درك قسنطينــــة يشــــن مداهمــــات لأوكـــار الجريمـــة
نفذ عناصر مختلف الوحدات التابعة للمجموعة الاقليمية للدرك الوطني بولاية قسنطينة، يومي الخميس و الجمعة الماضيين، مداهمات لعدد من المناطق والأماكن المشبوهة المعروفة باحتلالها من طرف المنحرفين ومتعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية، إلى جانب تسيير دوريات في مختلف الأحياء ضمن إقليم الاختصاص، وكذا وضع نقاط تفتيش لمراقبة حركة المرور، وذلك في عملية سخرت لها إمكانيات مادية وبشرية مهمة.
النصر حضرت جزءا من هذه العملية الواسعة التي تمت على مستوى عدة نقاط ليلة الجمعة إلى السبت، حيث تم برمجة نقطة الالتقاء على مستوى مقر المجموعة الاقليمية للدرك الوطني بسطح المنصورة، و كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة السادسة والنصف مساء، عندما اجتمع عدد من عناصر فصيلة الأمن والتدخل بساحة العلم، أين وقف بتنظيم متقن شبان في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، قبل أن يتقدم منهم أحد إطارات المجموعة الاقليمية لتقديم التعليمات الأولية تشرح طبيعة المهمة والهدف منها، فضلا عن بعض النقاط التقنية.
ترصّد دائم للمشبوهين و تواجد مستمر في الأحياء الشعبية
عند الانتهاء من تقديم التعليمات، انصرف جميع الأفراد الذين كانوا يرتدون زي التدخل نحو المركبات، في انتظار إعطاء إشارة مباشرة العمل على مستوى عدد من النقاط، بحيث كانت الخطة تقتضي توزيع عناصر مختلف الوحدات عبر نقاط تم تحديدها مسبقا من قبل إطارات المجموعة الاقليمية للدرك الوطني، ضمن إقليم الاختصاص، في حين تسيّر فرقة بإشراف مباشر من قائد الأركان المقدم رضا أوكالي.
عندما حانت الساعة السابعة مساء، غادرنا المقر بسطح المنصورة في موكب مكون من عشر مركبات تابعة لسلاح الدرك الوطني وبطريقة جد منظمة، اتخذنا الطريق نحو غابة المريج سالكين عددا من الطرق عبر حيي سيدي مبروك و دقسي عبد السلام، ثم حي الإخوة عباس، و بعده بن شيكو ثم سلكنا اتجاه غابة المريج، وقد كان كل من في الطريق يراقب في اهتمام بالغ الموكب وهو يعبر هذه الأحياء الشعبية، في حين كان الهدف من هذه الحركة بحسب ما أوضحه قائد أركان المجموعة الاقليمية، هو إبلاغ المواطنين برسالة أن عناصر السلاح متواجدون في الميدان ويقومون بدورهم في سبيل الحفاظ على سلامة المواطن والممتلكات، و بالتالي طمأنتهم.
دخلنا عبر الطريق الضيق لغابة المريج، في وقت كان الظلام يخيم على المكان، ولم تكسره سوى أضواء المركبات المارة في الاتجاهين وإنارة التنبيه المثبتة على سيارات الدرك الوطني، و قد تصادف وصولنا إلى الحظيرة الأولى للغابة، مع توقف عدد من الشبان الذين كانوا يحتفلون بزفاف أحد أصدقائهم، وبعد السير لأمتار قليلة، توقف الموكب بصورة مفاجئة قرب مركبات مركونة خارج الطريق، أين كان بعض الشبان يجلسون، حيث اقترب منهم عناصر الدرك بسرعة وطوقوا المكان للحيلولة دون تمكن أحد من الفرار في حال محاولته القيام بذلك.
تقدم عنصران من الدرك الوطني نحو شابين كانا يجلسان بالقرب من مركباتهما من نوع «بارتنار رونو» تحت الأشجار، وطلبا منهما الوقوف، قبل أن يقوما بتفتيشهما تفتيشا دقيقا، مع القيام بالملامسة الجسدية القانونية، ثم الاستعانة بأضواء لمعاينة المكان الذي كانا يجلسان فيه، وبعدها استقدم العون السينوتقني مرفوقا بكلب متخصص في الكشف عن المخدرات، وبعد معاينة المركبة والتأكد من خلوها من أية ممنوعات، توجه عناصر الدرك نحو الجهة المقابلة أين كان يجلس شخصان آخران، ليتم تفتيشهما بدقة دون العثور على أية ممنوعات بحوزتهما، قبل المغادرة نحو النقطة الثانية المتمثلة في نقطة الدوران بحي زواغي سليمان بجوار المحطة النهائية للترامواي.
تأمين المواطنين والممتلكات أولوية
عند وصولنا إلى محور الدوران بحي زواغي، وجدنا عناصر من الدرك الوطني مكلفين بضمان انسيابية حركة المرور وسلاستها، كما ارتدى جميع المتواجدين بالمكان سترات خاصة تعكس الضوء، وذلك حتى يستطيع عابرو الطريق ملاحظة الأعوان بسهولة، مع وضع عدد من اللافتات التي تنبه السائقين بوجود حاجز للدرك، وفي هذه الأثناء كان الدركيون يطلبون من السائقين مواصلة السير، في حين يتم من وقت لآخر توقيف مركبات من أجل التدقيق في الوثائق، وما هي إلا دقائق قليلة حتى بدأت زخات المطر الأولى تبلل الأرض، قبل أن يشتد التهاطل، لكن عناصر الدرك واصلوا مهامهم بشكل عادي، رغم استمرار التساقط بكثافة لحوالي 20 دقيقة.
بعد ذلك غادرنا حي زواغي نحو الطريق السيار شرق- غرب، عبر المقطع الرابط بين حي زواغي سليمان وبلدية عين سمارة، و بالتحديد قرب محطة البنزين «سيرتا» التابعة لشركة نفطال، و بعد سير حوالي ربع ساعة بسرعة متأنية و في طريق مظلمة، وصلنا إلى المكان المقصود أين كانت دورية للدرك الوطني في انتظارنا بالنقطة الكيلومترية 180، وهو المكان الذي تم فيه توقيف شخص يحوز على كمية من المخدرات لغرض الاستهلاك الشخصي.
وبحسب المعلومات التي قدمت لنا من قبل المكلف بالاتصال، فإن عناصر الدرك و بينما كانوا في دورية عادية بالمركبات على مستوى المنطقة، لفت انتباههم سائق على متن سيارة كان يقودها بطريقة غير عادية ويقوم بمناورات خطيرة، رغم أن الطريق كانت مبللة بمياه الأمطار، وهو ما يشكل خطرا على سلامته وسلامة مستعملي هذا المحور، ليتم توقيفه وإخضاعه لعملية التفتيش أسفرت عن العثور على كمية من المخدرات بالمركبة، حيث تم توقيفه ثم تحويله نحو مقر الفرقة الاقليمية للدرك الوطني، قبل عرضه في وقت لاحق من نهار اليوم الأحد أمام وكيل الجمهورية.
و عند حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا، أعلن قائد العملية رئيس أركان المجموعة الاقليمية للدرك الوطني المقدم رضا أوكالي، نهاية المهمة طالبا من الجميع العودة مجددا نحو نقطة البداية بسطح المنصورة، بعد أن دامت العملية ليومين متتاليين، حيث عرفت مشاركة 300 عنصر من مختلف الوحدات والفصائل، إلى جانب تسخير إمكانات مادية تمثلت في 60 مركبة، و30 دراجة نارية، وأجهزة تقنية مختلفة على غرار جهاز كشف المتفجرات «الفنك» وثنائية سينوتقنية أو الكلاب البوليسية.
و مكنت المداهمات أيضا، من تعريف أزيد من 5400 شخص، وقرابة 2700 مركبة، من مختلف الأحجام، مع توقيف شخص يبلغ من العمر 23 سنة بتهمة حيازة المخدرات لغرض الاستهلاك الشخصي، إلى جانب توقيف شخصين آخرين يبلغان من العمر 25 و27 سنة لحيازتهما مهلوسات عقلية وأسلحة بيضاء، كما أوضح المكلف بالإعلام على مستوى المجموعة الاقليمية للدرك الوطني المقدم سمير بلوط، أن الهدف من العملية هو تأمين المواطنين وممتلكاتهم، إلى جانب تحسيس المواطنين ومرتادي الطرقات بصفة خاصة، بضرورة السياقة بتأن للحيلولة دون وقوع حوادث مرور جسمانية أو مميتة.
عبد الله.ب