اكتظاظ و ضغط بمصالح التوليد بمستشفيات قسنطينة
تعيش مصالح و عيادات التوليد بولاية قسنطينة على وقع ضغط و اكتظاظ كبيرين، نتيجة تضاعف عدد الولادات و تحويل مريضات الولايات المجاورة إليها، و هو وضع زاده حدّة استفادة العديد من القابلات و الأطباء من عطل مرضية و سنوية.
لا تزال مشكلة التكفل بالحوامل مطروحة بحدة على مستوى عيادات الولادة بالولاية رغم توفرها على أزيد من 300 سرير، حيث ذكرت مصادر مسؤولة للنصر أن العديد من أفراد الطواقم الطبية التابعين للمستشفى الجامعي ابن باديس و الذين لا زالوا يعملون بمستشفى الخروب المحولين إليه، دخلوا في عطل مرضية، فيما استفاد آخرون من عطلهم السنوية، وسط اكتظاظ و توافد كبيرين للمريضات، و ذلك في انتظار تحويلهم إلى المصلحة الجديدة المدشنة قبل أسبوعين من طرف وزير الصحة، و التي تتوفر على 180 سريرا، لكنها لم تفتح بعد.
و ذكرت ذات المصادر بأن المعدل اليومي للولادات بمستشفى الخروب وصل إلى 60 حالة، كما أن طاقم مصلحة التوليد المحول من المستشفى الجامعي، يستقبل مريضات يأتين من أزيد من 10 ولايات مجاورة و هو ما يعد أمرا غير معقول، كما أضافت بأنه طالما سجلت حالات اعتداء و مناوشات بين المواطنين و موظفي المصلحة، لاسيما في الفترة الليلية، و هي أمور حاولنا تلقي توضيحات أكثر في شأنها من طرف مدير المستشفى الجامعي، غير أنه اعتذر عن الإجابة و قال لنا أنه في عطلة.
مدير عيادة الولادة بسيدي مبروك التي تتوفر على 75 سريرا، قال من جهته بأن المؤسسة تعاني من اكتظاظ وصفه بالرهيب، بدأ تسجيله منذ بداية شهر جوان الفارط، حيث وصل معدل الولادات اليومية خلال الفترة الأخيرة إلى 60 حالة، و هو ما يُعد، حسبه، رقما كبيرا، كما تستقبل العيادة مريضات من جميع الأحياء على غرار 5 جويلية و البير و من العديد من البلديات و حتى من ولايات مجاورة كجيجل و أم البواقي و ميلة، متسائلا عن أسباب توجه الحوامل إلى سيدي مبروك و قطع مسافات طويلة، في حين أن المناطق التي يقطنّ بها تتوفر على عيادات، كالمدينة الجديدة علي منجلي و عين اسمارة و ابن زياد، داعيا المواطنين إلى ضرورة التحلي بالوعي و العلاج بالمؤسسات القريبة من مقرات سكناهم.
و تابع محدثنا بالقول أن عيادة سيدي مبروك تعيش يوميا احتجاجات و استفزازات من طرف المواطنين القادمين من العديد من المناطق، لكنه أكد بأن مصالحه تتحمل مسؤولياتها اتجاههم و تتكفل بجميع المريضات المحولات إليها، كما أشار إلى وجود بعض الحالات لموظفات أخذن عطلا مرضية، اعتبرها عادية كونهن نساء حوامل، أما في ما يتعلق بالحالات أخرى فقد أوضح بأنه سيتابعهم قضائيا، داعيا المؤسسات الصحية التي تحتوي على عيادات ولادة إلى ضرورة التنسيق فيما بين المديرين و الأطباء و أن يقدموا لمصالحه يد المساعدة، حتى يتم التكفل الأمثل بالحوامل، بحسب قوله.
و ذكر مدير مستشفى البير بأن المؤسسة تعاني أيضا من الاكتظاظ، لكنه قال أن الأمر متحكم فيه، بحكم أن الإدارة نظمت برمجة العطل و تحاول قدر المستطاع التقليص من عدد التحويلات نحو عيادة سيدي مبروك، إلا في الحالات الضرورية و عن طريق استعمال سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى، لافتا إلى أن مصلحة الولادة تتوفر على 35 سريرا، كما يشرف على متابعة المرضى 3 أطباء مختصين، بحكم أن اثنين منهم دخلوا في عطلة، مشيرا إلى أن معدل الولادات يوميا، يتجاوز 20 حالة.
و من المنتظر أن يقلل فتح مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس من الضغط عن باقي المؤسسات الاستشفائية، كما تجري الأشغال حاليا لإنجاز توسعة عيادة سيدي مبروك و مستشفى للأم و الطفل بالمدينة الجديدة علي منجلي.
لقمان/ق/تصوير شريف قليب