أشرف أمس، والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على انطلاق عمليات إعادة الاعتبار لمساجد ومواقع أثرية ومعالم تاريخية بالمدينة القديمة، حيث شملت مسجد ومدرسة الكتانية، زاويتي التيجانية السفلى والسيدة حفصة ومسجد سيدي عفان، وذلك في إطار برنامج تم رفع التّجميد عنه سنة 2022، فيما خصّص له غلاف مالي معتبر يفوق 40 مليار سنتيم.
وانطلقت أشغال إعادة الاعتبار للمساجد المهمة والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية داخل القطاع المحفوظ بقسنطينة بإشراف من الوالي، حيث مسّ البرنامج 5 عمليّات، واستهلّت خرجة السلطات المحلية من مسجد الكتانية الواقع بالمدينة القديمة في قلب حي سوق العصر وقد خصّص لعملية الترميم غلاف مالي يفوق 12 مليار سنتيم، وحدّدت له آجال بـ 12 شهرا، فيما استمع، صيودة، والوفد المرافق لنبذة تاريخية حول نشأة المسجد وكذا تكوينه المعماري والمواد المستعملة في تشييده.
وحسب الشروحات المقدمة، فقد نفّذت في عملية المسح تقنيات حديثة وتقليدية، تسمح بالتعرف على الجودة المعمارية والتراثية للمسجد، فضلا عن الحلول المقترحة لتجسيد الأشغال، إذ سيتم ترميم أغطية الجدران المكوّنة من "الزليج"، مع مراعاة التصميم والأبعاد والتصنيف الأصلي متبوعا بعمليات المسح والرسومات التي طوّرت خلال مرحلة الدراسة.
واستفادت المدرسة الكتانية هي الأخرى من عملية تحت عنوان دراسة ومتابعة وترميم، بقيمة مالية تفوق 9 مليار و300 مليون سنتيم، كما قدّرت آجال الأشغال بسنة، حيث تم على مستواها تقديم لمحة عن تاريخها ومكوّنات المنشأة، التي ستخضع لأشغال تمسّ في جانب منها استبدال المواد التالفة في الطابق السفلي عند دار الإمام ووضع تدابير تضمن الحماية على المدى الطويل، فضلا عن صيانة وإصلاح الشقوق وتعزيز استقرار الهيكل، ناهيك عن الطلاء الذي تُراعى فيه الخصائص المعمارية الأصلية، بالإضافة إلى أشغال العزل.
وستخضع الزاوية التيجانية السفلى الواقعة بشارع ملاح سليمان في وسط مدينة قسنطينة، لأشغال ترميم ضمن ذات البرنامج، حيث خُصص لها غلاف مالي يفوق 7 مليار و700 مليون سنتيم، وشمل البرنامج أيضا عملية ترميم زاوية السيدة حفصة بقيمة تقترب من 2 مليار و400 مليون سنتيم، مع تحديد مدّة إنجاز بـ 8 أشهر، وقد تمّ بحسب البطاقة التقنية للمشروع تقديم عرض تشخيصي للمشاكل الهيكلية والإطار المتدهور فضلا عن تلك المتعلقة بالطلاء، مع التطرّق للمقترحات التي ستعالج بها المشاكل. ومسّت عملية إعادة الاعتبار أيضا مسجد "سيدي عفان" الكائن بحي السويقة بوسط مدينة قسنطينة، والذي سيخضع لأشغال ترميم بكلفة تتجاوز 4 مليار و700 مليون سنتيم.
وصرّح عبد الخالق صيودة على هامش الخرجة، أنّ العملية تمسّ مشاريع ذات طابع ديني، ثقافي وسياحي، بحيث خصّصت الدولة ميزانية كبيرة من أجل إعادة الاعتبار لهذه المعالم، مؤكدا أنّها ستشكل قيمة مضافة لمدينة قسنطينة، كما أنّ مسجد الكتانية يقع في موقع استراتيجي وسط المدينة القديمة سيجلب السياح وكان تأهيله من مطالب المؤرخين إذ يشكل معلما تاريخيا بامتياز.
ولفت المسؤول إلى أن هذه المعالم ستوضع حيّز الخدمة بعد حوالي سنة، فيما أوضح بأنه تمّ تعيين مقاولات مؤهلة للتّكفّل بالأشغال، ذلك أنّ عمليات الترميم تتطلّب حسبه مؤسسات لها المقدرة في هذا المجال، خاصة وأنّه يصعب ترميم معلم قديم على عكس بناء مسجد جديد، قبل أن يؤكد بأنه أمر بضرورة احترام الآجال التعاقدية المقدّرة بـ 12 شهرا، فضلا عن احترام نوعية الأشغال، مضيفا أن مكاتب الدراسات مختصة وأثبتت كفاءتها في عدّة مشاريع سابقة على غرار ترميم مسجد ربعين شريف والمسجد الأخضر.
من جهته ذكر مدير الثقافة، فريد زعيتر، أنّ العملية تأتي بعد رفع التجميد عن البرنامج سنة 2022، وعقب الانتهاء من الدراسات الخاصة بالعمليات تمّ الانتقال إلى مرحلة الإنجاز، فيما ذكرت المكلّفة بأشغال ترميم مسجد الكتانية والزاوية التيجانية السفلى وكذا مسجد سيدي عفان، مريم زياني، أنّ لكل مشروع خصوصياته، بحيث تمّ إعداد دراسات تاريخية لتبيان الوضعية التي كانت عليها هذه المنشآت وتقسيماتها، ومن ثم محاولة إرجاعها لتلك الحالة الأصلية، معترفة في الوقت ذاته بأنّ العملية معقّدة لكون الترميم يحمل خصوصيات جدّ صعبة، مع مراعاة أهمية إظهار القراءة التاريخية حسبها من خلال التعديلات والأشغال.
وفي سياق آخر، تمّ إعطاء إشارة انطلاق عملية التحسين الحضري بحي قدور بومدوس بمحاذاة مقر التلفزيون، حيث تمس العديد من الأحياء الأخرى، فضلا عن مشروع تهيئة حي المنظر الجميل، إذ حُدّد لكل من المشروعين أجل بـ 3 أشهر.
إسلام. ق
