يضطر عشرات الفلاحين بقرية أولاد بوخالفة الواقعة بأعالي بلدية مسعود بوجريو بقسنطينة، للتخلص من كميات كبيرة من حليب الأبقار الذي ينتجونه برميه، خصوصا في فصل الشتاء أين تفرض العزلة على هذه المنطقة، التي يشتكي سكانها من عدم الربط بشبكتي الغاز و المياه لليوم، في وقت تعد البلدية بتغيير وجه هذه القرية الفلاحية و تحفيز النازحين على العودة إليها، و ذلك بالشروع في تعبيد الطريق المؤدية للمكان.و تطلّب وصولنا إلى منطقة أولاد بوخالفة انطلاقا من مقر البلدية، قطع مسافة 10 كيلومترات بين حقول و مزارع على مد البصر تمتد إلى الحدود مع ولاية ميلة، و قد لاحظنا بأن أشغال تعبيد الطريق المؤدية إلى القرية كانت لا تزال مستمرة، و هو مشروع قال لنا سكان القرية عندما التقينا بهم، بأنه بدأ يساهم في فك العزلة عنهم بعد سنوات من المعاناة، التي دفعتهم في كثير من المرات إلى رمي كميات حليب الأبقار بعد تلفها، نتيجة لتعذر وصول جامعي الحليب إلى مزارعهم بسبب تردي وضع الطريق، و هو وضع يتأزم مع كل شتاء.
من جهة أخرى يشتكي سكان هذه القرية الهادئة التي يقطن بها أزيد من 30 عائلة، من عدم تموينهم إلى اليوم بشبكة الغاز الطبيعي، ما جعل حياتهم ترتبط بقارورات غاز البيتان، كما يستعجلون ربط السكنات بمياه الشرب و يطالبون بتسوية وضعية العائلات التي لم تستفد بعد من إعانات السكن الريفي، بعد حصلت عليها 20 عائلة بهذه القرية التي ينشط سكانها في الفلاحة، بزراعة الحبوب و الخضر و الفواكه و مختلف الأشجار المثمرة، لكنهم يشتكون من نقص كبير في اليد العاملة.
كما تسببت عزلة القرية في توقف العديد من التلاميذ عن الدراسة، خصوصا و أن المدرسة الواقعة بالمنطقة مهجورة و مهملة منذ عقود، و هو وضع دفع بالعديد من الآباء و الأمهات إلى النزوح رفقة أبنائهم للعيش لدى الأقارب أو بمساكن أخرى، من أجل ضمان التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة، زيادة على ذلك يضطر قاطنو القرية للتنقل إلى غاية ولاية ميلة من أجل تحويل المرضى أمام عدم وجود عيادات طبية مناوبة و قريبة منهم.رئيس بلدية مسعود بوجريو، قال بأن مصالحه تسعى لتحفيز سكان أولاد خالفة على الاستقرار فيها، حيث بدأت بتعبيد الطريق المؤدي إليها و الذي كلف 8 ملايير سنتيم و سيساهم، حسب المسؤول، في تسهيل عمليات جمع الحليب، كما استفادت القرية العام الماضي من عملية وضع شبكات الصرف الصحي و تم برمجة مشروع لربط التجمع بشبكة الغاز ينطلق العام المقبل، كما تدرس حاليا إمكانية القيام بأشغال حفر لإيجاد مصادر أخرى للمياه تضاف إلي الينابيع التي يستعملها حاليا السكان.
و يقول "المير" بأنه على استعداد لإعادة تهيئة المدرسة المهجورة الواقعة بالقرية، بعد إعادة الأولياء لأبنائهم من أجل الدراسة بالمنطقة و الاستقرار فيها، كما أضاف بأن حالات طلبات السكن الريفي التي لم تسو، تخص مواطنين "رفضوا" الحصول على الإعانات بهذه القرية، ليؤكد بأن مصالحه تعمل على تقديم جميع التحفيزات للسكان من أجل استقرارهم بالمنطقة التي تزخر بأراض فلاحية شاسعة و بإمكانيات كبيرة في تربية الحيوانات.
ياسمين بوالجدري
