تتوقع مديرية الثقافة لولاية قسنطينة استلام زاوية السيدة حفصة بالسويقة خلال الشهر القادم، حيث بلغت أشغال الترميم الجارية بها نسبة 90 بالمئة، فيما تعرف ورشة ترميم مسجد سيدي عفان تقدما كبيرا ويرتقب تدشينه في عيد الاستقلال القادم إلى جانب جامع سيدي الكتاني.
ولاحظنا خلال جولة بالمدينة القديمة أن الأشغال بمسجد سيدي عفان الواقع في الجهة السفلى من حي السويقة العتيق بقسنطينة قد عرفت تقدما كبيرا، حيث ظهرت واجهته بعدما ظل ورشة مهجورة لسنوات منذ انطلاق التحضيرات لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كما لاحظنا أن عدة عمليات ترميم شملته على مستوى السقف وغيرها. وأفاد مدير الثقافة لولاية قسنطينة، فريد زعيتر، في تصريح للنصر، بأن عملية ترميم مسجد سيدي عفان قد وصلت إلى نسبة 70 بالمئة في الوقت الحالي، مؤكدا أنها تعرف وتيرة متقدمة، فيما أوضح أن أشغال ترميم زاوية السيدة حفصة بالسويقة العليا وصلت إلى نسبة 90 بالمئة، متوقعا استلامها خلال الشهر القادم.
وأضاف المسؤول أن أشغال ترميم جامع سيدي الكتاني، المعروف قديما بتسمية جامع صالح باي نسبة إلى مؤسسه في القرن الثامن عشر، تسجل وتيرة جيدة وتحقق تقدما، إذ بلغت نسبة الأشغال في الورشة 65 بالمئة، فيما وصلت الأشغال إلى نسبة 45 بالمئة في المدرسة الكتانية. وأضاف المتحدث أنه من المرتقب تدشين جامع سيدي الكتاني ومسجد سيدي عفان في احتفالات 5 جويلية القادم، بينما نبه محدثنا بأن مشاريع ترميم مساجد وزوايا المدينة القديمة الأخرى مستمرة، حيث بلغت نسبة 40 بالمئة في الزاوية التيجانية السفلى الواقعة في المكان المسمى الشط بالسويقة. وأشار المسؤول إلى أن مصالح مديرية الثقافة تعكف على تنفيذ الإجراءات الإدارية اللازمة من أجل نقل قبور موجودة في الزاوية التيجانية السفلى وتعود لعائلة قسنطينية، حيث أوضح أن الإجراءات الخاصة بها جارية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وتندرج عمليات الترميم المذكورة في إطار برنامج شامل لترميم المساجد والزوايا القديمة بمدينة قسنطينة، حيث أوضح لنا مدير الثقافة أن الغلاف المالي الإجمالي للعملية يقارب 26 مليار سنتيم، مؤكدا أنها تشمل أيضا زاوية باشتارزي برحبة الصوف وزاوية سيدي بوعبد الله الشريف في حي السويقة والزاوية الطيبية في شارع سيدي بوعنابة بالسويقة والزاوية العيساوية. وأوضح المصدر نفسه أن العملية الخاصة بالزوايا الأربعة الأخيرة بلغت مرحلة استكمال الدراسات الخاصة بها، ليتم الشروع بعد ذلك في الإجراءات الخاصة بإطلاق الأشغال الميدانية.
وعادت خلال السنوات الماضية عدة مساجد للنشاط بالمدينة القديمة بعد استكمال ترميمها وإعادة فتحها، حيث لاحظنا الكثير من المصلين الذين يقصدونها لأداء الصلوات الخمس أو التراويح خلال شهر رمضان، على غرار مسجد الأربعين شريفا والجامع الأخضر والزاوية الرحمانية والجامع الكبير وغيره، فيما يتردد على المدينة القديمة الكثير من سكانها السابقين من أجل أداء الصلاة، خصوصا خلال شهر رمضان، فرغم انتقال الآلاف من عائلات المدينة القديمة إلى الأحياء الجديدة على امتداد السنوات الماضية، إلا أنها مازالت قطبا اقتصاديا ثريا بحركية المتسوقين والسكان والزوار، فضلا عن أنها تستقطب السياح من داخل الوطن وخارجه. وتجدر الإشارة إلى أن القبور المعنية بعملية النقل من الزاوية التيجانية السفلى تعود لعائلة ابن نعمون التي تنسب لها أيضا تسمية الزاوية من قبل سكان المدينة القديمة، فتعرف أيضا باسم «زاوية بن نعمون». سامي .ح