسافة تقارب كيلومترين ونصف، حيث يقع على مرتفع ويمثل أهم منفذ لسكان الحي باتجاه مختلف الأحياء الأخرى، فضلا عن أنه يعرف حركية خلال ساعات النهار، خصوصا في أوقات بداية الدوام والساعات المسائية، كما يستعمله الفلاحون والمربون الذين ينشطون بأراضي المنطقة لنقل منتجاتهم.
وذكر السكان الذين تحدثنا إليهم أن حركية النقل على مستوى الحي تأثرت كثيرا بسبب التدهور الذي طال المسلك المذكور لسنوات طويلة، حيث تنشط حافلتان على الخط الرابط بين الحي ومحطة شارع قيطوني عبد المالك بوسط المدينة، لكنهم لفتوا إلى أن إحدى الحافلتين تعرضت لعطب منذ حوالي شهر، لتصبح حركة النقل الجماعي مقتصرة على حافلة واحدة، تستغرق عودتها بعد مغادرة الحي أكثر من ساعة بسبب الازدحام المروري وانتظار التحاق الركاب بها، في حين تنعدم حركة سيارات الأجرة على المسار المذكور بسبب عزوف سائقيها عن نقل سكان صالح باي رغم وجود محطة مخصصة لهم بالحي، تجنبا للطريق الصعبة.
وأضاف السكان أن سائقي الأجرة غير الشرعيين «الفرود» يقومون حاليا بنشاط نقل سكان الحي إلى غاية مدخل المنية بتسعيرة 25 دينارا للمقعد، لينتظر الركاب قدوم سيارات أجرة تنقلهم من المنية إلى وسط المدينة، رغم ما تسجله المنية أيضا من قلة سيارات الأجرة التي تتوقف بها، حيث اعتبروا أن الوصول إلى وسط المدينة يكلفهم 75 دينارا رغم أن مسافة الخط لا تتجاوز 5 كيلومترات، كما يستغرق أكثر من ساعة في بعض الأحيان. ونبه السكان أيضا إلى أن الإنارة العمومية منعدمة على الطريق الولائي المذكور، ما يجعل السير فيه خلال الفترة الليلية أمرا صعبا، كما اعتبروا أنه موحش بسبب قلة النسيج العمراني المحيط به لكون المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى، إلا أنهم أشاروا إلى أن عدد سكان حي صالح باي يقدر بحوالي 3 آلاف.
من جهتها، خصصت ولاية قسنطينة ضمن قسم التجهيز والاستثمار من ميزانيتها الأولية الخاصة بسنة 2024 أربعة مليارات سنتيم من أجل تهيئة الطريق الولائي رقم 2 بين مدخل المنية وحي «الغراب»، فضلا عن مليار سنتيم للمزالق الأمنية الحديدية ومليار سنتيم للمزالق الإسمنتية، حيث جاءت في الباب رقم 951 المخصص لطرق الولاية، الذي تضمن 16 مليار سنتيم، مسجلا تضاعفا بأكثر من ثلاث مرات مقارنة بميزانية العام الماضي. وتنطوي منطقة الغراب أيضا على عدة مواقع تاريخية وسياحية، حيث اعتبر السكان أن المشروع المرتقب لتهيئة الطريق سيساهم في بعث الحركية على مستواها وتسهيل زيارتها على السياح الداخليين والأجانب، على غرار ضريح سيدي محمد الغراب الذي ما يزال يمنح للمنطقة اسمه بين المواطنين وحمام صالح باي.
سامي .ح