تشهد الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة العديد من حملات التشجير، إذ لقيت المبادرات التي تبنتها لجان أحياء وشباب صدى كبيرا رحّبت بها السلطات العمومية، ما يعكس الوعي البيئي والمسؤولية في التغيير، حيث لفتت مخابر بحث جامعية لإنجاز مشاريع في هذا الإطار، حيث يحضّر مخبر عمارة، مهن وتكوين التابع لكلية الهندسة المعمارية والتعمير لإنجاز بستان تشاركي نموذجي بالوحدة الجوارية 20. وتعرف العديد من الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي خلال الأسابيع الأخيرة نشاطا لافتا فيما يتعلّق بالعمل التشاركي الجمعوي الشبابي، الذي يصب في إطار ترقية العمل البيئي وتحسين الطابع الحضري للقطب، حيث جسّدت العديد من حملات التشجير والغرس التي لقيت صدى وانتشار كبير بشكل لم يُعهد خلال السنوات الماضية.
وأكّد أعضاء من تنسيقية لجان أحياء علي منجلي في حديث للنّصر، أنّ هذه العمليات كانت تتم بشكل تطوّعي انفرادي في أوقات سابقة، على عكس ما يتم ملاحظته مؤخرا خلال الأسابيع القليلة الماضية أين أصبحت عمليات الغرس تتم بطريقة استشارية أكثر وتنظيمية، خاصة مع ترحيب السلطات العمومية الرسمية على غرار الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية علي منجلي التي تقدّم تسهيلات فيما يخص اختيار المواقع المناسبة، كذلك المديرية المنتدبة للبيئة، مديرية المحافظة على الغابات، ومختلف الهيئات والمؤسسات العمومية التي تكاثفت وعملت على المساعدة في إنجاح هذه المبادرات من خلال التوجيه وتوفير الإمكانيات.
وأوضح المتحدّثون أنّ المناطق التي تمنح بها الأولوية لتجسيد عمليات الغرس هي تلك التي يلتزم المواطنون والسكان بالعناية والمحافظة عليها على المدى الطويل، بالأخص خلال فترات الجفاف وندرة الأمطار، بحيث يتطلّب الأمر عناية مستمرة خلال ذلك، فضلا عن المحاور الكبرى والحدائق، إذ تمّ على سبيل المثال غرس حوالي 400 شجرة بالحديقة بالمحور الدوراني للوحدة الجوارية رقم 17 كمرحلة أولى، حيث بلغت نسبة تغطيتها 60 بالمائة، فيما يوجد بالبرنامج حملة أخرى بذات المكان للرفع من نسبة التشجير، كما مسّت الحملات مناطق أخرى على غرار الوحدات الجوارية 1، 4 و10، وغيرها.
وأردف المتحدّثون أنّ الحصول على الأشجار يتم بتمويل من الخواص في غالب الحملات، إذ تمّ خلال الشهرين الأخيرين غرس حوالي 1000 شجرة في مجمل الحملات، مؤكّدين أنّ اختيار نوعيتها يتم بشكل منتظم في ظل مرافقة مختصين من مديرية المحافظة على الغابات وكذا المديرية المنتدبة للبيئة، إذ تخضع لعاملين أساسيين هما المناخ والقرب والبعد عن التجمعات السكنية، بحيث يتم غرس شجرة «فيكيس» عند محاور الطرق نظرا لتميّزها بالاخضرار الدائم والكثافة، إذ تعتبر شجرة ظل، فيما تغرس بالقرب من السكنات الأشجار النافضة التي تسمح بنفاذ أشعة الشمس إلى المنازل وتوفر الظلال كذلك.
وذكرت التنسيقية أنّ هذه الحملات أصبحت تجذب كذلك مخابر بحث جامعية الذين يقترحون تجسيد مشاريع في هذا الإطار، على غرار مشروع إنجاز بستان مجتمعي نموذجي يمكن أن يعمّم مستقبلا في حال نجاح الفكرة، حيث يتبنّاه مخبر عمارة، مهن وتكوين التابع لكلية الهندسة المعمارية والتعمير بجامعة قسنطينة 3، بالتنسيق مع جمعية الوساطة وفاعلين آخرين، حيث تمّ اختيار الحي والأرضية التي سيجسّد على مستواها المشروع بالمجمع السكني رقم 1 بالوحدة الجوارية 20، لافتا أنّ العملية التي تعدّ الأولى على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي يراد لها أن تكون تشاركية من بدايتها، عبر استشارة السكان في نوعية الأشجار التي يريدون غرسها، إذ ستوزّع عليهم استمارات لإبداء رأيهم، بغية الوصول إلى توافق في نوعية الأشجار، بهدف تشجيعهم على المحافظة عليها وديمومة الاعتناء بها.
وأوضح المتحدّثون أنّ المدينة الجديدة علي منجلي تعدّ قطبا عمرانيا ضخما يحتاج إلى عمليات تشجير بالنّظر لطغيان الإسمنت على نسيج المدينة، إذ يستهدف من خلالها تعديل المناخ وجعلها قبلة للعائلات وكذا زيادة الوعي البيئي.
إسلام. ق