عاودت عشرات العائلات والأرامل والمنحرفين، احتلال مساكن عمارات حي بوذراع الصالح بمدينة قسنطينة، التي تم ترحيل سكانها ، حيث تحولت تلك العمارت إلى بؤرة للإجرام والممارسات اللاأخلاقية، في وقت وصل فيه سعر الشقة المهجورة بالحي إلى 6 ملايين سنتيم.
وفي جولة قادتنا إلى عمارات حي بوذراع الصالح وعلى الرغم من الترحيلات الكبيرة التي طالته آخرها، كان ترحيل أزيد من 700 عائلة إلى المدينة الجديدة ماسينيسا، وقفنا على وجود العديد من السكان الجدد الذين تجاوز عددهم 60 عائلة ،موزعين ما بين عائلات وأرامل وشباب،حيث لاحظنا أن العديد من طوابق عمارات س 10 و13 و 14 قد احتلت من طرفهم بعد أن قاموا بترميمها جزئيا ليسكنوا فيها من جديد.
و قال عدد من قاطني الحي القدماء، بأن تلك العمارات قد أصبحت مكانا للممارسات المشبوهة، حيث استغل عدد من الشباب المنحرف انعدام الأمن وغياب السلطات للقيام بتلك الأفعال، مشيرين بأن الحي تحول إلى مكان لبيع المخدرات.
وأوضح من تحدثنا إليهم من المواطنين بأن بعض الشباب يبيعون الشقة الواحدة بمبالغ تصل إلى 6 ملايين سنتيم ،مقابل توفير الحماية للمشتري من اعتداءات المنحرفين، الذين تكاثر عددهم وأصبحت تلك العمارات المهجورة مكانا يأوون إليه لممارسة جرائمهم، مشيرين إلى حادثة اختطاف إمرأة متزوجة منذ أكثر من شهر. ويطالب أصحاب الطعون بالإضافة إلى سكان الحي القدامى والذين رحلوا من أحياء السويقة ونهج الثوار مؤقتا إلى حي بوذراع الصالح ،بضرورة إدراجهم ضمن برامج الترحيل، باعتبار أن وضعية السكنات التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري تدهورت بشكل كبير،حيث انتشرت الأوساخ و الردوم، بشكل كبير ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة والمنتشرة في كل ركن من أركان الحي بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، ما نتج عنه انتشار كثيف للثعابين والجرذان والتي قد تتسبب في أمراض كبيرة لأولادهم وهو أمر وقفنا عليه ،إذ أن مظاهر الفوضى والتدهور أصبحت سمة مميزة للحي ووصل الأمر إلى حد تشييد محل فوق سلالم تؤدي إلى عمارة مجاورة.
جدير بالذكر فإن مندوب القطاع الحضري لبوذراع الصالح، قد صرح في وقت سابق، للنصر، بأن مصالحه ستقوم بحملة نظافة للعمارات، كما أنها ستنسق مع مصالح الأمن ولجان الأحيان من أجل منع احتلال السكنات.
لقمان قوادري