خصصت مديرية الثقافة والفنون بولاية قسنطينة أزيد من 21 مليار سنتيم لترميم مسجد ومدرسة الكتانية، وهو أحد أبرز المعالم التاريخية العريقة في المدينة القديمة، كما حددت مدة الإنجاز بـ 12 شهرًا، حيث تشمل العملية عدة مراحل ترميمية دقيقة، تهدف إلى الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل لهذا الصرح الذي يعكس الغنى الثقافي والديني والعلمي للمدينة.
وفي زيارة ميدانية، يوم أمس الأول ، عاين مدير الثقافة والفنون بالولاية، تقدم الأشغال الجارية بموقع الترميم، حيث شدد على ضرورة الالتزام بالآجال التعاقدية وتسريع وتيرة العمل بالمشروع، بهدف تسليمه في أقرب وقت ممكن، كما أكد بأن الترميم سيراعي كافة التفاصيل المعمارية الأصلية، خاصة في ما يتعلق بأعمال الزليج التي ستنجز مع مراعاة الأبعاد والتصاميم التاريخية المطورة خلال الدراسات السابقة.
وتشمل أعمال الترميم التي ستستمر على مدار 12 شهرا، وفق مديرية الثقافة، استبدال المواد التالفة في الطابق السفلي لدار الإمام في المدرسة، مع وضع تدابير تقنية لضمان الحماية على المدى الطويل، كما سيتم تنفيذ صيانة شاملة للجدران تشمل إصلاح الشقوق وتعزيز استقرار الهيكل، بالإضافة إلى الطلاء والعزل باستخدام مواد تحافظ على الخصائص المعمارية الأصلية، كما تخضع أغطية جدران المسجد المصنوعة من الزليج إلى ترميم دقيق يحترم الطابع التاريخي للمبنى.
وقد شملت عملية ترميم المساجد العتيقة بمدينة قسنطينة 7 مساجد ، حيث تم فتح 5 منها و يتعلق الأمر بمسجد حسن باي، المسجد الكبير، مسجد باشتارزي و كذا الجامع الأخضر و مسجد الأربعين شريفا ، فيما بعثت الأشغال بمسجد سيدي عفان بالسويقة ليتبعه مسجد سيدي الكتاني نهاية صيف 2024 ، في حين تعمل مديرية الثقافة و الفنون على بعث ورشات الزاوية التيجانية السفلى ومسجد السيدة حفصة، التي تقع داخل القطاع المحفوظ.
وفيما يخص آجال الإنجاز فإن ورشة أشغال إعادة ترميم مسجد سيدي عفان بالسويقة السفلى قد حدد لها أجل ثمانية أشهر لاستكمال العملية، كما سبق وأن أبرز مدير الثقافة أن كل الورشات هي محل زيارات رفقة موظفي مصلحة التراث الثقافي ومكتب الدراسات، إذ يتم توجيه تعليمات للقائمين عليها بضرورة الرفع من وتيرة العمل ، وتسليم المشروع في آجاله المحددة من أجل إعادة فتحه للمصلين. وتندرج مشاريع ترميم المساجد، ضمن عملية سجلت في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، لإعادة تأهيل مساجد المدينة القديمة ، لكن الأشغال بها انطلقت ثم سرعان ما توقفت لسنوات بعد أن جمدت المشاريع المذكورة في سنة 2015، إذ سجلت في ذلك الوقت اختلالات إدارية ومالية حالت دون استكمال الترميم، على غرار مسجد سيدي عفان الذي انطلقت به الأشغال حينها ثم توقفت، فضلا عن مسجد سيدي الكتاني، الذي يعرف أيضا باسم جامع صالح باي ويعود بناؤه إلى القرن الثامن عشر.
وتأتي هذه المشاريع ضمن جهود شاملة تسعى إلى حماية التراث المعماري والثقافي لمدينة قسنطينة، التي تعد من أقدم المدن الجزائرية وأعرقها، كما تسعى السلطات المحلية إلى تعزيز القيمة السياحية والثقافية للمدينة القديمة، من خلال إعادة ترميم زواياها وحماماتها ومعالمها الأخرى وذلك ضمن عمليات مالية مسجلة بمديريتي التعمير والبناء والثقافة والفنون.
لقمان/ق
