يعيش سكان حي المحطة ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، على وقع الصدمة، على خلفية الجريمة المروعة الني كشفت تفاصيلها أمس الأول والتي راح ضحيتها أحد شباب الحي قبل أربع سنوات على يد شقيقه الأصغر، وذلك لكون الحادثة أقرب إلى سيناريوهات أفلام السينما من الواقع.
وقد زارت النصر، أمس الثلاثاء، الحي وتقربت من بعض الجيران ومعارف العائلة، في محاولة لكشف الظروف التي أحاطت بالحادثة.
كان العثور في البداية على منزل العائلة صعبا نوعا ما، وذلك لكونه معزولا عن باقي منازل حي المحطة أو كما يعرف محليا بـ "لاغار"، وذلك لكون خطي السكة الحديدية يفصلانه عن باقي التجمعات السكنية، فضلا عن بعده عن الطريق الرئيسي للحي بأزيد من 300 متر ووجوده وسط غابة صغيرة بجوار الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين ولايتي قسنطينة وسكيكدة، وهو ما يفسر عدم اكتشاف الجريمة وقت وقوعها.
ولا يحيط بمسكن العائلة المفجوعة بولديها سوى بعض المنازل التي لا يتعدى عددها العشرة، والتي تعود أغلبها لعمال السكك الحديدية، وهو شأن هذه الأسرة التي كان ربها المتوفي عاملا بالمؤسسة قبل أن يستقر به المقام بهذه المنطقة التي يصفها السكان بالهادئة والمحافظة، ويعتبرونها قرية. ولا حديث بالحي سوى عن الجريمة التي ارتكبها "ب.ش" قبل أربع سنوات حين كان يبلغ من العمر 19 سنة، في حق أخيه الذي يكبره سنا بتسع سنوات، وكيف لم يلاحظ أي منهم علامات التأثر على القاتل الذي كان يتحرك بينهم بحرية ومن دون ارتباك يثير الشكوك حوله، خصوصا وأن اختفاء الضحية كان مفاجئا. وأوضح شاب تحدثنا إليه دون أن نكشف له عن هويتنا، أن تصرفات الجاني كانت عادية ولا تثير الشبهات طوال الفترة الماضية، وذلك لأنه كان بشوشا وذا روح مرحة مع الجميع، ولم تكن تصرفاته توحي بأنه اقترف جريمة بتلك البشاعة وبرودة الدم حيث قال: "كان القاتل مرحا طوال الوقت، كان يضحك ويتصرف بصورة عادية، لقد صدمنا لما علمنا بالخبر، كانت دماؤه باردة جدا".
كما أعرب بعضهم عن دهشتهم لبقاء الجاني في وضع طبيعي رغم أن "روح" أخيه كانت تطوف بالمنزل، كما أكد بعض معارف العائلة أن مكان دفن الضحية يقع بمدخل البيت، وهو ما يعني أن الجاني كان يمر يوميا بمكان دفن شقيقه دون أن تظهر عليه علامات التأثر. ورغم أن الحادثة تم تناولها على نطاق واسع بين السكان، إلا أنه لم يتم الكشف بعد عن سبب الخلاف الذي نشب بين الشقيقين، رغم أن عددا منهم رجح فرضية الخلاف حول الميراث، سيما وأن عائلتهما تتألف أيضا من شقيقتين وأمهما، وهو السبب الذي لم نتمكن من تأكيده حتى من طرف قريب العائلة.
زلة لسان الجاني سبب في اكتشاف الجريمة
ومن خلال حديثنا لعدد من سكان حي المحطة ومعارف الجاني، كشف لنا البعض أن بعض الشباب كان على علم بالحادثة قبل اكتشافها من قبل عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بحامة بوزيان، حيث أكد لنا أحدهم أنه كان على علم بقيام "ب.ش" بقتل شقيقه منذ قرابة ستة أشهر، غير أنه لم يصدق ما قيل له، وذلك لتناقضه مع تصرفاته التي كانت لا توحي بما يروج، وهو نفس التصريح الذي ذهب إليه شاب آخر حين أوضح أن صديقا له كان يحدثه بوقوع الجريمة منذ مدة ولكنه لم يأخذ هذا الكلام على محمل الجد. وكان لنا حديث هاتفي، مساء أمس، مع عم الضحية والجاني، بعد أن كان المنزل خاليا من العائلة عند تنقلنا، حيث أكد لنا المتحدث أن كامل العائلة تحت الصدمة ولم تستوعب لحد الساعة ما حدث، دون أن يقدم تفاصيل أخرى، خاصة وأن محققي الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لم يزودوهم بكامل المعلومات لعدم إتمام التحقيق، خاصة ما يتعلق بسبب الخلاف بين الشقيقين، أو موعد استلام رفات ابنهم المتوفي.
عبد الله بودبابة