شرعت مصالح المقاطعة الإدارية علي منجلي بولاية قسنطينة، في إعداد المخطط التوجيهي للنفايات الصلبة الحضرية، بهدف تثمين النفايات والتحويل الطاقوي بما يعرف بالاقتصاد الدائري، ضمن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وهي الجهة المؤطرة والممولة لهذا المشروع طيلة 5 سنوات قادمة.
وأكد المدير المنتدب للبيئة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، عبد الصمد ذويب، في اتصال هاتفي مع النصر، انطلاق عملية إعداد مخطط التسيير التكاملي للنفايات الصلبة الحضرية وما شابه، في إطار برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وهي الجهة المؤطرة والممولة لهذا المشروع طيلة 5 سنوات، كما تعمل صاحبة البرنامج بالتعاون مع وزارة البيئة وجودة الحياة وكذا عمل تشاركي مع شركة «سوبت ديفاندوس».
ويهدف هذا البرنامج حسب المتحدث، إلى إعداد التسيير التكاملي للنفايات الصلبة الحضرية لولاية قسنطينة، مع تثمينها وتحويلها لطاقة بما يعرف بالاقتصاد الدائري، مضيفا أن مزايا هذا المشروع متعددة وتشمل عدة قطاعات منها الاقتصادية، بحيث يمكن من خلق مورد اقتصادي من خلال إنشاء وحدات إنتاجية ترتكز على تثمين النفايات وإنتاج الطاقة، واجتماعية تتمثل في خلق مناصب شغل والحفاظ على الصحة العمومية، وبيئية حيث يساهم في التقليل من تلوث المحيط والتربة ويمكن من المحافظة على الثروة المائية.وأضاف المتحدث، أن المشروع سيشمل بلدية قسنطينة، والمقاطعة الإدارية، موضحا أن سبب اختيار علي منجلي، راجع إلى أن البرنامج يستهدف المدن الكبرى التي عرفت توسعا عمرانيا كبيرا وتطورا ديمغرافيا متسارعا خلال العشرية الأخيرة، وكذا المدن التي تعرف نزوحا ريفيا كبيرا، وهو ما ينطبق على مدينة علي منجلي التي تعتبر حاليا من أكبر الأقطاب السكنية في ولاية قسنطينة والشرق الوطني.
وأفاد أن التطور الكبير لعلي منجلي، نتج عنه اتساع العمران وزيادة في عدد السكان، ما فرض تحديا حقيقيا من حيث تسيير النفايات وتحسين الخدمة، ليأتي هذا المشروع ببرنامج دقيق يسمح بالتعرف على كميات النفايات وأنواعها ومكان رميها وطريقة رفعها وما تتطلبه من إمكانيات بشرية ومادية على غرار العتاد والآلات، وهي تحديات وجب تجسيدها على أرض الواقع من أجل تحقيق هدف المشروع أو البرنامج خلال فترة 5 سنوات.
وانطلقت المرحلة الأولى من البرنامج في بداية الشهر الجاري، أين تم عقد جلسة أولى، عُين خلالها الشركاء المكلفين بجمع المعلومات من باب تشخيص للوضعية الحالية وفق نموذج محدد، ويتكفل بالعملية المؤسسات المعنية بجمع النفايات على مستوى كل من علي منجلي والخروب وعين سمارة، فيما انعقدت الجلسة الثانية أول أمس، والتي عرفت عرض تقييم نتائج مرحلة جمع المعلومات، إضافة على عملية تقييم المرحلة الأولى مدعومة ببرنامج تطبيقي على مستوى مدينة قسنطينة، ثم تتبعها مراحل أخرى إلى غاية مرحلة التنفيذ خلال فترة تمتد لمدة 5 سنوات.
وأدى التطور السكاني الكبير الحاصل في المقاطعة الإدارية، إلى تحولها إلى مدينة ثرية بالنفايات في حالة إعادة استغلالها، خاصة وأن المدينة يقطنها اليوم أزيد من نصف مليون نسمة، موزعين على 20 وحدة جوارية وتوسعتين جنوبية وغربية، ما جعلها قبلة لرافعي البلاستيك و«النايلون» ومواد أخرى، تعج بها حاويات القمامة في علي منجلي، ويمكن إعادة تدويرها واستغلالها كمصدر اقتصادي لهذه المقاطعة الإدارية وإعادة استعمال تلك العوائد المادية في برمجة مشاريع تنموية أخرى تليق وتواكب التطور الذي وصلت إليه هذه المدينة. حاتم / ب
