عائــلات تستعجــل الترحيــل بحــي "مسكين"
تعيش عشرات العائلات بحي «مسكين» القصديري بمنطقة وادي الحد بمدينة قسنطينة، ظروف مزرية، زادها حدة انفجار قنوات الصرف الصحي و قطع الماء و الكهرباء، و كذا انتشار الآفات الاجتماعية، ما جعل 72 عائلة تمتلك مقررات إستفادة مسبقة من السكن الاجتماعي، تطالب بالترحيل في أقرب الآجال. و يُعدّ حي مسكين الواقع بين منطقتي وادي الحد و ساقية سيدي يوسف «لابوم»، من أشهر الأحياء القصديرية على مستوى بلدية قسنطينة، حيث قامت السلطات بترحيل العديد من سكانه، في عمليات كان آخرها التي نُظمت قبل 4 سنوات، غير أن 72 عائلة لا تزال تقطن بالمكان مع امتلاكها لاستفادات مسبقة، إلى جانب 6 أسر من أصحاب الطعون، فيما أعادت عشرات العائلات احتلال الأكواخ القديمة أو بناء أخرى جديدة، ليصل عدد المنازل الإجمالي في الوقت الحالي لأكثر من 400 بيت قصديري.
و يؤكد بعض السكان من مالكي الاستفادات للنصر، أنهم يقطنون الحي منذ سنة 2006، فيما سلمت لهم الاستفادات في 2011، و قد قاموا مؤخرا، حسب تأكيدهم، بدفع جزء من المستحقات الخاصة بالسكنات المقرر منحهم إياها، غير أنهم يتخوفون من عدم برمجتهم ضمن الترحيلات المقبلة نحو الوحدة الجوارية 20، حيث يأملون في أن تستجيب السلطات لمطالبهم و تعجّل بنقلهم إلى سكنات جديدة، كما يطالبون بعدم ربط مصيرهم بعشرات الأسر الأخرى التي تقطن المكان و لا تملك أية استفادات مسبقة، موضحين بأن الكثير منها تحتل الأكواخ مؤقتا طمعا في الحصول على سكنات اجتماعية.
و حسب محدثينا فإن المكان تحول إلى كابوس حقيقي، خاصة بعد انفجار القناة الرئيسية لمياه الصرف الصحي، ما جعل الأكواخ تسبح في المياه الملوثة التي تتسرب إلى داخلها، و رغم تدخل مؤسسة «سياكو» عدة مرات و محاولاتها المتكررة باستخدام العتاد، من أجل إصلاح الانسداد، غير أن الإشكال لا يزال متواصلا على حد تأكيد السكان، موضحين بأن الفئران أصبحت تتجول داخل البيوت بسبب كثرة الأوساخ، كما أوضحوا بأن الكهرباء و المياه مقطوعان منذ أيام، ما جعل الأمور أكثر صعوبة، خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة و قساوة الشتاء، زيادة على ذلك تشتكي العائلات من استمرار انتشار المنحرفين، الذين يتخذون من بعض الأكواخ المهجورة أوكارا لمختلف أنواع الممارسات المشبوهة، على حد تأكيد السكان، الذين باتوا يتخوفون على أبنائهم من الأمراض أو الانحراف.
عبد الرزاق.م